الذي كنا، ولانزال، ننتظره من منتخبنا الوطني في أول خرجة له بعد التغيير الجذري الذي عرفته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم هو هذا الموعد/ الاختبار ضد الكامرون بياوندي. كثير من الطبول دقت، سواء بصيغة التهليل والتكبير لأسد الأطلس أو بأنغام الأغنية الكلثومية »الأمل«، لكن هناك تحت السقف وما وراء التطبيل نقرات يأس ظلت ومنذ الجولات التي قام بها السيد رئيس الجامعة تغذى الإعلام الوطني في محاولة لإلقاء ستائر الاطمئنان على النفوس المنزعجة من تواتر الأخبار السوداء والمشحونة بسيناريوهات الرضى والتراضي ورأب الصدع والشك و »الفشوش«، مما أكد في آخر المطاف أن هناك مناخاً غير سليم يحيط بالمنتخب الوطني يتراوح ما بين المشرق والمغرب وداخل التراب الوطني. لن نكون قصيري النظر، لنطالب الرئيس الحالي ولن نقول الجامعة الحالية لأنها مازالت لم تدخل مرحلة الهيكلة وتحديد المسؤوليات القطاعية لنطالب بتحقيق الفوز هناك من وسط التلال السبع المحيطة بالعاصمة ياوندي، لكن واقع الحال يؤكد لنا أشياء كنا نلمسها وننبه لها ولمخاطرها المستقبلية طيلة العقد الماضي، رغم ما كان يرخي عليها من ستائر الزيف والتسويف وتحريف الحقائق. كم هي الشهور التي تقلد فيها لومير مسؤولية الإشراف على المنتخب؟ وعلى أية تعهدات وقع العقد مع الجامعة؟ كيف هي أحوال المنتخبات/ المتناسلة؟ كيف هي أوضاع وطبيعة هيكل مردوم لا علاقة له مع الواقع الوطني يسمى الادارة التقنية الوطنية؟ ففي هذا المناخ وهذا الارتجاج الهيكلي الذي كان لابد منه كان الإعداد لمباراة ياوندي بعد الهزة/ الهزيمة الحارقة الأخيرة في مسار التصفيات... وكما يقول المناطقة: »الحكم على الشيء فرع تصوره«، ها نحن اليوم وعلى بعد بضع ساعات من اللقاء، مانزال نستجدي القوة الجاهزة والكمال والاكتمال الجسمانيين من هذا اللاعب أو ذاك، وعندما نفاجأ بالإجابة السلبية، نعيد البحث عن البدائل في زمن قياسي قصير، الأمر الذي يؤكد زعزعة استقرار المنتخب عدداً وعدة نفسية وجسمانية لكي لا نحلم بالمحتوى والمستوى التقنيين القادرين على تحقيق الامتياز، علما بأن اللغة المشتركة داخل الميدان لا تكتسب بالاستجداء أو بالفاتحة، بل إنها خلاصة مراس دأوب لمدة طويلة واختبار للقدرات قبل تصريفها فردياً وجماعياً في مناخ نفسي حميمي وتعاضدي. قد يقول قائل: وما لنا ولهذا الخطاب المتشائم؟ فأجيب بأن الأمر لا يتعلق بالتشاؤم، بل بطبيعة الرصيد الموجود من اللاعبين والذين تتأرجح تركيبتهم ما بين الجاهز والممكن والمملوءة عضلاته ورجلاه بنقط الاستفهام والتأرجح ما بين إعطاء الكل للكل والاقتصاد في العطاء تحسبا لنهاية الموسم وللاحتفاظ بالقيمة الاحترافية لمواجهة الموسم المقبل، سواء في الفريق الحالي أو في الفريق المقبل »تحت مسؤولية« السادة السماسرة، والذين يتصرفون في خيوط كراكيزهم، كما يشاؤون، وحسب مصالحهم الانتفاعية من وراء حجاب داخل أو خارج الحدود. لقد كان بودي أن أتناول اللقاء من حيث الممكنات المتوفرة والخوض في فرضيات الأمل والشك واليقين على أساس أسماء حاضرة قلباً وقالباً تعطي بحضورها الجسدي والذهني ممكنات اقتراح أو تصور التكتيكات المحتملة دفاعاً ووسطاً وهجوماً لمواجهة فريق كبير اسمه الكامرون، لكن عدم استقرار اللائحة وزعزعتها في آخر لحظة بعدم حضور فلان وعطب فلتان وغضب علان جعلتني أُنَكِّسُ قلمي في انتظار أن تغرب شمس ياوندي على نتيجة نتمنى أن تكون ضاحكة لنا وليس علينا، وأن تكذبنا الحقائق على الملعب، إذا ما تحرك الوازع الوطني المغربي بقوته وبروح المسؤولية وما تتطلبه من قتالية و »نضالية« وأصر على هذه الصفة، لأنها رهان اليوم رهان الانتقال الجامعي والتغيير الهيكلي كمنطلق لمستقبل أفضل. جرد لمباريات المنتخبين المغربي ونظيره الكاميروني منذ سنة1982 يستأنف المنتخب المغربي لكرة القدم مشوار منافسات الجولة الثالثة الحاسمة من الإقصائيات المؤهلة لكأس العالم وإفريقيا2010 على التوالي بجنوب إفريقيا وأنغولا، بلقائه أمام منتخب الكاميرون يوم الأحد المقبل بياوندي. يذكر أن المنتخب المغربي لم يحقق أي فوز على الكاميرون خلال المواجهات الست التي بدأت سنة1982 وانتهت سنة2005. وفي مايلي جرد للمباريات التاريخية، التي جمعت بين المنتخبين المغربي ونظيره الكاميروني في مختلف المنافسات القارية والدولية. - القنيطرة : المغرب - الكاميرون 0 - 2 (إقصائيات كأس العالم82) - ياوندي : الكاميرون - المغرب 2 - 1 (إقصائيات كأس العالم82) - الأسكندرية: المغرب - الكاميرون 1 - 1 (نهائيات كأس إفريقيا86) - البيضاء : المغرب - الكاميرون 0 - 1 (نهائيات كأس إفريقيا88) - السينغال : المغرب - الكاميرون 0 - 1 (نهائيات كأس إفريقيا92) - فرنسا : المغرب - الكاميرون 0 - 0 (مباراة ودية2005)