سيكون من اللازم على عدد كبير من سكان مدينة سلا التوجه قريبا إلى المحلات التجارية من أجل شراء مصابيح يدوية، بعد أن زحف الظلام على عدد كبير من الأزقة والشوارع في إطار سياسة التقشف التي ينهجها مجلس المدينة، في مجال الإنارة العمومية، مقابل الملايير التي صرفت في أشغال مغشوشة من ترصيف وتبليط. مصدر مطلع من داخل مجلس مدينة سلا أكد أن الظلام الذي يخيم على بعض أهم الشوارع والملتقيات بسلا، مثل تيليوين، وعين الحوالا، وحي السلام وطريق المطار وغيرها،مرتبط برغبة المجلس في تخفيض كلفة فاتورة الكهرباء التي تتجاوز في بعض الأحيان 2.7 مليار سنتيم، ولو كان ذلك على حساب سلامة المواطنين الذين أصبحوا يتفادون المرور بعدد من الأزقة والشوارع مخافة التعرض لمكروه. مجلس مدينة سلا الذي كان في وقت سابق قد صادق على منح هبة للمصالح الأمنية،عبارة عن 50 دراجة نارية، من أجل تعزيز التواجد الأمني بعدد من النقط السوداء، والمؤسسات التعليمية، أفرغ هذه المبادرة من محتواها، يؤكد أحد العاملين بالشرطة، بعد أن أصبح عدد من الأحياء والممرات بدون إنارة، وهو ما يعقد مهمة دوريات الشرطة، ويمنح فرصة مواتية لعدد من المنحرفين الذين يشهرون سيوفا ومديات من الحجم الكبير في وجه الضحايا، خاصة الذين يخرجون في وقت مبكر من الصباح للالتحاق بمقرات عملهم. كما أن هذا الوضع الذي استمر لأسابيع ساهم في تعميق أزمة السير بالمدينة أمام توقف بعض إشارات المرور عن العمل، وإصابة أخرى بأعطاب حيث يشتعل الأحمر والأخضر معا، وكذا نتيجة تردي حالة الطرق بسبب الحفر العميقة التي لم تجد من يصلحها، بعد أن كشفت الأمطار الأخيرة حجم الغش الذي طال إنجاز عدد من الطرقات التي انخفض مستواها، أو ظهرت بها فجوات عميقة ألحقت خسائر بعدد من السيارات. من جهة أخرى أكد خالد فتحي نائب عمدة مدينة سلا أن الأمر لا علاقة له بترشيد النفقات، وأوضح في تصريح ل«المساء» أن مشاكل الإنارة العمومية تحدث دائما في فصل الشتاء، بسبب التساقطات المطرية القوية، حيث تتأثر شبكة الإنارة التي تعاني من مشاكل بسبب انعدام الصيانة في عهد المجلس السابق، وأشار إلى أن المجلس الحالي على «وعي» بمشكل الإنارة العمومية، ويعمل على إعادة الإصلاح بعدد من الأحياء.