وجه شكاية لوكيل الملك وللسلطات معززة بالشهود والوقائع اتهم أمين الجزارين في بلدية القصيبة باشا المدينة والمفتش البيطري ب»التورط والتواطؤ في الذبيحة السرية وتهديد الصحة العامة للمواطنين»، بعدم مصادرة اللحوم القادمة من خارج المدينة، والتي تذبح خارج المجزرة، ليتم جلبها وطبعها والتأشير عليها. وأفاد أمين الجزارين، محمد بناصر، أنه سبق له أن تقدم، رفقة زملائه، بشكايات إلى المسؤوليين محليا وإقليميا حول تجاوزات المفتش البيطري، في كل من القصيبة وجماعة ناوور ودير القصيبة وتيزي نسلي وإغرم العلام، إضافة إلى الشروط التي يمارسون من خلالها مهنتهم، وتقدم أمين الجزارين بشكاية في الموضوع إلى كل من وكيل الملك ووالي الجهة، معززا شكايته بتقديم مجموعة من الوقائع والشهود. وسرد أمين الجزارين، مجموعة من الاتهامات التي قال في شكايته إنها تورط المفتش البيطري في الذبيحة السرية، بطبعه اللحوم أحيانا في المنازل. وأضاف أنه رغم «الخروقات التي وقف عليها الجزارون في وقت سابق، فلم يتم إيفاد لجن التحقيق ولا معاقبة المسؤولين.. في المقابل، عمد المفتش البيطري إلى المدوامة على معاقبة الأمين والجزارين». وأوضح أمين الجزارين، في شكايته، أن تحديد المسؤوليات بين المسؤولين الثلاثة، باشا المدينة، المفتش البيطري ورئيس البلدية، المستقيل مؤخرا، أصبحت غير مفهومة، إذ «صار الجزراون لا يعرفون من المسؤول الحقيقي عن الذبيحة السرية وعن حماية المواطنين منها». وقال أمين الجزارين إن «غياب حارس للمجزرة البلدية المتهالكة سهّل إدخال الأبقار المريضة خفية مقابل رشاوى». وقدم مثالا بما وقع يوم السبت، 10 مارس الجاري، ب»سكوت» المفتش البيطري و»تواطؤ» باشا المدينة، بعدما قَدِم أحد أشهر المتورطين في الذبيحة السرية في جهة تادلة أزيلال «ع. ح.»، الذي سبق أن اعتُقِل وأدين ببيع الذبيحة السرية، بعدما أدخل هذا الأخير بقرة مصابة بالشلل وتشارف على الموت إلى المجزرة وتم التاشير عليها وتهريبها لحظات قبل حلول السلطات المحلية بالمجزرة. وكشف أمين الجزارين أنه أصبح يتعرض لتهديدات من باشا المدينة ولضغوطات قصد تقديم استقالته أو «السكوت» عن التجاوزات والخروقات التي تهدد حياة المواطنين وصحتهم. وكانت «المساء» قد عاينت، في وقت سابق، الأوضاع المزرية في المجزرة البلدية ،ذات البناية المتهالكة في مدينة القصيبة، وسط الأحياء السكنية، والتي تفتقر إلى أبسط الشروط الصحية، حيث وقفت على الأزبال المتراكمة واللحوم الفاسدة المرمية وسطها، في غياب قناة للصرف الصحي، بينما تزكم الروائح الكريهة محيط المجزرة، في حين يتم حمل اللحوم على الحمير والعربات، ويمارس الجزارون مهنتهم في بيئة غير «آدمية».. وكان جزارو مدينة القصيبة قد تمكنوا من التنظيم الذاتي قبل سنتين، بفرض بطاقة مهنية لا يتسلمها الجزار إلا بعد خضوعه لكشوفات طبية دورية، وبعد الحرب الضروس التي شنّوها على باعة الذبيحة السرية، التي كانت «تغرق» مدينة القصيبة والجماعات الجبلية المجاورة، ليجدوا أنفسهم يخوضون، مجددا، نفس «المعركة» السابقة.