انتصار لا يمكن القول عنه إلا انه انتصار ثمين للنادي المكناسي أمام شباب قصبة تادلة ب 2 /0. فقبل التحليل التقني للمقابلة لا بد من الإشارة أولا أن المقابلة إجماعا اعتبرت قمة الدورة 23 . على اعتبارات متعددة من بينها، أنها مباراة جمعت بين من يرأس قمة الترتيب قصبة تادلة ، وبين من يرتكن في ذيل الترتيب النادي المكناسي ، فيما الاعتبار الموالي فكان يرتهن إذا ما فشل النادي المكناسي بميدانه بتحقيق الفوز، فإنه يجعل من رجله تمتد إلى قسم الهواة بقوة . جميع أبواب الملعب الشرفي بمكناس مفتوحة بالمجان، لكن الجمهور بفصائله رفض الولوج إلى الملعب إلى غاية إسقاط رئاسة مكتب النادي المكناسي . وبالموازاة مع وقت إجراء المباراة أقامت الجماهير وقفة احتجاجية بساحة "لاكورا " ضد المكتب المسير للنادي المكناسي، وعلى الوضعية المزرية التي تلبس الفريق، وتوصيل صوت الجماهير لمن يهم الأمر !!! . شغب القتل بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء بضحيتن، جعل رجال الأمن بمكناس في حيطة استباقية وتغطية لكل جنبات الملعب، رغم أن الجمهور الحاضر بالملعب الشرفي لم يتعد في الحد الأقصى 2500 . فبعد صفيرة الانطلاقة بحدود الساعة 15.00 من طرف حكم الوسط السيد محمد سليمان ، تحرك لاعبو النادي المكناسي بقوة، بعد أن عمد مدرب الفريق السيد حسن فاضل على تغيير مواقع اللاعبين حيث شغل اللاعب "بنقسو" الدفاع الأوسط بدل وسط الميدان ، وقد أتقن مأموريته بالحفاظ على سلامة مرمى المكناسيين نظيفة من أي هدف. فيما وسط الميدان فقد تم ضبطه بخطة لعب جعلت من البحث على الكرة بالأسبقية، وتمريها بسرعة إلى الهجوم عبر الأجنحة. خطة كانت ثمارها الأولى تسجيل هدف مبكر من طرف اللاعب "المهدي النعوة " في حدود الدقيقة الثالثة ، بعد ذلك توالت الحملات المتبادلة بين الفريقين بلقطات فنية مشوقة، وقريبة من التسجيل غير ما مرة ، مع أحقية للنادي المكناسي في امتلاك الكرة ، والذي استطاع اللاعب عبد الله العثماني من إركان الكرة بمرمى "بن لكمري نور الدين" في الدقيقة 43. لينتهي الشوط الأول بفرحة عند من حضر بمدرجات الملعب الشرفي بمكناس . بداية الشوط الثاني، حاول فريق شباب قصبة تادلة من الرجوع بالمباراة عبر عدة هجمات وحملات سريعة لم تكلل بالنجاح ، ووفق الدفاع بقيادة "بنقسو" بصدها وكذا الحارس البديل "بلحلو محمد" . انتهت المقابلة بانتصار مستحق للنادي المكناسي على شباب قصبة تادلة المتزعم بحصة 2-0 ، وقد وفق الحكم في إدارة المقابلة، والتي وزع فيها ثلاث إنذارات لكل من "لطفي عادل" و "ايت بهي سمير" من قصبة تادلة ، ومن النادي المكناسي اللاعب "فوزي رضا" . فيما نال مدرب جعواني منير شباب قصبة تادلة من الجماهير التادلوية القليلة الحاضرة بالملعب العتاب على النتيجة التي لا تخدم طموح الفريق في الصعود إلى الصفوة الاحترافية . فيما حصد تصفيقات الجمهور الحاضر كل من اللاعب "بنقسو" و" النعوة " و"معاد" و" حبوري" من النادي المكناسي ، واللاعب "ايت بهي سمير "من قصبة تادلة. الأهم تحقق بمكناس وهو الفوز والبدء بعملية الإنقاذ المستعجلة ، لكن شد الحبل بين مريدي " الكوديم " من الجماهيرالوفية بالعشق لألوان الفريق المكناسي ومع المكتب المسير، لا يخدم وضعية الفريق حاليا من حيث وضعية الترتيب المتدني، والضوء الأحمر المشع بالتردي إلى قسم الهواة . الكوديم ملك للجميع ، وهي في أشد الحاجة إلى روح شعارات الجماهير العاشقة لألوان الفريق ، الكوديم هي فوق الخلافات مهما اشتد حجمها ، والآن الحضور إلى المدرجات أصبح فرض عين ، فالأمل ليس في الصعود لأنه ضاع مرة أخرى، ولكن الأمل في نزع فتيل تفاقم الخلافات الخارجية . وعودة دفء الجماهير إلى المدرجات التي تحن إليها قبل أن تصبح أطلالا من الماضي . متابعة محسن الأكرمين / مكناس : [email protected]