القصيبة بين الأمس و اليوم -2- نعم للنقد البناء و لا لتصفية الحسابات و الطعن من الخلف عندما قدمت للقارئ في مقالي الأول مقارنة بين حصيلة المجالس السابقة و الحالية لمدينة القصيبة،لم تكن نيتي من وراء ذلك غير تسمية الأشياء بمسمياتها من باب الإنصاف و إقرار الحق ليس إلا،و تقديم خدمة بسيطة للرأي العام المحلي دون أن تكون هذه الخدمة مغلفة بأي لون من الألوان،و دون أبتغي من وراء ذلك جزاء و لا شكورا ،فأنا لست مستأجرا لأحد سوى لضميري و غيرتي على هذه المدينة العزيزة،كما أنني لا أصبو إلى تقوية طرف و إضعاف طرف آخر ،و لست أخوض في رحى معركة سياسية طاحنة، كما يحلو للبعض التغني بذلك، و إصدار أحكام قبلية أو تصفية حسابات شخصية مع أي كان، و لست بمن يعمل على تأجيج النار التي اكتوت بلهيبها ساكنة القصيبة لعقود طويلة،و النتيجة التأخر عن ركب التنمية التي سلكته بعض المدن المجاورة. و من باب قدسية الخبر و المعلومة و أحقية الناس بها، و في ظل حملة التعتيم و التضليل التي يشنها البعض لذر الرماد في العيون و إلصاق تهم ببعض الموظفين الذين كانوا في ضيافة مخافر الشرطة مؤخرا، و هم كما يعلم الخاص و العام أبرياء مما لفق لهم براءة الذئب من دم يوسف. إن الهدف من جرد الحقائق التي ستكون معززة بصور و أرقام و جداول،هو جعل المواطن القصيبي في صلب هذا الانتقال سواء كبر مؤشره أو تناقص، و ليطمئن الجميع أنني لست و لن أكون صدى لأية جهة كانت و لن أغير جلدي. و تعقيبا على على إحدى الردود ، أشير أنني أعتز بصداقة كل من السيدين المحترمين عبد الله حجيب الذي أعتبره شخصيا مثالا يحتذى به في تفانيه لأداء المهام المنوطة به و تجمعني و إياه علاقة طيبة خارج العمل و أعتبره أخا عزيزا ، شأنه في ذلك شأن عبد الغني الذهبي. إن الهدف من هذا المقال البسيط و المتواضع و المقالات التي ستتلوه ليس هو تمجيد المجلس أو امتداح الرئيس، بل هو قراءة نقدية لمسيرة مجالس معينة بما لها و ما عليها، إذ سأعرج على المحطات المشرقة و المظلمة التي عرفتها، فليس هناك من تجربة تتسم بالكمال،و لكل فرس كبوة، و كل المجالس لا تخلو من زلات و عثرات ،التي سأقف عندها بالدرس و التحليل حسب إمكانياتي و أدواتي الإجرائية المتواضعة. و بخصوص الموظفين الجماعيين، أشهد أنهم ساهموا بقسط كبير في تحسين الأداء الذي تعرفه بلدية القصيبة في شتى القطاعات،بل أعتبرهم من الركائز الأساسية في هذه الطفرة النوعية و أشيد من هذا المنبر الموقر بالمجهودات التي يقدمونها و يبذلونها لخدمة مصالح الساكنة، بل إنهم قاطرة و رافعة للعمل الجماعي ، و يشهد التاريخ أن علاقتي جد طيبة مع كل الموظفين بدون استثناء و أميل إلى صفوفهم كلما دعت الضرورة إلى ذلك ،كما أقدم لهم يد العون في كل المناسبات،و هم في نهاية المطاف إخواني أتحملهم و يتحملوني بحسناتي و سيئاتي و نتكامل فيما بيننا، كما أنهم ليسوا بقاصرين ليتكلم بلسانهم أحد و ينصب نفسه ولي أمرهم،لكون باب مكتبي كما يعرف الجميع مفتوح على الدوام في وجهم، و ليس بيننا من حاجز أو