حل الأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية ضيفا على المؤتمر الدولي الثاني للدراسات الأدبية الإسبانية الإفريقية، الذي تحتضن أشغاله حاليا مدينة مدريد. وقد شارك أدباء مغاربة يكتبون باللغة الإسبانية في أشغال هذا المؤتمر الدولي، في إطار ندوة حول موضوع «الإبداع والكتابة باللغة الإسبانية في المغرب». وأكد الباحث في الأدب الإسباني بجامعة كاليفورنيا (الولاياتالمتحدة) كريستيان ريتشي، أن الأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية، الذي لا يقل أهمية عن الأدب الإسباني المعاصر، تمكن من عبور المضيق بالرغم من تاريخه الحديث نسبيا. وأبرز كريستيان ريتشي، أن هذا الأدب يضفي حيوية جديدة للأدب المكتوب باللغة الإسبانية، مشيرا إلى وجود عدة أصناف من الأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية. وقال ريتشي الأستاذ الجامعي الذي خصص ست سنوات من حياته المهنية للبحث في الأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية «عندما نقول مرارا أن الاهتمام بالمواضيع التي يتناولها الأدباء الإسبان قد شهد تقلصا ملحوظا، فإننا نلاحظ في نفس الوقت أن لدى الكتاب الأجانب حاليا، أشياء كثيرة يعبرون عنها باللغة الإسبانية ليس فقط بعلاقة مع المغرب ولكن أيضا بأوروبا». وأكد الأستاذ الجامعي الأرجنتيني أن الكتاب المغاربة الناطقين باللغة الإسبانية، الذين يتقن معظمهم الأدوات الأدبية، «تجاوزوا الجانب الأدبي الفولكلوري»، وأصبحوا يتطرقون لمواضيع مختلفة، معربا عن «تفاؤله» بشأن مستقبل هذا الأدب.ومن جهته أكد الكاتب المغربي أحمد الغمون، أن الأدباء المغاربة الناطقين باللغة الإسبانية، يساهمون في «بناء جسور الحوار الحضاري»، مضيفا أن المشهد الأدبي المغربي يتميز حاليا بكتاب وشعراء يتوفرون على دينامية وموهبة على المستويين «الإبداعي والأكاديمي على حد سواء»، مما يساهم في التعريف بالمغرب في الخارج... وقال الكاتب أحمد الغمون إن «الكتابة باللغة الإسبانية لا تجعلني أفقد شيئا من هويتي كمغربي يمتلك تراثه الحضاري والثقافي»، مشيرا إلى أن المغاربة، نظرا للموقع الاستراتيجي للمملكة كنقطة التقاء للثقافات والحضارات, منفتحون على اللغات الأجنبية. ومن جانبه أكد الكاتب والشاعر المغربي عبد الرحمن الفتحي أن الكتاب المغاربة الذين نشروا أعمالهم في دور النشر الإسبانية «أصبحوا يتوفرون على عدد كبير من القراء في إسبانيا»، مشيرا إلى أن المواضيع التي يتم تناولها من قبل هؤلاء الكتاب مستوحاة في جزء كبير منها من الثقافة المغربية. وأضاف الأستاذ الجامعي المغربي «إننا نتحدث عن ثقافتنا وهويتنا باللغة الإسبانية التي نستخدمها للتعبير عن أنفسنا كمغاربة»، مبرزا في هذا الصدد انفتاح المغرب على الثقافات الأخرى وتعلق المغاربة بهويتهم. وأبرز الأستاذ بجامعة عبد الملك السعدي بتطوان أن للأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية مستقبلا واعدا مذكرا بأن العديد من الأدباء المغاربة الذين يكتبون باللغة الفرنسية نالوا جوائز أدبية رفيعة في فرنسا. وتتميز مشاركة المغرب في المؤتمر الدولي الثاني للدراسات الأدبية الإسبانية الإفريقية بتنظيم معرض مشترك للفنان سعيد المساري ورامون إيسونو إيبالي من غينيا الاستوائية. ويضم هذا المعرض، المنظم تحت شعار «التقارب والاختلاف»، 24 عملا فنيا لسعيد المساري الذي استخدم تقنية جديدة تعتمد على استخدام عجينة الورق. ويشارك في المؤتمر الدولي الثاني للدراسات الأدبية الإسبانية الإفريقية، المنظم ما بين خامس وثامن أكتوبر الجاري حول موضوع «إفريقيا والأدب المكتوب باللغة الإسبانية عبر الحدود»، حوالي مائة من الباحثين الأكاديميين والكتاب الذين يمثلون عشرين بلدا بإفريقيا وأمريكا وأوروبا.