أعربت العديد من جمعيات المغاربة المقيمين بألميرية (جنوبإسبانيا)، عن تنديدها بالحملة التي تشنها بعض الأوساط السياسية والاعلامية الاسبانية ضد المغرب. وأكدت فيدرالية جمعيات المغاربة في ألميرية، التي تضم أزيد من عشرين من جمعيات المغاربة بهذه المنطقة، أن بعض الاوساط السياسية والاعلامية بإسبانيا تقوم بحملة معادية ضد المغرب بهدف الإساءة إلى المملكة وإلى قضاياها، وخاصة في ما يتعلق بوحدتها الترابية. وندد رئيس فيدرالية جمعيات المغاربة في ألميرية الحسن بلعربي في بلاغ توصلت وكالة المغرب العربي للانباء بنسخة منه باستغلال الحزب الشعبي الإسباني للقضايا المتعلقة بالمغرب لأغراض انتخابية. وأوضح الحسن بلعربي, وهو أيضا أستاذ بجامعة ألميرية، أن الحزب الشعبي يحاول بكل الوسائل استغلال مختلف القضايا التي تهم المغرب لأهداف انتخابية ضيقة بما في ذلك الوحدة الترابية للمملكة. وأشار إلى أن الحزب اليميني وجد في قضية الصحراء المغربية «فرصة من أجل إضفاء التوتر على العلاقات التي تجمع بين إسبانيا والمغرب»، وفي نفس الوقت محاولة «إضعاف الحكومة الاشتراكية»، مبرزا أن الحزب اليميني لا يهمه أي شيء سوى «أهدافه الانتخابية». وأكد رئيس فيدرالية جمعيات المغاربة في ألميرية، أن «الحزب الشعبي لا يدرك بأن الصحراء المغربية قضية تهم جميع المغاربة» كما تشهد على ذلك المسيرة الشعبية الضخمة التي نظمت مؤخرا بمدينة الدارالبيضاء للتنديد بالمناورات والمؤامرات التي تحاك من قبل بعض الأوساط السياسية والاعلامية في إسبانيا ضد الوحدة الترابية للمملكة. وذكر الحسن بلعربي بأن أزيد من ثلاثة ملايين من المغاربة يمثلون جميع شرائح المجتمع أكدوا خلال هذه المسيرة الشعبية وحدتهم وتعبئتهم المستمرة للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، مشددين على أن الصحراء قضية مقدسة بالنسبة للمغاربة قاطبة. وخلص رئيس فيدرالية جمعيات المغاربة في ألميرية إلى أنه يتعين على الحزب الشعبي الاسباني أن «يسهر على الحفاظ على المصالح العليا لإسبانيا» والتي «تتقاسم بعضها مع المغرب» والتحرر من هواجسه التي تنحصر في الانتخابات العامة القادمة. يذكر أن العديد من جمعيات المغاربة المقيمين بألميرية كانت قد شاركت يوم خامس دجنبر الجاري في ساحة لاس بيلاس وسط مدينة ألميرية في وقفة احتجاجية للتعبير عن استنكارها للحملة الاعلامية التي تشنها بعض وسائل الاعلام الاسبانية ضد المغرب. وندد المشاركون في هذه الوقفة الاحتجاجية المنظمة بمبادرة من فيدرالية جمعيات المغاربة في ألميرية بالحملة التضليلية التي تمارسها بعض وسائل الاعلام الاسبانية بخصوص أحداث العيون، معبرين عن «سخطهم ورفضهم الشديد لهذه الحملة التي تعتمد على أساليب التلاعب والافتراء والتضليل» في محاولة للاساءة إلى المغرب وقضاياه وفي مقدمتها الوحدة الترابية للمملكة.وأعرب البيان عن إدانة المغاربة المقيمين بمنطقة ألميرية بالمحاولات الرامية إلى تشويه صورة المغاربة والعداء للوحدة الترابية للمملكة، مؤكدا أن مثل هذه الممارسات غير المسؤولة ستكون لها عواقب وخيمة على التعايش بين الشعبين المغربي والاسباني. وفي نفس السياق، قررت الجمعية الهولندية للدفاع عن حقوق الإنسان «ستيشتينغ مولتيكولتوريل سينتروم هارليم دي براغ»، بروتردام، مساندة ومصاحبة الأسر المغربية، التي تم استغلال أسمائها أو صورها بكيفية مضللة من طرف وكالة (أوروبا بريس) وقناة (أنتينا 3) عقب أحداث الشغب التي شهدتها مدينة العيون. واستنكر مسؤولو الجمعية خلال لقاء جمعهم مع الضحايا المغاربة ومحاميهم، توظيف مأساة عائلية وبث خبر زائف من طرف وسيلتي الإعلام الإسبانيتين، خدمة لأغراض سياسية. وعبر هؤلاء الفاعلون الجمعويون الهولنديون، الذين أكدوا «استيائهم وصدمتهم» حيال لجوء وسائل إعلام أوروبية لأساليب غير مهنية تتنافى مع احترام الكرامة والحياة الخاصة للأفراد، عن تضامنهم وتعاطفهم مع أفراد أسرة الراشدي وكل من الغالية بوعسرية و عبد السلام الأنصاري. وجددوا في هذا الصدد، التأكيد على إرادتهم الراسخة حيال مصاحبة هؤلاء الضحايا في الإجراء الذي شرعوا فيه بغية إطلاع الرأي العام الأوروبي وتقديم التوضيحات اللازمة بخصوص الافتراءات وتزوير الحقائق الذي لجأت إليه وسيلتا الإعلام الإسبانيتين. وبعد الاستماع إلى شهادات الضحايا الذين يعيشون أزمة نفسية، عبروا عن اندهاشهم حيال عدم تقديم هذين الوسيلتين الإعلاميتين للاعتذار، على اعتبار أن الأدلة كانت دامغة كما أن الخطأ المهني غير قابل للضحد.وأكد ممثلو هذه الجمعية للضحايا ومحاميهم، أنهم لن يتوانوا عن مساندتهم عبر مجموعة من الإجراءات، من أجل إظهار الحقيقة للرأي العام الهولندي والأوروبي. وقد تم تقديم ثلاث دعاوى قضائية بإسبانيا ودعوى أخرى ببلجيكا ضد القناة التلفزية «أنتينا 3» بسبب استغلال ونشر، خارج السياق، لصورة مأساة عائلية وقعت في يناير الماضي بالدارالبيضاء، والتي تم نسبها للأحداث الأخيرة بالعيون.