بعد أن تفضل موقع أريفينو بنشر مقالتي حول قرارات دورة المجلس البلدي الأخيرة التي كرست عجزه وتهافته على خدمة مصالح أعضائه النافذين والفئات الطفيلية التي تدور في فلكهم، لم أكن أستبعد أن يأتيني الرد من “الكاتب الضرورة” أو الأداة المسخرة من لدنهم لتشويه صورتي والتنقيص من شأني، باستعمال شتى الوسائل الدنيئة، وإن اقتضى الأمر رميي بتهمة السرقة الأدبية، كما هو مبين في المقالة المنشورة باسم الكاتب التيجاني بولعوالي تحت عنوان “فضيحة: بوكو يسطو على جهود الآخرين” فذلك سلوك مألوف وتكتيك متبع مكشوف لم يعد يخفى على أحد. وقبل تقديم التوضيحات الضرورية في هذا الشأن لفضح أكاذيب هذا الشخص وتعرية نفسيته التي استوطنها الحقد والغل والحسد، أحب أن أذكر بالسياق الذي تأتي فيه هذه المقالة التي تتهمني بالسرقة المزعومة. فقد جاءت بعد ساعات قليلة من نشر مقالتي عن المجلس البلدي للدريوش، مما يعني أنها كانت معدة وجاهزة ولا تنتظر سوى الوقت المناسب لإرسالها. فالكاتب قد جعل نفسه بمثابة كلب حراسة لأسياده يدافع عنهم ويرد عنهم سهام النقد، ويلفت أنظار القراء عن القضايا الحقيقية والكتابات التي تفضح فسادهم وتخريبهم لهذه المدينة منذ ما يزيد عن ثلاثين سنة من التدبير العائلي إلى درجة أن مدينة أو قرية الدريوش، لست أدري أيهما أصح، أدركتها العمالة وهي لا تتوفر على شارع معبد واحد. وهذا ديدنه وعادته التي درج عليها، ويكفي القارئ الكريم أن يعود بذاكرته إلى السجال الذي دار بيني وبينه قبل وقت ليس ببعيد ليقف على هذه الحقيقة،فبمجرد ما كتبت مقالة عن الوضع المزري الذي تعيشه مدينة الدريوش، تزامنا مع تعيين عامل الإقليم ، حتى تحركت خطوط الهاتف لتوجيه التعليمات الضرورية للقيام بالواجب وصرف الأنظار عن الحقائق المنشورة. خطأ قاتل: شاف الربيع وما شافش الحافة. إن كاتب المقال وقع في خطأ قاتل وشنيع، وهو دائما يخطئ بسبب الاستعجال والتهور وعدم التريث في إطلاق الأحكام، حينما رأى المقال المنشور عن المجلس البلدي للدريوش باسمي توهم أن سلسلة الموضوعات التي نشرتها عن الجهوية قد انتهت، واطمأن إلى خلوها من لائحة المصادر المعتمدة في البحث. بينما الواقع أن لائحة المقالات والمراجع التي اعتمدتها سوف تأتي لاحقا في ذيل المقالة الثالثة ( التي أعد القراء الكرام بنشرها في هذا المنبر تحت عنوان “الجهوية وآليات تأهيل النخب المحلية”). وقد أجلت نشر الجزء الثالث من موضوع الجهوية، كما هو واضح بسبب آنية موضوع قرارات المجلس البلدي وتداعياتها الخطيرة وأهدافها المكشوفة ، كما تم توضيحه في المقال المنشور في هذا المنبر تحت عنوان ” المجلس البلدي للدريوش في قفص الاتهام”. وقد عدلت عن نشر الموضوعين دفعة واحدة لإفساح المجال أمام القراء للتفاعل الإيجابي مع النص المنشور ، وتجنبا لاحتكار المجال قصد إتاحة المجال لغيري من كتاب الموقع، وتفاديا للعبة حب الظهور التي يتقنها صديقنا السابق.