أزيد من 10 آلاف حفرة تخترق شوارع وأزقة أحياء مدينة مراكش، ويتضاعف هذا الرقم كلما تساقطت الأمطار، وأكدت مصادر بلدية فضلت عدم الإفصاح عن هويتها للاتحاد الاشتراكي، أن الأمر ليس وليد اليوم، وأن الصفقات المتعلقة ببناء الطرقات كان الكثير من الخلل يشوبها، وأن الجهات المتعاقبة على تسيير شؤون هذه المدينة تفضل التعامل مع مقاولتين فقط في بناء هذه الطرقات، وأن ملايير السنتيمات قد دفعت من مالية الجماعة لهذه المقاولات، إلا أن المواصفات التقنية وشروط البناء السليم لا تلتزم بها الشركتان مما يجعل أساس هذه الطرقات ينهار بسرعة، ويزداد تلاشيا مع التساقطات المطرية، ورغم أن بعض المسؤولين حاولوا التخفيف من عواقب هذه الإشكالية من قبيل أن الأمر كان في السابق، أما اليوم فهناك نوع من الصرامة والرقابة، مع إحداث قطيعة مع الماضي، إلا أن واقع الحال يكذب الطروحات التي تقال، فأحياء المحاميد وصوكوما وأزلي ودوار إزكي والمسيرات بأرقامها الثلاثة والحي الصناعي سيدي غانم، والوحدات الخمس للداوديات وسيدي يوسف بن علي، والمدينة العتيقة، تبرز بشكل واضح أن لا أحد يمكنه أن يخفي المأساة التي تعاني منها مدينة مراكش، وأنه لا يمكن أن نبكي على أطلال تحولت بحق إلى رفات جسد مدينة أنهكها الإهمال، ونخرها «تدبير» من لا يفكر سوى في مصالحه الذاتية ليس إلا. وقد أكد لنا بعض أصحاب سيارات الأجرة أنهم يجددون أو يصلحون نوابض سياراتهم أكثر من ثلاث مرات في السنة نتيجة الحفر المخترقة لجل طرق مراكش، وقدروا عدد السيارات التي تتعرض لأعطاب مختلفة من جراء هذه المشاكل ب 10أو15 ألف سيارة، لكن لا أحد رفع دعوى قضائية ضد البلدية! قال أحد سكان حي صوكوما: «إننا نضطر لوضع أحجار قصد لفت انتباه المارة وأصحاب السيارات إلى وجود الحفر، إن المصالح البلدية تحاول ترقيع بعض هذه الحفر لكن بشكل عشوائي، إذ سرعان ما تنهار الترقيعات وتعود الحفر من جديد، وأن الكثيرين تعرضت سياراتهم للأعطاب لوقوعها في هذه الحفر» . نفس هذا الكلام ردده الكثير من سكان أحياء المحاميد وإزكي والداوديات.. يذكر أن ملايير السنتيمات صرفت في الترقيعات المتعلقة بصيانة هذه الحفر خلال العشر سنوات الأخيرة لكن دون التغلب عليها!