أبى المجلس البلدي لتزنيت في شراكة وتنسيق مع عدة جهات وفعاليات المجتمع المدني،إلا أن يعطي لمهرجانه الأول المنظم في الفترة الممتدة ما بين 5و8غشت الجاري،بعده الحقيقي وهويته التراثية ورمزيته الدالة من خلال تثمينه لأبرزخصوصية تميزت بها مدينة تزنيت على المستوى الوطني من خلال إنتاج وصياغة الفضة بجودة عالية تظهر مدى براعة يد الصانع التقليدي لهذه الحرفة التي عرفت بالإقليم منذ أمد بعيد. ومن ثمة اختارالمجلس وشركاؤه العديدون شعارا دالا لهذا التراث المادي من خلال عنوان الدورة الأولى»الصياغة الفضية:هوية وإبداع وتنمية»كتقدير وعرفان ليد الصانع التقليدي التزنيتي لما أبدعته من زخارف ونقوش على الحلي بطريقة إبداعية وجذابة ساهمت في تسويق هذه الصناعة الفريدة وطنيا ودوليا،وفي استقطاب السياحة الأجنبية والداخلية. ولعل سر جمالية نقوش حلي الفضة بتزنيت يكمن أساسا في كون الصياغة الفضية»تازرزيت»هي أشهرما يسِم ويُجَمّل جبين مدينة تزنيت ويجعلها تنفرد بهذا اللون من حلي الفضة ذي القيمة لدى المجتمع السوسي والمغربي على حد سواء. ويمكن القول أن الإهتمام بصياغة الفضة أكثرمن أي وقت مضى،جاء بعد المجهودات التي أولتها الدولة مؤخرا للصناع التقليديين بتزنيت المزاولين لهذه الحنطة،من خلال تثمين منتوجهم والرفع من قيمته بعد إدخال تحسينات جديدة على الصياغة وتقديم الحلي في صورة أجمل حسب ما تقتضيه رؤى وأذواق متطلبات العصر. وكذا وفق ما تتطلبه التنافسية الوطنية والدولية في مجال صياغة الحلي وتسويقها بشكل عام،هذا بالإضافة إلى كون صياغة الفضة تعد حرفة تعمل على تنمية المدينة وضمان فرص الشغل وإطارعيش للصناع ومساعديهم على حد سواء. ولهذه الدواعي وغيرها اتخذها المجلس البلدي في مهرجانه الأول شعارا له وخصص لها معرضا كبيرا لصياغة الفضة ولورشات الحرفيين من داخل الإقليم وخارجه،لتسليط الضوء على هذا المنتوج مجددا،وإثراء الجانب الثقافي والإقتصادي والإجتماعي والتنموي بالمدينة،وخلق حركية استثنائية بها على مدى أربعة أيام،تمتع من خلالها سكان المدينة وزوراها من الإقليم وخارجه بلحظات شيقة وممتعة سواء من خلال معارض المنتوجات المحلية أوالندوات الفكرية أوالسهرات الفنية. فمهرجان تزنيت بصم في يومه الأول على افتتاح رسمي من قبل وفد ترأسه خالد الناصري وزيرالاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة والسيد الكاتب العام لعمالة إقليمتيزنيت ورئيس المجلس البلدي للمدينة ورئيس المجلس الإقليمي ورئيس المجلس الإقليمي للسياحة وبرلماني ورؤساء الجماعات المحلية الإقليم. وكذلك بصم على إيقاعات الفرق الشعبية واستعراضات لمجموعات الفروسية المشاركة التي ناهزت 20 فرقة من عدة مدن مغربية،وسهرات فنية شدت إليها جمهورا غفيرا من سكان المدينة وضيوفها، سواء بساحة باب أكَلو وغيرها، حيث كان الجميع على موعد مع فن أحواش وإسمكَان والكَدرة وفن الروايس. واستمرت فعاليات المهرجان يوم الجمعة 6غشت الجاري،بمعرض لآلة الرباب بدارالثقافة،وبمحاضرة في موضوع:»الحلي الفضية بتيزنيت وأحوازها»ألقتها الأستاذة نعمة الله الخطيب بوجيبار.زيادة على عرض خاص للأزياء والحلي وقراءات شعرية نسوية بمسرح الهواء الطلق بمتحف المدينة،وندوة فكرية وثقافية نظمت يوم السبت7غشت،في موضوع»الفضة تراث وهوية»بمشاركة مجموعة من الباحثين في التراث والتاريخ و السوسيولوجيا. ليختتم مهرجان الفضة بسهرة فنية يوم الأحد 8غشت بمشاركة مجموعة من الروايس والرايسات بمنطقة سوس،وفرقة الشريفة من الأطلس المتوسط،حيث سلمت خلال هذه السهرة جائزة الرايس الحاج بلعيد في نسختها الثامنة والتي حازعليها هذه السنة العازف الماهرفي آلة الرباب لحسن بلمودن الذي شارك بعزفه في 12ألف قرص وشريط لأغاني الروايس والرايسات بسوس.