وأقف هنا لأذكر بما جاء في مقدمة الجزء الأول من الموضوع، والذي يبدو أن صديقنا قد نسيه بسبب رغبة الإيذاء الكبيرة التي تسكنه: ” وفي هذا السياق أطرح هذه المقالة التي تشكل الجزء الأول من مداخلة من ثلاثة أجزاء سبق تقديم خطوطها العريضة في إطار إحدى الندوات تحت عنوان “الجهوية الموسعة وتأهيل النخب المحلية” وبالعودة إلى مسألة التسرع و”تسبيق الفرح بليلة” كما يقول أجدادنا الأجلاء، فإن هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها صاحبنا على هذه المسألة فهي من عاداته القديمة. وهنا تعود بي الذاكرة إلى أيام التكوين الجامعي حينما أجرى المسمى بوعبدلاوي لهبيل حوارا، بوصفه متعاونا مع جريدة الشرق التي تصدر من وجدة والتي كان يديرها محمد الهرد وما يزال، مع أخينا في الله بوصفه شاعرا وباحثا قبل أن يفقس من البيضة - زعم فيه أنه منكب على إنجاز مشروع كبير يدرس العلاقة بين ما هو شعري وما هو فلسفي، وقد شاب رأسي وأنا أنتظر هذا المشروع لكنه لم ير النور بعد!!!!! ولكي لا أكون من المتجنين عليه فالحوار يوجد في أرشيف الجريدة، وبالمناسبة أذكر الأخ الباحث الفيلسوف وحيد زمانه وفهامة عصره أن صديقا لي وله قد لامه على ذلك كثيرا، ولإنعاش ذاكرته أذكره أن ذلك كان بالضبط عند النافورة الموجودة في آخر شارع الجامعة (الرونبوان). توضيحات لابد منها: 1- يعرف الكاتب الضرورة دون شك أنني لست متخصصا في العلوم القانونية، ولكن ذلك لم يمنعني من بذل الجهد المتاح في تجميع المادة المطلوبة، في موضوع الجهوية، من مصادرها ، مع محاولة تيسيرها واختصارها للمتلقين والجمهور في عرض قدم بإحدى الأنشطة الثقافية التي نظمتها إحدى الجمعيات . ولا يضيرني أن أنقل من كتابات رجال القانون ونسائه نقلا حرفيا، فالقانون لا يقبل العبارات المزخرفة المنمقة. 2- لا يتصور عاقل أن مقالة مهمة من هذا القبيل يمكن أن تكتب من فراغ ، فقد كان لزاما علي الاستئناس بأهل الاختصاص، لكن المفاجئ حقا في اتهامات الصديق السابق هو رغبته الكبيرة في التجني ، فعلى سبيل المثال يتهمني بسرقة أفكار الأستاذين محمد بوبوش وحبيب عنون في ما يخص الجهوية الموسعة كما طرحها الخطاب الملكي، بينما الواقع أنني لم أطلع على المقالتين ولم أسمع بكاتبيهما أصلا.، بكل بساطة لأن كل ما قمت به في هذا الجانب هو التنصيص على المرتكزات الأربع كما وردت في نص الخطاب الملكي. 3- إن ما يسميه الكاتب نقلا حرفيا هو عبارة عن نصوص قانونية لا تقبل التصرف، فهل يريدني مثلا أن أغير التواريخ المتعلقة بتطور سيرورة الجهوية بالمغرب، أو تواريخ القوانين وأرقامها؟ وهل يمكنني أن أعرف الناس مثلا بحدود اختصاصات المركز والجهة في النموذجين الاسباني والإيطالي دون أن أنقل النص الدستوري بكامله من المتخصصين أمثال د. عبد اللطيف بكور والأستاذة لطيفة القرقري خاصة وأنني لا أعرف اللغتين الاسبانية والايطالية؟ 