عاشت مدينة تيزنيت خلال الفترة الممتدة من 05 إلى 08 غشت 2010 على إيقاع فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الفضة (النقرة) الذي نظمه المجلس البلدي لتيزنيت والمجلس الإقليمي للسياحة بتعاون مع غرفة الصناعة التقليدية بأكادير، المندوبية الإقليمية للصناعة التقليدية، عمالة إقليمتيزنيت ومندوبية الثقافة وبتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني... ويشكل هذا المهرجان المنظم تحت شعار:»الصياغة الفضية: هوية، إبداع وتنمية» ابتداء من هذه الدورة موعدا سنويا ثقافيا وفنيا يروم تثمين الصناعة التقليدية المحلية والإسهام في إنعاش السياحة والتنشيط الثقافي بالمدينة... وتضمن برنامج هذه الدورة، إلى جانب معرض الفضة الذي أقيم بساحة المشور طيلة أيام المهرجان، حيث كان سكان المدينة وزوارها مع أكبر معرض للفضة يضم أبرز أنواع الحلي المصنوعة بالمدينة، إلى جانب أنشطة أخرى موازية تتمثل في عروض أكاديمية تتناول موضوع الفضة من جوانب مختلفة كالجانب الأنتروبولوجي والجانب الحضاري، والتي تناولتها مجموعة من الباحثين والمهتمين منهم : ذة. سليمة الناجي في موضوع: «Symbolique de la fibule dans l'art et l'architecture Amazigh»، ذ. عبد الرحمان أجبور في موضوع: «Abstarire les figures. Questions pour une reconnaissances active»، ذ. رشيد الحاحي في موضوع: «التراث التشكيلي الأمازيغي: مقومات جمالية وتنموية»، ذ. إبراهيم أوبلا في موضوع: «الحلي الفضية وفنون أحواش»، ذ. عبد الكريم الشاعوري في موضوع: «استعمالات الفضة في غير الحلي»، ذ. عبد السلام أمرير في موضوع: «وظائف الحلي في المجتمع التقليدي»... كما عرف برنامج هذه الدورة، ورشات حرفية تبرز البعد الجمالي والإبداعي والرمزي والوظيفي للمنتوج الفضي المحلي بتيزنيت، كما تجسد الدعم الهام الذي يقدمه وما يزال قطاع الصناعة التقليدية لاقتصاد المنطقة. وفي الجانب الفرجوي، كان لسكان وزوار مدينة تيزنيت على موعد مع عروض متميزة للفروسية وفرق أحواش التي زينت ساحة باب أكلو برقصاتها الفولكلورية الجميلة وعروض متميزة لفرق الفروسية التي جاءت من: أيت براييم، الساحل، الخنابيب، تنكرفا، أيت بعمران، الأخصاص، الدشيرة الجهادية... وعلى هامش فقرات المهرجان، نظم الفرع الجهوي للنقابة المغربية للمهن الموسيقية بأكادير، الدورة الثامنة لجائزة الحاج بلعيد للموسيقى، حيث عرفت هذه السنة تسليم الجائزة للرايس «لحسن بلمودن» واحد من أمهر العازفين على آلة «الرباب» الأمازيغي السوسي، وهو من مواليد شيشاوة سنة 1952، حظي في نشأته وتربيته برفقة كبار الروايس ك: بونصير، عمر واهروش، محمد ألبنسير... وهو اليوم مايسترو العديد من الفرق الموسيقية ومرافق للعديد من الروايس والرايسات، وأسس فرقته الموسيقية التي برز نجمها ومهارتها الموسيقية خلال العديد من السهرات الفنية والمهرجانات التي أحيتها سواء بالمغرب أو خارجه... المهرجان الذي نظم هذه السنة تحت شعار:»الأغنية الأمازيغية ذاكرة و تاريخ» عرف أنشطة ثقافية وفنية وسهرات موسيقية بمشاركة ألمع نجوم الأغنية الأمازيغية ك: الشريفة (الأطلس)، فاطمة تاشتوكت، الرايس العربي أرسموك، فرقة أحواش إيمي أوكادير، ديدجي بدر الدين حسن، وموازاة مع ذلك نظمت صباح يوم السبت 07 غشت بدار الثقافة بتيزنيت ندوة حول: «أي دور لآلة الرباب في الموسيقى الأمازيغية» بمشاركة ذ. لحسن حيرا بمداخلة حول: «الرباب دائما استمرارية الروايس»، و ذ.محمد الرايسي بمداخلة حول «الرباب السوسي بين الأصول والتفرد»، ومائدة مستديرة في موضوع «وضعية ترويج الفن الأمازيغي» والتي أثرها مجموعة من المهتمين، حيث عرفت المائدة المستديرة تدخل قوي للباحث السياسي والشاعر الأمازيغي الأستاذ أحمد الخنبوبي عندما أطلق النار على صنف من النقابيين الذي يدعون الدفاع عن حقوق الفنانين» وتجدهم في مقدمة الذين يهضمون حقوق هؤلاء الفنانين بطريقة أشد...» حسب الخنبوبي...كما عرف المهرجان تنظيم مسابقة لفائدة المواهب الغنائية وإقامة معرض للآلات الموسيقية ... الجدير بالذكر أن مهرجان الفضة بتيزنيت يسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أهمها، خلق تقليد ثقافي، فني واقتصادي سنوي بمدينة تيزنيت من خلال الاحتفال بالفضة، وما يرتبط بها من استعمالات، كقيمة جمالية وكرمز للسمو الاجتماعي و الاقتصادي، وأن يعكس منظومة متناغمة من العمل التشاركي الجاد، تشارك فيه مختلف القطاعات الحكومية والجمعيات المهنية والفاعلين المحليون، تدفعهم وتحفزهم نحو آفاق رحبة للعطاء والاحتكاك، مع تقديم أجود المصوغات الفضية... ويريد المنظمون أن يعني المهرجان بالإبداع في جميع تجلياته الفنية والاقتصادية، ويمنح فرصة أمام المبدعين والصناع والحرفيين لعرض منتوجاتهم، التي تستلهم الكثير من خاصياتها الفنية والرمزية من التراث المحلي في تناغم مع المؤثرات الأخرى، كما يهدف المهرجان إلى دعم التكوين الأساسي والمستمر في تنمية قدرات ومهارات الحرفيين وطلبة مؤسسات التكوين المهني، وتأهيل قطاع الصناعة التقليدية والتعريف بالمنتوجات المحلية حتى تنخرط بشكل مريح في دينامية التنمية المحلية والجهوية، مما يؤهلها لمواجهة التنافسية المطروحة على الصعيد الدولي.