السجن المؤبد، هو الحكم الذي أصدرته غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بسطات خلال جلستها الاسبوعية المنعقدة يوم الخميس في حق شاب من مواليد عام 1977 بضواحي برشيد بعد أن ناقشت ملفه في جلسة علنية واستمعت إليه والى الشهود من أسرته والى دفاعه ومرافعة ممثل النيابة العامة، التي تابعته طبقا لمقتضيات الفصل 399 من القانون الجنائي الذي ينص على ان »يعاقب بالاعدام كل من يستعمل وسائل التعذيب أو يرتكب أعمالا وحشية لتنفيذ فعل بعد جناية«. الجاني أقدم على قتل ابنة شقيقته القاطنة بأحد الدواوير. وكانت الضابطة القضائية بمركز الدرك بسرية مدينة برشيد توصلت، زوال يوم 26 ماي الماضي، بخبر من أحد أعوان السلطة مفاده أن شخصا يعاني اضطرابات نفسية ذبح طفلة، عاين رجال الدرك بعد انتقالهم إلى مكان الحادث جثة طفلة لايتعدى عمرها سبع سنوات، تحمل آثار الذبح. كما لاحظ رجال الدرك علامات التكبيل على معصمي الضحية، فتح بحث في الموضوع صرح فيه والد الضحية أنه كان يوجد يوم الحادث بمدينة برشيد قصد إصلاح آلة حصاد عندما توصل بمكالمة هاتفية من أحد أقربائه تفيد بإقدام شخص مختل عقليا على قتل ابنته. ولدى عودته إلى المنزل، مسرح الأحداث وجد ابنته جثة هامدة مذبوحة بفناء منزل جدتها، هذه الأخيرة أفادت أنها رجعت حوالي الساعة الثانية بعد الزوال من المرعى لتفاجأ بحفيدتها حياة مكبلة اليدين إلى الخلف ومذبوحة، فأزالت الرباط الذي استعمله القاتل في تكبيل الضحية، فأيقنت بأن حفيدها هو الفاعل. بعد إلقاء القبض على المشتبه به، صرح أنه توجه إلى مقر جدته فوجد بداخله الطفلة التي تعد من أقاربه، فشرع في ملء كيسين من الحبوب، فخطرت بباله فكرة تكبيل الطفلة وذبحها عندما ساورته شكوك حول إمكانية قيامها بالتبليغ عنه. وبعدما أوثق ربط يديها أخرج سكينا صغيرا من جيبه وشرع في ذبحها دون شفقة. وأضاف أنه خلال العملية تعرضت بعض عظام عنقها للكسر. وأكد أنه انصرف إلى حال سبيله بعدما أغلق الابواب، وختم تصريحه بالاشارة إلى أنه سبق أن ولج مستشفى الأمراض العقلية والعصبية بمدينة برشيد. عند استنطاقه من طرف قاضي التحقيق بمحمكة الاستئناف بمدينة سطات صرح المتهم أنه يعيش مع والدته وانقطع عن الدراسة منذ السنة الرابعة أساسي. وعن الأفعال المنسوبة إليه صرح بأن الضحية الهالكة اعتدت عليه بالضرب بحجر وفرت خارج المنزل فأصيب في رأسه، ثم فوجىء بها وهي تقوم بدفعه من الخلف فسقط أرضا. ولما أمسك بها ربط يديها وراء ظهرها ثم أخرج سكينا خاصا بالمطبع كان في جيبه وذبح الضحية. ولما لفظت أنفاسها الأخيرة غادر مكان الحادث، موضحا أنه لم يسبق له أن ترصد للضحية أو عقد العزم على وضع حد لحياتها. تصريحات جدة الجاني والضحية أمام قاضي التحقيق أنها لم تعاين الأحداث التي وقعت في منزلها، موضحة أن المتهم والضحية يعيشان معها. وبعد عودتها من المرعى وجدت الضحية مقيدة اليدين ومذبوحة، مشيرة إلى أن الجاني والقتيلة كانا لوحدهما داخل المنزل، وأنكرت أن يكون قام بسرقة أكياس القمح. بعد إحالة المتهم على غرفة الجنايات درجة أولى ومناقشة القضية، اتضح للمحكمة أن الجاني يشكو فقط اضطرابات نفسية، وأنه لايعاني أي خلل عقلي، وهو ما يعني أن مسؤوليته الجنائية كاملة، لتقرر في نهاية جلستها المنعقدة يوم الخميس بعد المداولة، إدانته من أجل ارتكابه لأعمال وحشية لتنفيذ فعل يعد جناية والحكم عليه بالسجن المؤبد.