أعظم شيء منحتني كرة القدم هو فرصة اكتشاف العالم قليلة هي الأسماء التي ذاع صيتها في كل حدب وصوب من العالم كما لمع نجم ديفيد بيكهام في سماء كرة القدم الدولية، حيث تجاوزت شهرة المهاجم الإنجليزي حدود الساحرة المستديرة لدرجة بات معها اسمه حديث الخاص والعام في شتى الأنحاء ومختلف المجالات. وقد فتح القائد السابق لمنتخب الأسود الثلاثة صدره لموقع «فيفا كوم عربي» وخصه بحوار حصري بمناسبة حضوره موقعة نهائي كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة ترينيداد وتوباجو 2010. * كنت في ملعب هاسلي كراوفورد نهاية الأسبوع الماضي لمشاهدة كوريا الجنوبية تتفوق على اليابان في نهائي كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة ترينيداد وتوباغو، ما تقييمك لتلك المباراة؟ - كانت مباراة جيدة على العموم. لقد فوجئت بالمستوى الفني الرائع، حيث كان الإيقاع قوياً واشتدت المنافسة كثيراً. استمتعت أغلب الجماهير الحاضرة بالأداء الجيد والعروض الجميلة، وقد كنت واحداً منهم. تابعنا بعض التدخلات والإلتحامات القوية كما لاحظنا بعض التمريرات المتقنة، حيث شهد اللقاء مشاركة بعض اللاعبات الموهوبات كما استمتعنا ببعض الأهداف الجميلة والرائعة. * تزامن يوم الجمعة الماضي مع عودتك إلى التشكيلة الأساسية لنادي لوس أنجليس غالاكسي لأول مرة بعد شفائك من إصابة دامت ستة أشهر. كيف يشعر المرء عندما يدخل أرضية الملعب من جديد بعد هذه المدة الطويلة؟ - لعبت 20 دقيقة في مباراتي الأولى، ثم 40 في اللقاء التالي. لقد أحسست أني جاهز تماماً لكي ألعب أساسياً في موقعة نيويورك ريد بولز (الجمعة 24 سبتمبر)، لكني فوجئت بعدما وجدت نفسي قادراً على إتمام المباراة بدقائقها التسعين. إنه لمن المفرح أن يتمكن اللاعب من العودة إلى الميادين ومداعبة الكرة من جديد بعد إصابة طويلة، إذ من الصعب جداً أن تظل بعيداً عن الملاعب طوال ستة أشهر دون أن تكون قادراً على المشاركة مع زملائك. أتمنى أن تواصل إنجلترا اعتمادها على اللاعبين الشباب، بل ومواصلة التنقيب عن المواهب الصاعدة ومنحها الثقة لتمثيل البلاد. إن هذا أمر غاية في الأهمية بالنسبة لمستقبل كرة القدم الإنجليزية على المستوى الدولي. * ضاعت عليك فرصة المشاركة في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 بسبب التمزق الذي تعرضت له في وتر أخيل، علماً أنك كنت تسعى لخوض رابع مونديال في مسيرتك. ماذا كان وقع تلك الصدمة؟ - من الصعب جداً أن تظل خارج الملاعب لمدة طويلة، خاصة وأني أحب اللعب كثيراً. عندما تلم بك إصابة خطيرة وتبعدك عن المنافسات لفترة طويلة، فإنه يتعين عليك أن تبقى مركزاً على شفائك ومعافاتك، وبعد ذلك تشعر بالإرتياح والطمأنينة عندما تجد نفسك قادراً على العودة لممارسة النشاط الذي تعشقه. * لقد قيل الكثير عن تصريحات فابيو كابيلو، مدرب المنتخب الإنجليزي، الذي لمح لتوقف مسيرتك الدولية في سن الخامسة والثلاثين بعدما مثلت بلادك في 115 مباراة. هل انتهى مشوارك الدولي فعلاً؟ - لا، أنا لم أقل هذا أبداً. لكن مصيري الدولي ليس بيدي أنا وحدي. أنا أتمنى مواصلة تمثيل إنجلترا في المحافل الدولية، وهذا أقصى ما يمكن أن أقدمه. أشعر بالشوق والشغف لحمل قميص بلادي ومواصلة العمل الذي قمت به على امتداد 15 سنة. فمنذ أن كنت طفلاً صغيراً وأنا أحلم بتمثيل وطني. ولست أدري إن كان المشوار قد انتهى أم لم ينته بعد، لكني سأواصل العمل بجد واجتهاد ودون كلل أو ملل لاستعادة لياقتي البدنية بكاملها، لأن هذه هي النقطة الأهم في الوقت الراهن. بمجرد أن يتحقق هذا الهدف، سيكون بالإمكان معرفة المزيد في هذا الصدد. لقد أعطتني كل شيء وأنا مدين لها بالشيء الكثير. إن أعظم شيء منحتني كرة القدم هي فرصة اكتشاف العالم وإمكانية اللعب في بعض أكبر الدوريات العالمية ومع أعرق الأندية على الإطلاق.بيكهام حول كرة القدم. * هل تعتقد أن المنتخب الإنجليزي يسير في الاتجاه الصحيح؟ - أتمنى أن تواصل إنجلترا اعتمادها على اللاعبين الشباب، بل ومواصلة التنقيب عن المواهب الصاعدة ومنحها الثقة لتمثيل البلاد. إن هذا أمر غاية في الأهمية بالنسبة لمستقبل كرة القدم الإنجليزية على المستوى الدولي. * لقد سبق لك أن انتقلت إلى ميلان على سبيل الإعارة بعد إسدال الستار عن الدوري الأمريكي الممتاز. هل ستعيد الكرَّة هذه المرة عقب انقضاء الموسم في نوفمبر؟ - لا أعتقد ذلك. صحيح أن كل الإحتمالات واردة، لكن شغلي الشاغل في الوقت الراهن هو استعادة لياقتي وقوتي الجسمانية بالكامل بعد هذه الإصابة التي أبعدتني عن المنافسات لمدة طويلة. لا يمكنني أن أجزم بالمطلق، لكني أعتقد أن من الأفضل انتظار ما ستقرره الأيام والأسابيع. * هل تعتقد أن الدوري الأمريكي الممتاز سيصبح يوماً ضمن أفضل بطولات العالم؟ - أعتقد أنه يملك من المقومات ما يكفي لكي يجد له مكاناً بين نخبة العالم في يوم من الأيام. إذ يشهد ظهور أندية جديدة كل عام، كما بات يجذب عدداً من لاعبي أعرق الدوريات العالمية. فقد شهد هذا العام انتقال كل من رافائيل ماركيز وتييري هنري، وهما اسمان وازنان في عالم كرة القدم. إذا واصلت الأندية تقليص الهوة وجلب لاعبين متميزين من أوروبا، فإن هذا الدوري الأمريكي سيكون ضمن دوريات النخبة لا محالة. * لقد قطعت أشواطاً كبيرة ومررت بتجارب مختلفة ومتنوعة منذ أن تركت حيَّك الواقع في شرق لندن، حيث تقطن أسر الطبقة الكادحة، لتنتقل إلى عالم الشهرة والنجومية قبل أن تحط الرحال في بيفيرلي هيلز. هل لك أن تحدثنا في ختام هذه المقابلة عن الأشياء التي قدمتها لك كرة القدم؟ - لقد أعطتني كل شيء وأنا مدين لها بالشيء الكثير. إن أعظم شيء منحتني كرة القدم هي فرصة اكتشاف العالم وإمكانية اللعب في بعض أكبر الدوريات العالمية ومع أعرق الأندية على الإطلاق. لقد منحتني الفرصة للذهاب إلى بعض الأماكن مثل ترينيداد وتوباجو وملاقاة الأطفال في أكاديميتي. وأتمنى أن يحظى بعض هؤلاء الأطفال الصغار بفرصة خوض تجربة مماثلة. هذه هي الأشياء التي أعتز بها طوال هذه السنوات التي قضيتها في ملاعب كرة القدم.