كشفت الأمطار الأخيرة التي تساقطت على مدينة الجديدة، على الغش الواضح والملموس في ترميم كل طرقات أزقة وشوارع هذه المدينة، حيث حولتها المطار إلى عبارة عن حفرة متناثرة هنا وهناك، إن لم نقل إن بعض الشوارع أصبحت عبارة عن ملعب للغوف. وغدت مستعصية الاستعمال، إلى درجة أن أصحاب السيارات أصبحوا يتفادون المرور ببعض هذه الحفر عفوا الشوارع، وخاصة شوارع السعادة ودرب غلف والبركاوي والصفاء... هذا مع العلم أن ترميم هذه الأزقة والشوارع لم تمض عليه سوى شهور معدودة، وحين ترميمها أو بعبارة اصح ترقيعها انتبه المواطنون إلى طريقة الترقيع، وخلصوا إلى أن ذلك الترقيع و»الزواق» لن يدوم، وهو ما تحقق بمجرد نزول أولى قطرات الغيث القوية لهذا الموسم الممطر، وانكشفت حقيقة الغش، إذ بسرعة حوالي نصف يوم من نزول الأمطار أصبح المرور ببعض الشوارع والأزقة صعبا، بل مستحيلا، كما هو الشأن ببعض الأزقة العريضة الموجودة بحي المستقبل المحادي للسعادة الثالثة، وخاصة بجوار مؤسسة للتعليم الخصوصي، وهذا الوضع الذي تحولت معه شوارع مدينة الجديدة إلى حفر تعرقل حركة مرور السيارات، أدى الى وقوع خسائر في هياكل السيارات، والى حدوث اصطدامات بين السائقين ثم الى حوادث خفيفة للسير، في ظل خروج مدونة السير الجديدة الى حيز الوجود، كما أن هذا الوضع الكارثي لشوارع وأزقة الجديدة، جعل المواطنين ضحاياه يتساءلون عن الاتجاهات التي تصرف فيها الميزانية الضخمة لبلدية الجديدة دون أن تلتفت الى واقع طرقاتها؟ ثم لماذا لم يتف التفكير في الصلاح لطرقات الأزقة والشوارع قبل مجيء الأمطار؟ ولماذا لا يتم الترميم بشكل جيد بدل الترقيع و»التزويق» الذي يذهب بسرعة الريح. وبالمناسبة تخريب أزقة وشوارع الجديدة على اثر الأمطار الأخيرة، عبر العديد من أصحاب سيارات الخاصة وسيارات الأجرة الصغيرة عن تدمرهم من هذه الحالة التي أصبحت عليها بعض أزقة وشوارع المدينة، والتي تتسبب لهم في أعطاب، كما تساءلوا عن الجدوى من الضرائب التي يؤيدونها، دون وجود لأي اثر لتلك الضرائب على أرض الواقع، و متسائلين ايضا، أين تذهب مداخل الضرائب على الطرقات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر؟