كثيرة تلك الجمل و الكتابات التي وصفت أغبالة والجماعات الاخرى بكلمات تعبر عن ما يحس به كل غيور عن تلك المنطقة وما يطمح ان تصير عليه مستقبلا ، وأسيل بحرا من المداد يصف جمالها وروعتها ،ويذكرنا بمجدها القديم شيخ في عقده الثامن ، منطقة تعاني الويلات جراء ما لحقها من التهميش و النسيان ويحكي معاناة اهلها الغرباء وتحدثكم عن اخبارها أبناء المهجر الصورة و القلم . إن ما تعرفه المنطقة و ما تعرفه الجماعات الثلاثة - تيزي نسلي – بوتفردة - اغبالة من ظلم مجحف و سياسة الاقصاء والتهميش يؤكد بالملموس أن الماضي قد يكون رحيما بالمقارنة مع الحاضر والواقع المعيش المر ، إن التهميش هنا ليس اثنيا ولا عرقيا أو جغرافيا بل هو ذو طابع سلطوي يتجاوز التهميش البسيط إلى التهميش المركب الذي يجمع بين ما هو ثقافي وتنموي ، وذلك متمثلا في الإقصاء الذي تعانيه الجمعيات المحلية في الاستفادة من المنح و الدعم وذلك للنهوض بالثقافة المحلية وتشجيع الطاقات المحلية ، فمتى وسكان المنطقة يحلمون ببنيات تحتية على غرار المناطق الأخرى تغسالين نموذجا فلا طرق مهيأة وقنوات صرف صحية تنجيهم من اختناق الشارع الرئيسي باغبالة من الوحل والفيضانات والحفر ، متى وسكان المنطقة ينعمون بمستشفى عمومي مجهز بمعدات طبية وأطر كافية تستجيب لحاجات السكان الذين يشكلون طابورا يتجاوز سبعين فردا في اليوم يقفون أمام المستوصف القروي من الثالثة صباحا حتى الثالثة والنصف بعد الزوال ، فمتى أبناؤنا يحلمون باللعب في حدائق وقاعات رياضية تبني عقولهم وأجسادهم وتقيهم من شر الانحراف. إذا كان القضاء من غايته القضاء على الظلم والحكم بالعدل فقصر عدالتنا في حاجة إلى من يخرجه من بنايات الاستعمار وينصفه قبل أن ينظر في القضايا المطروحة داخله وقبل أن ينصف المظلوم داخل حجراته الضيقة وجدرانه المتآكلة. فمن ضن أن قرية اغبالة ستتحسن إن حصلت على الدائرة فإنها لن تزيد أهلنا إلا ديونا وضرائب ، حيث أدخل اللذين لهم مصلحة في حصول إحدى الجماعتين على الدائرة سكان المنطقة في صراع إن لم يكن مباشرا فقد اتخذ شكل الاحتجاج ، فما تنظيم سكان جماعة اغبالة مسيرة احتجاجية في اتجاه خنيفرة وأخرى نظمت من طرف سكان جماعة تيزي نسلي في اتجاه بني ملال إلا أحد مظاهر هذا الصراع والذي انعكس حتى على بعض المقالات التي نشرت على هذه البوابة ، إن اعلان بعض الجهات المعنية في وقت سابق نية بناء مقر دائرة اغبالة على تراب جماعة تيزي نسلي كما جاء في تحقيق لعلي بوعا يؤكد بالملموس الاستهتار بحقوق الموطنين واللعب بمشاعرهم وتعبير عن الاحتقار العلني الذي يكنه المسؤولون لساكنة المنطقة عرفت المنطقة في بداية العقد الأول من هذه الألفية حركة غير عادية نتيجة الحاجة التي دفعت الشباب إلى التفكير والحلم بغد أفضل مما دفعهم نحو البحث عن فرص الشغل التي تؤهلهم إلى الاعتماد على الذات والاستقلال والوصول إلى أعلى درجات الكمال والصورة التي وضعه كل واحدا لنفسه نصب عينيه إلى الهجرة نحو الضفة الأخرى والخروج من دائرة التهميش والفقر الذي يعاني منه أغلبية سكان المنطقة فهروب الشباب من هذا الواقع المزري لم يكن بمحض إرادتهم بل هو إكراه مما يدفع إلى الارتماء في احضان الاغتراب والتشيؤ الذي يسلب الانسان الثقة بالنفس و الاحساس بالهوية وينال فيها الحرمان والقهر واليأس. ذ محمد عمير