في مبادرة هي الأولى من نوعها بمنطقة سوس وأقاليم الجنوب، على مستوى التوثيق وحفظ الذاكرة الجماعية، وبذل مجهود في جمع الصور والوثائق والمعطيات والمعلومات المتعلقة بكل ما يمت إلى الذاكرة الجماعية لمدينة تزنيت، نظم المجلس البلدي لذات المدينة في شهر ماي الجاري، لقاء تواصليا كبيرا بفضاء المسبح البلدي، تحت شعار:«تزنيت الذكرى والذاكرة»، وذلك لتقديم كتاب أنجزه المجلس مؤخرا، حول الذاكرة الجماعية لتزنيت. ويهدف اللقاء الذي حضرته عدة فعاليات ثقافية وجمعوية وعدد كبير من المنتخبين والباحثين والأكاديميين.. إلى الإحتفاء بذاكرة تزنيت عبر أنشطة عديدة تضم عرضا حول الذاكرة الجماعية للمدينة، وتقديم فقرات فنية، وعرض شريط مصور عن «تزنيت تيتريت» ، أي تزنيت النجيمة، فضلا عن تكريم مجموعة من الشخصيات التي ساهمت في إغناء التراث المحلي الشفهي والمكتوب في مختلف المجالات. الكتاب/ الذاكرة، التوثيق للتراث المحلي المكتوب والشفهي، أعده فريق عمل مكون من أساتذة وباحثين وشخصيات وفعاليات محلية ووطنية، حيث يقع في 224 صفحة من الحجم الكبير، ويتضمن مجموعة من المحاور الأساسية التي تخلد للذاكرة الجماعية في مختلف المجالات التاريخية، والتراث الطبيعي، والذاكرة السكانية والمجالية، وذاكرة الحرف والمهن التقليدية، ثم ذاكرة تيزنيت الروحية والعلمية والإدارية والفنية والرياضية والتربوية. كما احتوى الكتاب، الذي استغرق العمل فيه ثلاث سنوات، ذاكرة أعلام من تزنيت وألوان الطبخ المحلي والذاكرة المنسية من خلال سرد معطيات عن بعض الشخصيات الفريدة وتقديم لمحة عن تحول تزنيت من جماعة قبلية إلى مجلس منتخب، إضافة إلى عرض مجموعة من الوثائق والصور والمخطوطات النادرة التي تتمحور حول تاريخ وذاكرة المدينة ومحيطها. هذه المبادرة اعتبرها رئيس المجلس البلدي الأستاذ عبد اللطيف أوعمو في كلمته التي ألقاها بالمناسبة، مغامرة جرئية في البحث والتنقيب والرغبة في الإكتشاف والمعرفة معا، من خلال إصدار وثيقة مكتوبة لذاكرة مدينتنا التي ساهم فيها الجميع، والتي حاولت تناول محطات للذاكرة الجماعية عن طريق مقاربة متعددة الأوجه لإثارة الفضول من جهة وتهييج حس الهوية والإنتماء لمجموعة بشرية ذات أصول، وذات طموح مستقبلي للسمو والرقي بوضعها نحو الأفضل من جهة ثانية. ويرى كذلك أن هذا الطموح المستقبلي يسير في اتجاه تثمين هويتنا الحضرية في أربع اتجاهات كبرى تشكل دوائر ومحاور متكاملة: على المستوى الرمزي والمستوى التشويري والمستوى الحدثي ومستوى السلوكات الإجتماعية. أما المشرف على وحدة تأليف الكتاب الأستاذ لحسن بلنواري، فذهب إلى أن هذا العمل التوثيقي والتأريخي للتراث المحلي بمختلف مظاهره، هو في حد ذاته إعادة الاعتبار لموروثنا الثقافي، من خلال توثيقه وحفظه، والبحث عن أوجه التقاطعات الممكنة بين ما يشكل هذه الذاكرة المتنوعة التي ظلت لعدة عقود منفصلة ومنسية أيضا، لهذا آن الأوان لتجميعها على صفحات كتاب جماعي يضم بين دفتيه ذاكرة جماعية ينبغي على الجميع الإفتخار بها، لأن ما أنجز قديما وحديثا هو بالضرورة كذلك إنجاز جماعي ساهم فيه الجميع.