منذ حوالي عشرين سنة، عندما بدأت بحضور جلسات المحاكم وإصدار هذا الركن - جولة في المحاكم - كانت الجنح والجنايات التي تتابع بها النساء الملقى القبض عليهن والمقدمات للمحاكم محدودة جدا وتتعلق بالفساد أساسا والخيانة الزوجية بشكل قليل وبالنسبة للجنايات فكنا نسجل من حين لآخر جرائم القتل للفروع - قتل أم لوليدها بدافع الخوف من الفضيحة بعد حملها خارج مؤسسة الزواج الشرعي / الإداري - وقتل الزوج أو تسميمه أو إحراقه للانتقام، وإضرام النار في محصول زراعي وتكسير حد،اليوم وبعد أن تزايدت نسبة ساكنة المغرب، وتزايد معها عدد النساء بمختلف وضعياتهن الاجتماعية - متزوجة، مطلقة، أرملة، عازبة عاملة، موظفة، إطار عالي - ارتفعت كذلك نسبة الإجرام عند المرأة وتعددت أنواعها. فعلى مستوى الجنح، أصبحنا نجد المرأة اليوم متابعة بجنح كانت متوقفة على الرجال، كالنصب، وخيانة الأمانة، وإصدار شيك بدون رصيد، وانتحال صفة، والتزوير واستعماله، والاتجار في الخمور والمخدرات واستهلاكها، وتبادل الضرب والجرح والعنف مع الجيران، والتصرف في تركة قبل قسمتها... وعلى مستوى الجنايات انتقلت المرأة لتحتل جانبا مهما في مشاركة الرجل في جرائم السرقة الموصوفة، تكوين عصابة إجرامية، تزوير العملة زيادة عن جنايات القتل العمد التي ارتفعت بشكل لافت للنظر. وإذا كانت المرأة قد دخلت عالم الجريمة من بابه الواسع فكيف سيكون مجتمع الغد؟ عدم استقدام السجناء نسجل يوميا خلال سريان جلسات الغرف الجنائية لدى محكمة الاستئناف لولاية الدارالبيضاء الكبرى، اضطرار رؤسائها لتأخير بعض الملفات الجنائية لعدم استقدام المتابعين من السجن ومثولهم أمام هيئات المحكمة. التلفزة «تقتل» من بين الملفات 75 التي أدرجت أمام غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، ناقشت الهيئة يوم الخميس إثنى عشر (12) ملفا شكل احدها صدمة لعموم الحاضرين للجلسة لمتابعة أطوار محاكمة بعض ذويهم. يتعلق الأمر بالملف (عدد 2007-5-1083) الذي توبع فيه شاب بجناية قتل أبيه! المتهم صرح أن أمه تحاملت عليه ضد أخيه الذي منعه من مشاهدة التلفزة ولما تخاصم معهما تدخل والده حاملاسكينا فتصارع معه وطعنه. الرئيس سأله كيف ذلك والحال أن جسم الأب يحمل عدة طعنات؟ واحدة منها أصابت القلب مباشرة، فلم يجب. دفاع المتهم المعين في إطار المساعدة القضائية التمس إحالة الظنين على خبرة عقلية، فيما طالب ممثل النيابة العامة بإعدام قاتل أبيه لأتفه الأسباب. «كنت سكران» عند مناقشة الملف الجنائي عدد 09-5-525 خلال جلسة يوم الخميس أمام غرفة الجنايات الابتدائية، وجوابا عن سؤال وجهه رئيس الهيئة للظنين، أجاب هذا الأخير قائلا: «كنت سكران». تبين أن المتهم توبع بجنايتي السرقة الموصوفة ومحاولة السرقة ا لموصوفة وجنحة السكر العلني. المتهم حسب ما راج اعترض سبيل فتاة وأشهر سكينا في وجهها وسلبها هاتفها فاستنجدت فتبعه بعض الشبان وصادف مرور دورية الأمن فألقي عليه القبض في حالة تلبس. الشرطة القضائية تمهل ولا تهمل نسجل من حين لآخر، خلال جريان جلسات غرف الجنايات لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء إما إدراج ملفين أو أكثر بعد إعمال مسطرة الضم بملتمس من النيابة العامة أو بطلب من الدفاع، نظرا لوحدة الموضوع والأطراف، ويتعلق الأمر بملفات تكون الضابطة القضائية قد اعتقلت ضمنها شخص أو شخصين وقدمتهما للنيابة العامة التي تابعتهما وإحالتهما علي المحكمة في انتظار إلقاء القبض على مشاركيهما. وبعد أسبوع أو شهر أو شهرين تتوصل الشرطة القضائية بعد مجهودات وبحث إلى إلقاء القبض على شريك أو أكثر لهؤلاء الأظناء الذين كانوا يكونون عصابة اجرامية لتتابع المسطرة في حقهم،خلال الجلسة وبعد اقتناع هيئة المحكمة بأن المسطرة مترابطة والملفات هي هي تقرر الضم والمحاكمة. ممثل النيابة العام ينصح الآباء تقدم ممثل النيابة العامة لدى غرفة الجنايات الابتدائية ، خلال جلسة يوم الخميس بنداء حار وصادق مطالبا الآباء بعدم ترك أبنائهم الصغار للذهاب للحمام لوحدهم. وجاء هذا الطلب المنطقي بناء على مناقشة الملف الجنائي (لعدد 2009-5-670) الذي توبع فيه شاب بهتك عرض قاصر (حوالي 12 سنة) بالحمام، بعد أن استدرجه ليضع له الصابون على جسمه. الطفل الضحية تقدم بالتفاصيل أمام هيئة المحكمة. ممثل النيابة العام التمس انزال أقصى العقوبة في حق المتهم حماية للطفولة. بعض المحامين اعتبروا ان حيثيت قاضي التحقيق الوحيدة المتعلقة بتمرير الصابون على ظهر الطفل قرينة على هتك عرضه! يعترف بقتل أجنبي وينفي ممارسة الجنس عليه!؟ من بين الملفات 75 التي كان مقررا ان تنظر فيها غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء الكبرى خلال جلستها المنعقدة يوم الخميس بالقاعة 8، ملف جنايتي القتل العمد مع سبق الاصرار والسرقة الموصوفة والشذوذ الجنسي، في حق إسباني كان يقيم قيد حياته بالدارالبيضاء. اتضح خلال مناقشة الملف مع المتهم أنه نجار وان الاسباني من زبنائه وأنه اتصل به ليخبره بالالتحاق به بشقته لإصلاح بعض الاعطاب في باب. المتهم اعترف أنه انتقل ليلا لدى الاسباني الذي بعد استضافته حاول ممارسة الجنس عليه لكنه دافع عن نفسه ليتم طعنه، ونفى ان يكون قد مارس معه او عليه. ممثل النيابة العامة واجهه قائلا :« التشريح الطبي أثبت انك مارست الجنس على الاسباني». السرقة من أجل العودة الى تطوان اتضح من خلال مناقشة الملف الجنائي (عدد 2008/5/925) ان المتهمين يعيشان حاليا بمدينة تطوان التي انتقل اليها أحدهما مع أسرته بعد أن كان يقطن بالبيضاء. هزه الحنين للبيضاء فجاء وصديق له في رحلة فصرفا ما كان معهما من نقود، ولكي يعودا لتطوان اضطرا الى القيام بالسرقة فاعترضا سبيل فتاتين وسلباهما بعض الدراهم وهاتفين، الا أنه تم إلقاء القبض عليهما مباشرة. صديق يورط صديقه تابعت النيابة العامة أحد الاظناء بجنحة اعداد منزل للدعارة الى جانب صديقة المتهم في الملف (عدد 2008/5/1051) بجناية هتك عرض قاصر عنفا نتج عنه افتضاض، لكون الاول صاحب غرفة يكتريها في منزل مع الجيران استضاف الثاني وصديقته اللذين لاتربطهما علاقة زواج شرعية بأن يقضيا الليله عنده.صاحب الغرفة قال جوابا عن سؤال النيابة العامة أنه نام بين الصديق وصديقته، وأن أية ممارسة جنسية لم تتم تلك الليلة، لكونه حرص على ذلك. «هجم علي 12 واحد من كرواتيا» رغم تذكير رئيس الجلسة الجنائية المنعقدة بالقاعة 8 يوم الخميس بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، المتهم المتابع في الملف الجنائي (عدد 2007/5/679 بأن يقول «البوليس» بدل »كرواتيا« بقي المتهم يردد ».. هجمو علي 12 واحد من كرواتيا... تكرفسوا علي كرواتيا...». المتابعة تتعلق بمحاولة القتل العمد والسرقة الموصوفة واهانة القوة العمومية والسكر العلني واستهلاك المخدرات. «بخاطرها ماشي بزز» عند مناقشة الملف الجنائي (عدد 2006/5/801) المتابع فيه الشاب سعيد بجنايات السرقة الموصوفة والاختطاف والاحتجار والاغتصاب والضرب والجرح، واجه رئيس الجلسة المتهم بتصريحات المشتكية المدونة بمحضر الشرطة القضائية، لعدم مثولها امام المحكمة للإدلاء بشهادتها، فأجاب المتهم أن الضحية المزعومة مشات معاه بخاطرها ما شي بزز. الرئيس تساءل كيف ذلك وقد تقدمت بشكاية زيادة على كونها متزوجة ولها أولاد؟ المتابع رد قائلا علي أنها صديقته، الدفاع المعين بالجلسة في إطار المساعدة القضائية للدفاع عن المتهم التمس إعادة تكييف الافعال وتمتيع الظنين بظروف التخفيف بناء على عدم حضور المشتكية لتأكيد شكايتها. اعتراف تحت لعصا!؟ ردا على سؤال رئيس غرفة الجنايات الابتدائية أثناء الجلسة المنعقدة يوم الخميس باستئنافية البيضاء أجاب المتهم في الملف عدد 2009/5/1016 ، لماذا ذكر اسماء مشاركيه، فأجاب «... مع لعصا...»، اما السؤال الثاني فلم يجب عليه: «وعلاش ما دكرتيش واحداين اخراين»؟ المتهم اعترف أنه من ذوي السوابق، وجاء بالمحضر أنه اعتقل حدثا وعاش بالاصلاحية وهو مادفع المحامي المعني بالجلسة في إطار المساعدة القضائية للمطالبة بمراعاة ظروفه الاجتماعية وتخفيف العقوبة عليه. المتهم من مواليد 1999/11/21 بالبيضاء، عاطل. الاب حارس ليلي... والام خدامة بحمام لم يجد الدفاع المعين في إطار المساعدة القضائية على الشاب المزداد بالبيضاء عام 1976 والذي له عدة سوابق في السرقة حوكم من أجلها وقضى مددا مختلفة بالسجن، لم يجد بدا ان يطالب بالرأفة من المحكمة نظرا لظروف المتهم العائلية موضحا ان «.. الاب حارس ليلي. والام خدامة في حمام والابن يعاني من اضطراب نفسي لإدمانه على استهلاك المخدرات...».