بعد غياب حوالي سنة استأنف المنتخب الوطني لكرة القدم مساره، حيث خاض أول لقاء له ضمن الاقصائيات القارية بحثا عن مقعد في نهائيات كأس افريقيا المقبلة. ومرة أخرى، يقف المنتخب عاجزا عن تحقيق الفوز رغم ضعف الخصم وقلة تجاربه؟ فما الذي تغير منذ اللقاء الأخير الذي واجه فيه منتخبنا نظيره الكامروني بمدينة فاس وخرج بهزيمة وإقصاء؟ وكان ذلك في شهر نونبر الماضي؟ فما الذي تحول في زمن يهلل فيه مسؤولو الجامعة وبالتطوير والهيكلة والتنظيم والانتقال الى الإحتراف؟.. أعتقد أن السيد وزير الشباب والرياضة ومعه رئيس الجامعة تابعا مساء السبت، كيف أرغم فريقنا على التعادل. ولم يقو على تحقيق الفوز. وهما يعلمان أن المدرب البلجيكي الذي تعاقدت معه جامعتنا لازال غائبا ومنشغلا بتأطير فريق الهلال بالمملكة العربية السعودية، بينما يعوضه في مهمته مساعدة الفرنسي «كوبيرلي»، وهي سابقة تضاف الى التجربة الفريدة التي أبدعها علي الفاسي الفهري ومن معه عندما أسندوا تدريب المنتخب لأربعة مدربين؟ حضر اللاعبون الذين يمارسون في عالم الاحتراف وعززوا التركيبة الى جانب بعض اللاعبين المحليين. وكالعادة خفت بريق النجوم وظهر المتميزون في دوريات بأوروبا والخليج دون مستواهم. واتضح مرة أخرى العجز الواضح والإزلي المتمثل في صعوبة تحضير فريق متكامل ومنسجم وفاعل. تابعنا لاعبين منتشرين فوق رقعة التنافس لا يجمعهم أسلوب ولا طاكتيك ولا يربطهم إنسجام أو تناغم، كانوا يتحركون تحت الأضواء الكاشفة معتمدين على أدواتهم الفردية تقنياو وينافسون باجتهادات معزولة، لكن في المقابل تمكن لاعبو فريق جمهورية افريقيا الوسطى من الصمود وفرض نهجهم المرتكز على الدفاع المنظم والصارم مع الحملات الخاطفة في الرد الهجومي. ولم نفهم دور المدرب المساعد، ومدى تنفيذه لتوجيهات رئيسه القادمة من السعودية؟! وماذا كان عساه أن يفعل عندما تحرك لاعبو الفريق الخصم سباقين الى الكرة، وحرمان مهاجمي الفريق المغربي من المساحات والحد من خطورة تقنياتهم في المراوغات، وحتى اللاعب الهداف المميز أوروبيا «مروان الشماخ» ضربوا عليه حراسة لصيقة ودقيقة شلت حركته لكونه بدون دعم ولا مساندة. لقد اعتمد المدرب المساعد بتوجيه من مسؤوله «غيرنيتس» على ثلاثة عشر لاعبا وأحدث تغييرين فقط ولم يشرك يوسف حجي في المباراة إلا بعد مرور ثمانين دقيقة؟! وهو المتمرس والقادر على ضخ الحماس في صف الهجوم كما فعل في اللقاء الودي الأخير؟ وعن جهل لمؤهلات اللاعبين، فقد تعذر على المدرب المساعد توظيف بعض العناصر في المراكز المناسبة وفرض الانضباط الطاكتيكي وسط المجموعة؟ وهل يمكن الحديث عن خطة وعن تكتيك وعن أسلوب لعب في غياب مدرب رئيسي؟ ومتى يمكن الرجوع الى الوضع الطبيعي بالتوفر على طاقم تقني يشتغل وفق الأهداف المسطرة في العقد الذي يربطه بالفريق؟ وفي انتظار ذلك يبقى الوضع استثنائيا والأمل ضعيف في استرجاع الأمجاد والأسباب واضحة في زمن زاغ فيه قطار الكرة عن سكته وأصبحت منتخباتنا في مختلف الأقسام تحصد الهزائم حبيسة تراجع مخيف... ومنتخب الكبار لم يدق طعم الفوز منذ سنتين تقريبا. بعد الاكتفاء بالتعادل في الرباط أمام منتخب افريقيا الوسطى بدأ الحديث عن رحلة منتخبنا الى «تانزانيا» لمواجهة منتخبه بعد شهر من الآن فكيف نهيء هذه الرحلة بعد أن حقق هذا المنتخب تعادلا بطعم الفوز في مدينة البليدة أمام منتخب الجزائر في مباراة انتهت باستقالة المدرب رابح سعدان!!! ننتظر ماذا سيحدث؟