بعد ثلاثة أيام على المسيرة الاحتجاجية التي نظمها سكان جماعة أغبالة في اتجاه مدينة خنيفرة، حول أحقية جماعتهم في احتضان مقر الدائرة، قطع أزيد من 3000 شخص من ساكنة جماعة تيزي نسلي أول أمس الاثنين، قرابة 15 كيلومتر، مشيا على الأقدام في اتجاه عمالة بني ملال، قبل أن توقفهم القوات العمومية وتثنيهم عن مواصلة مسيرتهم من أجل أن تكون «جماعة تيزي نسلي الأحق باحتضان مقر الدائرة، وليس جماعة أغبالة». وعقب هذه المسيرة الاحتجاجية التي شارك فيها الأطفال والنساء والشيوخ، تدخلت القوات العمومية، لمنعهم من مواصلة المسير، وتشكلت لجنة من المحتجين استقبلها والي جهة تادلة أزيلال عامل عمالة بني ملال، ووعدها بحل جميع المشاكل العالقة لسكان جماعة تيزي نسلي، كما أخبرها بقرار تعليق بناء مقر الدائرة سواء في جماعة أغبالة أو جماعة تيزي نسلي، في أفق إيجاد حل يرضي الجماعتين. ووفق معلومات استقتها بيان اليوم من عين المكان، فإن ولاية بني ملال سبق أن أعطت الموافقة ببناء مقر للدائرة بالجماعة القروية تزي نسلي، قبل أن تتراجع تحت ضغط سكان الجماعة القروية أغبالة الذين نظموا مسيرة في اتجاه مدينة خنيفرة، للمطالبة بأحقيتهم في بناء مقر الدائرة، نظرا لاعتبارات يقولون إنها «موضوعية» كتوفر الجماعة على مجموعة من المؤسسات العمومية من قبيل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمكتب الوطني للكهرباء، ومصالح المياه والغابات والدرك الملكي والقرض الفلاحي، مؤكدين على أن تواجد هذه المؤسسات يؤهل جماعتهم لاحتضان مقر الدائرة، بالإضافة إلى كون جماعة أغبالة تعد أقدم جماعة بالمنطقة، حيث إن تاريخ إحداث قيادة اغبالة يعود إلى بداية عهده الاستقلال وإليها كانت تنتمي جماعتي اغبالة وبوتفردة وفيمقر، كما تتوفر على مجموعة من التجهيزات ذات الطابع الحضري. وفي مقابل ذلك، يرى سكان جماعة تزي نسلي الذين خرجوا في مسيرة احتجاجية مضادة، أن جماعتهم هي الأحق من غيرها، باحتضان مقر الدائرة، بالنظر إلى موقعها الجغرافي الذي يتوسط مجموعة من الجماعات القروية، وتواجدها بمنطقة منبسطة سهلة الولوج، عكس ما هو عليه الأمر بالنسبة لجماعة أغبالة التي تقع في منطقة جبلية وعرة الولوج، ومحصورة بين الجبل والوادي. وحذرت بعض المصادر في تصريح لبيان اليوم، من تحويل الصراع بين الجماعتين إلى صراع قبلي قد يعمق المشاكل البنيوية التي تعاني منها منطقة أيت سخمان بكاملها، والتي تضم ساكنة أيت عبدي وأيت حمامة، ويعيق كل مبادرة من شأنها إخراج تلك القبائل من عزلتها. وأضافت المصادر ذاها، أنه بدل الصراع حول من يحتضن مقر الدائرة، فالأولى أن تطالب الجماعتان بأحقيتهما في التنمية المحلية، كإصلاح وتوسيع الطريق الرابطة بين اغبالة وبني ملال مرورا بمركز تيزي نسلي إلى تاغية، والطريق الرابطة بين اغبالة والقباب، وبناء مجاري الصرف الصحي بالجماعتين، بالإضافة إلى بناء داخليات بكل من اغبالة وتيزي نسلي وبوتفردة، وتعميم الكهرباء بمختلف الدواويير التابعة للجماعات الثلاث، وإحداث مشاريع مدرة للدخل لفائدة سكانها.