لازالت لعنة معمل "إيكوز" للغزل و النسيج تلاحق مدينة قصبة تادلة ,فبعد إغلاق المعمل منذ سنوات من الاعتصام وتشريد العمال وعوائلهم,هاهي بنايته قد أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على السكان ,فقد تحولت إلى ملك مشاع معرض لنهب الناهبين و تدمير المخربين, حيث تم تقديم العديد منهم إلى العدالة,إلا أن أسوأ ما تتعرض له المدينة هو التلوث الذي ينتج عن الحرائق التي يشعلها المخربون,إذ ترتفع أعمدة الدخان بين الفينة والأخرى لتغطي سماء المدينة,كما حدث يوم 09 و10/03/2012 حيث استمرت الحرائق ليومين متوالين دون أن يتحرك أحد من المسؤولين للتصدي لهذه الحالة المضرة بصحة وسلامة المواطنين قصد إطفاء هذه الحرائق.وكأن المدينة أصبحت بلا سلطة ولا ممثلين ولا شاحنة لإطفاء الحريق.علما أن بناية المعمل محاذية لمؤسستين تعليميتين(مدرسة ابن زهر وإعدادية المسيرة). كما أن السكان يخشون من أن تتحول بناية المعمل إلى مرتع للجريمة والاعتداء عليهم كما هو رائج في الأيام الأخيرة,بل أن بعضهم يؤكد أن البناية" الملعونة" تحولت فعلا إلى وكر للمجرمين و أن رجال الأمن لا يستطيعون الدخول إليها لأسباب غير معروفة ولا شك ان الحرائق التي شبت داخلها خير دليل على ذلك إذ لم يستطع الأمن أن يقتحم البناية للقبض على المخربين الذين يسببون في تلوث المدينة لتقديمهم إلىالعدالة لتقول فيهم كلمتها, مع العلم أن البناية بدون حراسة. إضافة إلى أن هذه البناية بأطلالها تعطي المدينة منظرا غير لائق. إن الوقت قد حان ليتحمل الكل مسؤوليته من سلطات محلية ومنتخبين لإيجاد حل نهائي لهذه المعضلة,وذلك بحل مشكل ملكية هذه البناية قصد تحويلها إلى مشروع يساهم في تنمية المدينة وكذا الحد من الهشاشة والفقر.فهل هناك من يهتم لحل هذه المشكلة المزمنة التي وقف لها المواطنون حائرين دون أن يعرفوا سببا لتفرج المسؤولين بكل أطيافهم؟