تتلخص مشكلتي في أنى لا أواظب على الطاعات رغم مرور بعض الأوقات التي أشعر فيها بحلاوة الإيمان، ولكن أعود إلى المعاصي. والحقيقة أني ارتكبت بعض الكبائر مثل شرب الخمر والزنا، ولا أعرف هل التوبة تمحي هذه الكبائر أم أن عدم ثباتي على الطاعات دليل على عدم قبول توبتي؟ سيئ أن يعصي العبد ربه، وجيد أن يعود العبد إلي مولاه، وبين السيئ والجيد يتأرجح الإنسان ، ويختار لنفسه ما يحب أن يكون عليه، وليس هذا الاختيار اختيارا عقليا، كأنها مسألة نقوم بحلها، بل اختيار فعلي يكون له أثر في حياتنا. إن إتيان الإنسان لكثير من المعاصي كشرب الخمر والزنا وغيرهما دليل عبث في حياة الإنسان، وأنه إنسان لا هوية له، وهذا بخلاف أن يأتي الإنسان ذنبا بعينه، يتمادى فيه، فهذا دليل على مشكلة حقيقية في الإنسان، ويجب أن يبحث عن حل لها، فلو كنت مقتصرا على الزنا لكانت مشكلتك جنسية، وقد يكون في الزواج إحصان لك، ولكن مشكلتك يبدو أنها تتعلق بشخصيتك ككل، وليس كإنسان تأتي معصية بعينها. أحي قلبك أولا، وأنت أدرى الناس كيف تحييه، ربما نرشدك لبعض الطاعات، لكن قد تفعل هذه الطاعات وتأتي في ذات الوقت السيئات، فابحث عن حل جذري لما أنت فيه، غير من نمط حياتك ،انظر من أنت في الحياة وماذا تفعل؟ وما أطلبه منك، هو ما يلي: - أن تشغل نفسك بكثير الطاعة، فإن نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية. - اقرأ في آثار الذنوب وأضرارها، وخاصة الزنا، من الناحية الإيمانية، ومن الناحية الطبية، لتعلم خطر ما تفعله من الكبائر كلها. - عالج نفسك مرضا مرضا، وابذل جهدك في العلاج، فكلما عالجت نفسك من مرضها، ضعف المرض الآخر، فيسهل عليك علاجه. - لا تنس أن ترفه عن نفسك بالمباح، فإن التشدد ربما يجعل المرء يفجر، وخير الأمور أواسطها. - خذ نفسك بالعزيمة، ودعك الآن من الرخص، فإن تتبع الرخص يورث الذنب، ويجعل المرء يجترأ على المعصية. -استشعر معاملتك مع الله ، ولا تضع الناس نصب عينك، وعظم الله في قلبك، يرزقك تعظيمه في جوارحك.