خلفت حادثة سير بين سيارتين خفيفتين في طريق المطار الرابطة بين حي أزلي الجنوبي وحي المحاميد، يوم الأربعاء الماضي، أضرارا مادية كبيرة بإحدى السيارتين. وقد أدت الحادثة التي وقعت ليلا إلى عرقلة السير ساعات طويلة قبل أن يتدخل رجال الإنقاذ. وليست هذه الحادثة الأولى في هذه الطريق، التي يعرف عنها بأنها الأصعب في مدار مدينة مراكش الحضري، حيث يوجد بها منعرجات خطيرة، وليس بها إنارة عمومية على الإطلاق ولا ترصيف، وهو الشيء الذي يجعل منها نقطة سوداء تقع بها حوادث خطيرة، ويتعرض مستعملوها إلى أخطار محدقة، خاصة الراجلين والدراجات الهوائية التي تسير دون إنارة أو بإنارة خفيفة. وكانت الحادثة مناسبة لعدد من مستعملي هذه الطريق ليبدوا استغرابهم من عدم اهتمام المسؤولين بها، خاصة وأن حركة السير بها تزداد يوما عن يوم وهي الطريق الرابطة بين حي أزلي الجنوبي وحي المحاميد أكبر تجمعين سكنيين شعبيين في المدينة الحمراء. وقالت مصادر مطلعة إن عدم اهتمام مجلس مدينة مراكش بهذه الطريق غير مفهوم، إلا إذا أسقطنا مفهوم الزبونية والمحسوبية والاستغلال الانتخابوي التي يمارس بعض المنتخبين في توزيع المصابيح على الأحياء التي لهم بها نفوذ انتخابي في المقاطعات، على اعتبار أن هذه الطريق ليس بها سكان، وبالتالي ليس بها أصوات انتخابية. والغريب في الأمر، تقول المصادر، أن هذه النقطة لم تدرج في أي دورة من دورات مجلس المدينة، بل الأدهى من ذلك أن إذاعة مراكش كانت قد استدعت عمر الجازولي عمدة مراكش، الذي فوض الأمر لنائبة محمد الحر، للحضور لبرنامج مباشر من أجل الإجابة على أسئلة المواطنين في الموضوع، لكن لا أحد منهم حضر، بل لم يتصل هاتفيا أو يعتذر رغم النداءات الكثيرة التي أطلقها مقدم البرنامج. وأضافت المصادر ذاتها أن مشكل الإنارة العمومية مشكل حقيقي بمدينة مراكش بالشوارع العمومية، حيث نجد الشوارع الكبرى مغطاة بكل جميع أنواع المصابيح، وتبقى الإنارة في بعضها مشتعلة حتى في وضح النهار في بعض المرات، في حين تعاني شوارع وأزقة جانبية من الظلام، مما يسهل مأمورية اللصوص وقطاع الطرق. من جهة أخرى علمت التجديد أن مجلس المدينة الذي يدير الإنارة العمومية بشكل مؤقت، يسير في اتجاه تفويت هذا القطاع في إطار التدبير المفوض خلال الشهور المقبلة.