خلفت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت مساء أول أمس الخميس على مدينة مراكش خسائر مادية كبيرة، فقد سقطت ثلاثة منازل بحي إزيكي بعد أن غمرتها المياه، بيد أنها لم تسفر عن خسائر في الأرواح. وأوضحت مصادر مطلعة، في اتصال مع «المساء»، أن المنازل الثلاثة كانت تشكل نقطة سوداء بالحي منذ مدة طويلة، لكن رغم التحذيرات التي وجهها سكان إحدى الوداديات بالمنطقة إلى المسؤولين، فقد بقيت دون مجيب. هذا الحادث الخطير، الذي لم يسفر عن خسائر بشرية، قد يتكرر في شكل حوادث أخرى من المرجح أن تحدث خلال فصل الشتاء، ذلك أن الأمطار تساقطت بشكل منقطع النظير، في ظل هشاشة المنازل والأبنية، وتحديدا بالمدينة القديمة حيث ينتشر البناء المتقادم الذي تآكل مع مرور السنين. وفي سياق الحوادث التي أحدثتها الأمطار الكثيفة التي عرفتها المدينة الحمراء، فقد دوّى صوت انفجار كبير بمنطقة «إسيل»، قبل أذان المغرب بأقل من ساعة، بعد تماس وقع بأحد المولدات الكهربائية التي توجد بالمنطقة الراقية. وأوضحت مصادر من الوقاية المدنية، في حديث إلى «المساء» مباشرة بعد الحادث، أن المياه تسربت إلى المولد الكهربائي الذي لم يكن يتوفر على الحماية الكافية من مثل هذه التسربات، الأمر الذي جعله يحدث انفجارا قويا رافقه دوي كبير أرعب سكان المنطقة التي يقطن بها عدد من مسؤولي المدينة والأساتذة الجامعيين... وقد هرع رجال الوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث سيطروا على الانفجار، وقاموا بإخماد ألسنة اللهب التي تسبب فيها الانفجار، ثم «إصلاح» المولد بشكل «عشوائي» إلى حين تدخل المصالح المختصة تفاديا لتكرار الحادث. وفي منطقة المسيرة 1 والمسيرة 2 والمحاميد ومنطقة أزلي وما يعرف بمدار البرادعي وحي سيدي يوسف بنعلي، تضررت منازل عديدة من الأمطار التي فاجأت السكان في عز الحر الذي تشهده المدينة الحمراء خلال فصل الصيف، حيث تسربت المياه إلى داخل عدد منها، مما خلف خسائر مادية لم تطل، لحسن الحظ، الأرواح. وقد دفعت بعض هذه الحوادث بعدد من السكان إلى التوجه صوب ولاية مراكش للاحتجاج على تردي أوضاعهم الاجتماعية التي عمقتها الفيضانات المترتبة عن الأمطار التي تهاطلت على المدينة لمدة قصيرة فقط، ذلك أن ساعة ونصف كانت كافية لتأتي على أثاث منازل عديدة وتؤدي إلى انقطاع عدد من الطرق. وقد كانت الأمطار المتهاطلة خلال ساعة ونصف كافية لأن تجعل مدينة مراكش «تغرق»، وتشكل وديانا توقفت معها حركة السير واضطرت السيارات إلى تغيير اتجاهها صوب شوارع أكثر أمنا كما حدث في طريق المطار بالمحاميد، في الوقت الذي عمدت فيه عناصر الوقاية المدنية والقوات المساعدة إلى التدخل لإيقاف حركة المرور في نقط متعددة ومن بينها الطريق المؤدية إلى تاركة بعد انسداد القنطرة التي تم إنشاؤها منذ مدة ليست بالبعيدة. كما قامت عناصر الوقاية المدنية بالتدخل في كثير من النقط بالمدينة واستمرت عملياتها إلى وقت متأخر من الليل لفتح العديد من الطرقات، ومن بينها القنطرة الموجودة بالقرب من حي المسيرة 2، والمطار الدولي الذي غمرته المياه.