ستار غير مثل هؤلاء المتطفلين الذين يحشرون أنفسهم فيما لا يعنيهم، سعيا لزرع البلبلة و زحزحة الثقة المتبادلة بين الموظفين، هذه الثقة التي لم تزدها مرور السنين إلا متانة و مناعة. و أشير بالمناسبة إلى أنني أحترم كل الانتقادات الموجهة إلى المقال الحالي المقالات التي ستأتي لقناعاتي بالاختلاف و الرأي الآخر، و كون هذا المنبر يفتح جسرا لتبادل الأفكار و الآراء، و ليس مطية لتفريغ المكبوتات و الضغائن، و تبادل الشتائم و تصفيات الحسابات الضيقة،كما أبخس من يتصيد بسهامه الصدئة الأشخاص و ليس إنتاجهم الفكري. و ختاما ،أقول لكاتبي الردود سامحكم الله على بعض المنزلقات التي وردت فيها و العارية من الحقيقة،و كان بالأحرى توجيه السهام لمضمون المقال و ليس لكاتبه، كما هو متعارف عليه في أبجدية النقد الجاد و المسؤول،وعيا بأن هذا المنبر أنشئ للمعارك الفكرية و ليس للملاسنات الساقطة و المناقشات البزنطية العقيمة، و للتذكير،أشير إلى أن بعض المقالات المقبلة ستستعرض النقائص و الشوائب التي ميزت المجلس السابق و الحالي في بعض الجوانب، كما تقتضي المقارنة ذلك، و فيما يخص تهميش رجال التعليم في تدبير الشأن المحلي بالجماعة و الذين أكن لهم كامل التقدير و الاحترام و لرسالتهم النبيلة، فهذا يبقى شأن الجهاز المنتخب فيما بينه و لا دخل لي فيه،كما أؤكد و أكرر أنني أقوم بمقارنة فقط، و لا أروم تقديم خدمة لجهة معينة و لا أطبل و أزمر لأي كان ، و سامح الله من سدد إلي سهامه بدون وجه حق، و كان من الأجدر و الأفيد الانتظار إلى غاية أن تكتمل حلقات المقال المتبقية لإصدار الحكم و التريث قبل توجيه سيل من الانتقادات الأشبه بالشتائم و استباق الأحداث و بيع جلد الدب فبل اصطياده. و عموما سأستعرض في المقال القادم - إن كان في العمر بقية - جدولا مبيانيا لبعض الأعمال التي قامت بها المجالس الثلاثة الأخيرة المتعاقبة على تسيير الشأن المحلي، حتى يتسنى للمواطن القصيبي المحترم أخذ فكرة عن نوع الأشغال المنجزة و الخدمات المقدمة، و تلك التي تم إغفالها في أجندة البرنامج الانتخابي العام الذي أسست عليه الساكنة انتظاراتها و آمالها، و بالتالي وضع الأصبع على مكامن القوة و الضعف في هذا التدبير و التزود بالمعطيات التي ستكون بمثابة أدوات و آليات المحاسبة عند انتهاء الولاية الحالية للمجلس، بغية استدراك ما فات أثناء الاستحقاقات المقبلة،هذا العمل المتواضع من أجل خدمة ساكنة مدينة القصيبة التي تستحق كل خير و ليس ذلك بعزيز عليها و هي التي تشهد الملاحم البطولية بكفاحها المرير ضد الاستعمار و سجلت بمداد من الفخر لمعارك تشيب لها الولدان ( تزيزاوت ، بئر الوطن ، مرامان ...). و لكل ما سبق ، فلن سيتعصي على ساكنة مدينة القصيبة تشكيل مجلس قادر على نهج الاحترافية في تدبير المرافق العمومية الجماعية و تطويعه للعمل بطريقة الفرق ،في إطار ترسيخ الديمقراطية المحلية و تكريس مفهوم القرب و انتشار ثقافة الشراكة و التدبير المعقلن للعمل الجماعي ، و نبذ سياسة الإقصاء من أجل الإقصاء ؟