خنقها حتى لفظت أنفاسها ثم أضرم النار في جثتها لتضليل العدالة تتعدد جرائم القتل وتتعدد أسبابها، وفي بعض الأحيان، يظن المتهم أنه بإمكانه الإفلات من العقاب، بعد أن يمحو كما يبدو له، كل معالم الجريمة. لكن، ينسى المتهم، غالبا بعض التفاصيل الدقيقة والجزئية، أثناء تنفيذه لجريمته، لتتحول أثناء التحقيق معه، إلى دلائل كافية ضده لتقديمه أمام القضاء. يأتي هذا الكلام، في سياق تطور الجريمة، إذ يعمد بعض المجرمين إلى الاستعانة بمجموعة من الوسائل كالأقنعة مثلا وتفادي ترك بصماتهم على مسرح الجريمة لإبعاد الشبهات عنهم. لكن طالما أنه ليس هناك جريمة كاملة، كما يقول رجال القانون، فغالبا مايتم اكتشاف المجرم ولو بعد حين... واعتقاله وتقديمه للعدالة. جريمة اليوم، وقعت أطوارها بدوار أولاد بن عزوزبجماعة اكدانة بإقليم سطات، حيث تلقت مصالح الدرك الملكي لمركز أولاد سعيد التابع لإقليم سطات، مكالمة هاتفية تفيد بوقوع جريمة قتل بالدوارالمذكور، ذهبت ضحيتها سيدة في عقدها الثالث. وعند وصول رجال الدرك الملكي إلى مسرح الجريمة، وجدوا جثة الضحية مفحمة ورجليها مبتورتين عن جسدها، ويتعلق الأمر بالمسماة قيد حياتها (ر.ع). -الاستماع إلى ابنة الضحية بعد أن فتح رجال الدرك الملكي تحقيقا في موضوع هذه الوفاة، وملابسات الحريق، استمعوا في بداية الأمر، إلى ابنة الضحية، التي أفادت في تصريحها، أن والدتها كانت تعيش في انسجام مع زوجها وأبنائها الثلاثة، وأن والدها هاجر إلى مدينة الدارالبيضاء ليشتغل هناك في البناء.، مضيفة، أن علاقة والدها مع أمها في المدة الأخيرة، أصابها بعض الفتور، بعد أن تسرب الشك إلى قلبها بكونه يخونها، خصوصا بعد علمها بكونه نسج علاقة غير شرعية مع سيدة أخرى بمدينة الدارالبيضاء. ليلة مقتل الضحية من طرف زوجها وليلة الحادث، وبعد أن استسلمت الضحية رفقة ابنتها للنوم، استيقظتا على دوي وقع عنيف بباب المنزل، مما دفعها إلى إشعال المصباح الغازي والتوجه به إلى المطبخ، كي توهم من يحاول الهجوم عليهما، بأنها مستيقظة وينصرف إلى حال سبيله. في حين بقيت ابنتها تراقب الأحداث من باب الغرفة، قبل أن تكشف أن والدها هو من كان وراء تلك الضوضاء. فعادت لتستسلم للنوم، لكن سرعان ما أثار انتباهها صراخ وأنين والدتها الذي توقف بعد ذلك، إلا أنها لم تعرالأمر أهمية، بدعوى أن والدها كان دوما يتشاجر مع والدتها الضحية. وصباح نفس اليوم، استيقظت البنت ورائحة الدخان تنبعث من المطبخ، فتوجهت نحو المطبخ، فكانت صدمتها قوية، حين عثرت على أطراف من جسد أمها وسط الرماد. -الزوج يعترف بجريمته ويحاول توريط خليلته وعاشقها الجديد لم يجد الزوج، بعد محاصرته بالأسئلة، سوى الاعتراف بجريمته، خصوصا وأن شهادة ابنته كانت كافية لإثبات جريمته، بعدما حاول في وقت سابق إنكار قدومه للمنزل في تلك الليلة. وهكذا، أفاد في تصريحه أمام الضابطة القضائية، أنه نسج علاقة غير شرعية مع سيدة بمدينة الدارالبيضاء، استمرت حوالي ثلاث سنوات، أصبح لايقوى على وضع حد لها. لكن في المقابل قرر وضع حد لحياة زوجته ليفسح له المجال في الزواج بخليلته. وهكذا وبعد أن كانت والدته في سفرإلى مدينة الرباط، التحق ليلة الحادث بمسقط رأسه بمركز أولاد عبو حيث تسلق حائط المنزل وطرق باب غرفة النوم، ولما فتحت الزوجة المسكينة الباب صافحها وخوفا من أن يستيقظ الأبناء، طلب منها بأن تلتحق به بالمطبخ. وهناك عانقها من الخلف وأزال غطاء رأسها ولفه حول عنقها. ولما شرعت في الصراخ، أحكم قبضته عليها إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة. وعندما تأكد أنها أصبحت جثة هامدة، وضع فوف جثتها أكوام من التبن وحصير بلاستيكي وقنينة من الغاز الخاصة بالمطبخ، وأضرم النار فيها. وعاد من حيث أتى. ليوهم الجميع، أن الأمر يتعلق بحادث إضرام النار. وختم تصريحه أنه صباح نفس اليوم، تلقى مكالمة هاتفية من صهره، الذي أشعره بأن زوجته ماتت محترقة فالتحق بالدوار بصورة عادية. -الخليلة تعترف بعلاقتها مع المتهم خارج إطار مؤسسة الزواج أما المتهمة (ج.