كم طال غيابي عنكم و اشتقت إليكم كثيرا، لكن هذا لا يعني أني لم أكن أراقبكم أو نسيت قضية قريتي العجوز، كلا و حاشى، بل كنت و لا زلت أتابع تفاصيل التفاصيل عن كثب، فكم من موضوع أثير و كم من قضية نوقشت أجد نفسي حينها مجبرا عن الكلام و لو بالإدلاء برأي متواضع لكن في نفس الوقت أجدني عاجزا عن التعبير و عاجزا عن تفجير تلك الأفكار البسيطة التي تراودني والتي تدور في ذهني، والمساهمة بآرائي الخاصة من الزاوية التي أمثل فيها و أرى منها الأشياء. ثم فجأة لحسن حظي يظهر فاعل خير أتقاسم معه نفس الآراء و الأفكار وكأنه كان واقفا بجانبي أملي عليه ما يكتب حاملا مبادرة الكلام نيابة عني متلفظا بكلمات كنت أنسجها من قبل، محاولا تكوين بعض الجمل و التعابير الركيكة لإيصال بعض الأراء البسيطة، فأتراجع و أعود القهقرى و أصمت كي لا تكرر نفس الأفكار في قائمة التعليقات وكي لا أتهم بأنني من أولئك الأشخاص ذوو الأراء الواحدة و الوحيدة المستقرة الذين يتفننون في استعمال الأسماء المستعارة دفاعا أو ضدا عن أشخاص معينين و ليس عن الأفكار التي أتى بها صاحب المقال و التي تتضمن مشاكل تتعلق بقضايا أغبالة أو تيزي نسلي أو أو .. ولم يذكر فيها تلك الشخصيات المنتخبة المعهودة التي يقاتل من أجلها هؤلاءالعبدة في التعاليق و التي فرقتنا إلى أحزاب متحزبة في الوقت الذي نحن في حاجة ماسة إلى الإلتحام. أقلام نارية ملتهبة في حالة تأهب دائما ظلت سجينة أفكار متحجرة تظل منحصرة فقط في القائمة الدنيا و السفلى الخاصة بالتعليقات ولا تعرف سوى الإنتقاد الهدام، منتظرة صدور مقال يتكلم عن ضيعة أو فدان بأغبالة أو تيزي لتظهر خفافيش الظلام لتناقش صاحب المقال أو الفلاح الذي لم يذكر و ليس له أية صلة بالموضوع، ناقلين بذلك مستواهم الدوني و الرجعي لفضاء البوابة الموقرة التي كان لها الفضل في اسماع أصوات العالم القروي المهمش و المقصي و أقصد بالضبط التركيبة الرباعية التي تعاني يوميا : أغبالة، تيزي،ناوور و بوتفردا، بالإضافة إلى الدواوير المجاورة . أن تخصص لقراءة بعض التعاليق شيئا من وقتك، ستخال نفسك في صدد انتخابات تحصى فيها عدد الأصوات التي حصل عليها المنتخب بعدد التعليقات المنحازة لجهته، و القانون الوقح للعبة يسمح بالخروج عن الموضوع أولا، ثم بتكرار نفس الأفكار بأسماء مستعارة لنفس المعلق للإطاحة بكاتب المفال، و لولا المجهودات الجبارة للبوابة لأصبح حتى السب و الشتم و الكلام الفاحش مسموحا، و هذا كله دفاعا عن أشخاص لا يسمنون و لا يغنون من جوع. خلاصة القول، فلنكن حضاريين ولنترق بمستوانا قليلا حتى بأقلامنا بعد سلوكنا، و الشيء الآخر الذي أتعجب منه و أتحصر له كثيرا في الواجهة المعاكسة، هو ظهور تعاليق في قمة الروعة لأشخاص معينين تدل على مستواهم الراقي جدا، إلا أن الغريب في الأمر أن هذه الطبقة لا تكلف نفسها سوى عناء بعض الكلمات في تعليق مختزل، فلماذا لا تظهر هذه الطبقة و تذوقنا حلاوة كتاباتها بمقالات تحكي صورة من صور قريتنا البئيسة ؟ فإن لم نستطع فبأقلامنا . و رمضانكم مبارك سعيد . سعيد وخوتش أكادير 15-07-2013