4-يكمن الهدف من المداخلة التي ألقيتها في موضوع الجهوية أساسا في تعريف عامة الناس بمعنى الجهوية ومفهومها، وهذا الجهد يسهم ولا شك في تحريك الجمود الثقافي الذي يخنق المجتمع. وهذه الحقيقة انتهى صاحبنا إلى الإقرار بها رغم تنطعه وهجومه السابق علي لأنني قلت الأمر نفسه سابقا. فاقرأ أيها القارئ الكريم هذه العبارات المقتطفة من كلامه واحكم بنفسك ” وهذا هو السبيل الأنجع للخروج من قمقم الورطة التي انزلق إليها… ؛ مربي الأجيال التي يراهن عليها مجتمعنا المتردي والمشلول، …!” 5- إن من يعرف هذا العبد الضعيف يدرك أنني لا أحب الشهرة والظهور، وقد ظللت مدة منهمكا في شؤوني الخاصة وهذا ما لم يكن يرضى المهدي” المنتظر”.وحينما رأيت أن الوقت قد حان لخدمة مجتمعي المحلي بما أستطيع كان “المهدي المنتظر” و”الكاتب الكبير” المزعوم أول من يضع العصي في العجلات، لأنه كان يريدني مجرد تابع له ولأسياده الذين يحركونه “بالتيليكوموند”، أي مجرد صوت ببغاوي يسبح بحمد الأسياد ويبارك خطواتهم ويلمع صورهم ويغض الطرف عن فضائحهم وأطماعهم. 6- لا يفوت الكاتب العالمي فرصة دون أن يذكرني بالانتخابات وعدم نجاحي فيها، متوهما أن ذلك سبة ونقيصة. وهو يعلم أن كبار المثقفين فشلوا في الانتخابات أمام “مول الشكارة” الذي تحالف معه أمثاله. وليكن في علمه هو ومن يسخره بأنني سأظل شوكة في حلوقهم سواء من داخل المجلس أو خارجه. في جذور العقدة: يقتضي فهم عقدة الكاتب العالمي من هذا العبد الضعيف العودة إلى سنوات الدراسة الجامعية، فالعبد لله استطاع أن يتفوق في دراسته خلال السنوات الجامعية الأربع بفضل اجتهاده وعمله،ففي كل سنة كان ينجح بامتياز وفي المراتب الأولى (كرمته الجامعة مرتين) وجنى ثمار ذلك النجاح بأن فرض نفسه في مجتمعه في حقل التدريس الثانوي. أما الكاتب العالمي فكان بالكاد ينتظر الدورات الاستدراكية لينجح بشرط (راشطاج). وبعد أن انسدت في وجهه الآفاق بعد فشله ورسوبه في السلك الثالث شد الرحال إلى هولندا في إطار تأشيرة دراسية (من يراجع سيرته في موقعه الالكتروني يجده قد تجنب تسمية الأشياء بمسمياتها واكتفى بالقول:1997/1998:سنة من السلك الثالث للدراسات العليا والبحث العلمي (شعبة أدب حديث) من نفس الكلية) .وقد عزا ذلك الفشل إلى تحيز الأساتذة كذا…وفي هولندا نفسها سيفشل في الحصول على دبلوم اللغة الهولندية ، “بسبب العنصرية والتمييز” والعهدة على عبد الله التوزاني (التعليقات في موقع ناظور سيتي على مقالة الكاتب المعنونة ” الكفاءات العلمية الأمازيغية والعربية بهولندا”) مما جعله يلجأ إلى شبه جامعة منحته الشواهد التي يتباهى بها والتي لاتساوي قيمتها ثمن الحبر الذي كتبت به والعهدة مرة أخرى على أحد المعلقين على الموضوع نفسه. إن هذا المثقف المزعوم عدو للنجاح فهو لا يحب الخير لأحد ولا يطيق أن يرى سوى نفسه. هذا أيها السادة ما يفسر كل هذا الغل، وهنا يكمن مربط الفرس وكل شيء غير ذلك مجرد تفاصيل. على سبيل الختم: أود أن أعتذر من القراء الكرام لأنني شغلت وقتهم بما لا فائدة فيه، فإنما هو مضيق من المضايق دفعت إليه دفعا ولم يكن لي منه بد، توضيحا للصورة ورفعا للبس .