المؤبد لفتاة وخليلها أدانت استئنافية سطات، المتهمة (س.ع) من مواليد 1988 وخليلها (ب.ع) من مواليد 1979 بالسجن مدى الحياة، وذلك عقب ارتكابهما جنايات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والتعذيب وارتكاب أعمال وحشية لتنفيذ فعل يعد جناية، وتشويه جثة والسرقة الموصوفة وانتحال هوية شخص آخر في ظروف ترتب عنها تقييد حكم بالإدانة في سجله العدلي للسوابق، والسكر والعلاقة الجنسية غير الشرعية الناتج عنها حمل وولادة. وتعود وقائع الجريمة التي دارت أحداثها بدوار السكويلة لكرارمة ،ضواحي برشيد، إلى صيف 2007، حين أشعرت مفوضية الشرطة ببرشيد بوجود جثة رجل داخل منزله، فانتقلت عناصر المداومة إلى مسرح الجريمة حيث عاينت جثة الهالك ممددة على الأرض وقطعة قماش ملفوفة حول عنقه بها آثار دماء. كما وجد الضحية مكمم الفم بواسطة منديل نسائي وساقاه مكبلتان بحبل بلاستيكي. وسجلت عناصر الشرطة القضائية جود كدمات ورضوض بمختلف أنحاء جسمه. وبعدما تم إيداع الجثة بمستودع الأموات فتحت الضابطة القضائية بحثا دقيقا في الموضوع قادها إلى مرتكبي الجريمة، وهما ابنة الهالك وخليلها اللذان اختفيا عن الأنظار، حيث حررت الضابطة في حقهما برقية بحث على الصعيد الوطني تم على إثرها إلقاء القبض عليهما بإحدى المناطق الجبلية بإقليم الناظور. بعد توقيفهما، أعادت عناصر الضابطة تشخيص الجريمة التي استهلها الجانيان بزيارة منزل الضحية الذي يتخذه كمسكن له بمقر عمله كراع للغنم، حيث طلبت منه ابنته مدها بمبلغ مالي من أجل أداء واجبات الدواء الخاصة بطفلتها، غير أن الضحية رفض الإذعان لطلبها بدعوى أنه لا يتوفر على المال، فغادر الجانيان منزل الوالد وعلامات الغضب بادية عليهما بعد أن خاب أملهما في الحصول على المال، ففكرا في وضع حد لحياة الوالد من أجل الإستيلاء على ما بحوزته. لهذا الغرض اقتنيا 4 قنينات من الخمر و4 أقراص مهلوسة، وتربصا للضحية في مكان بعيد عن المنزل وشرعا في احتساء الخمر، وأقدم الخليل على تناول الأقراص المهلوسة، وبعد أن حل الليل وتأكد الجانيان من كون الضحية يغط في النوم بدءا في تنفيذ جريمتهما، تسلقت الابنة باب الإسطبل المؤدي إلى بهو المنزل من أجل فتح الباب الرئيسي وفسح المجال أمام خليلها لولوج المنزل لتنفيذ جريمة السرقة، وبعد دخولهما توجها مباشرة نحو زريبة البهائم وشرعا في انتقاء الأجود من رؤوس الماشية. لما استيقظ الضحية على حركة الزريبة غير العادية، خرج ليتفقد الأمر وبيده قطعة حديدية، فتفاجأ بابنته متلبسة بسرقة بعض رؤوس الماشية. لما أمسك بها، تدخل خليلها لتخليصها من قبضة الوالد، حيث باغته من الخلف وأسقطه أرضا وجرده من القطعة الحديدية وهوى عليه بواسطتها على مستوى الرأس عدة مرات حتى فقد شعوره ونقلاه من مكان إصابته إلى إحدى الغرف الداخلية بالمنزل. هناك قاما بتكبيله من يديه ورجليه وكمما فمه بمنديل لتفادي بلوغ صراخه إلى خارج المنزل، وشرعا معا في الاعتداء عليه بالضرب المبرح بالأيدي، وعن طريق الرفس واللكمات في مختلف جسده. بعدما تأكدا من أن الضحية فارق الحياة، أحضرا شاحنة اكترياها من وسط المدينة لنقل 12 رأسا من الماشية، وغادرا مسرح الجريمة في اتجاه سوق تيط مليل حيث باعا الماشية، وفرا إلى ضواحي الناظور.