خ)، فجاء في تصريحه لمصالح الدرك الملكي، أنها ربطت علاقة عاطفية مع المدعو (ج.س)، بعد أن أخبرها بأنه مطلق ووعدها بالزواج. وبعد أن اكتشفت أنه متزوج وله ثلاثة أبناء، قررت حينها الابتعاد عنه. لكن هذا الأخير بقي يتعقبها مصرا على استمرار علاقته بها، إلى أن ضبطها بأحد المنازل مع شخص آخر. وقد ختمت تصريحها بأن لاعلاقة لها بوفاة الهالكة وأن ليلة الحادث تلك، قضتها في السمر وممارسة الجنس مع خليلها الثاني. نفس الأقوال أكدها المدعو (أ.م)، الذي حاول المتهم توريطه رفقة هذه الأخيرة في القضية بدافع الانتقام، مدعيا أنهما رافقاه ليلة الحادث إلى المنزل على متن سيارة هذا الأخير، وقد تبين من خلال التحقيق أنه لايتوفر أصلا على رخصة السياقة. وأثنا ء استنطاقه تفصيليا، حاول المتهم من جديد إقحام الظنينين (ج.خ)، و(أ.م)، في الحادث.، لكن عجزه عن تقديم توضيحات عن السيارة التي زعم أنها أقلتهم إلى مسقط رأسه، حال دون ذلك. وبعد إحالتهم على غرفة الجنايات الابتدائية، بعد إنهاء التحقيق معهم، قضت المحكمة بمؤاخذة المتهم الرئيسي من اجل القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وتشويه جثة بارتكاب أعمال وحشية والخيانة الزوجية، والحكم عليه بالمؤبد وبمتابعة الثانية من أجل المشاركة في الخيانة الزوجية والفساد وبمتابعة الثالث من اجل الفساد، والحكم عليهما بستة أشهر حبسا نافدا.. ***** من فصول المتابعة -الفصل 392 كل من تسبب عمدا في قتل غيره يعد قاتلا، ويعاقب بالسجن المؤبد. لكن يعاقب على القتل بالإعدام في الحالتين الآتيتين: - إذا سبقته أو صحبته أو أعقبته جناية أخرى؛ - إذا كان الغرض منه إعداد جناية أو جنحة أو تسهيل ارتكابها أو إتمام تنفيذها أو تسهيل فرار الفاعلين أو شركائهم أو تخليصهم من العقوبة. -الفصل 393 القتل العمد مع سبق الإصرار أو الترصد يعاقب عليه بالإعدام. -الفصل 394 سبق الإصرار هو العزم المصمم عليه، قبل وقوع الجريمة، على الاعتداء على شخص معين أو على أي شخص قد يوجد أو يصادف، حتى ولو كان هذا العزم معلقا على ظرف أو شرط. الفصل 395 الترصد هو التربص فترة طويلة أو قصيرة في مكان واحد أو أمكنة مختلفة بشخص قصد قتله أو ارتكاب العنف ضده -الفصل 129 يعتبر مشاركا في الجناية أو الجنحة من لم يساهم مباشرة في تنفيذها ولكنه أتى أحد الأفعال الآتية: 1- أمر بارتكاب الفعل أو حرض على ارتكابه، وذلك بهبة أو وعد أو تهديد أو إساءة استغلال سلطة أو ولاية أو تحايل أو تدليس إجرامي. 2- قدم أسلحة أو أدوات أو أية وسيلة أخرى استعملت في ارتكاب الفعل، مع علمه بأنها ستستعمل لذلك. 3- ساعد أو أعان الفاعل أو الفاعلين للجريمة في الأعمال التحضيرية أو الأعمال المسهلة لارتكابها، مع علمه بذلك. 4- تعود على تقديم مسكن أو ملجأ أو مكان للاجتماع، لواحد أو أكثر من الأشرار الذين يمارسون اللصوصية أو العنف ضد أمن الدولة أو الأمن العام أو ضد الأشخاص أو الأموال مع علمه بسلوكهم الإجرامي. أما المشاركة في المخالفات فلا عقاب عليها مطلقا.