أعلنت الحكومة عن تحديد سابع أكتوبر القادم موعدا لإجراء الانتخابات التشريعية لسنة 2016، وجرى الإعلان تسعة أشهر قبل الموعد، وهذا يسجل لصالح الحكومة كونه سيتيح لمختلف الهيئات السياسية تنظيم استعدادها التنظيمي والسياسي لهذا الاستحقاق، كما أن ذلك سيجعل الأفق واضحا للجميع، بالإضافة إلى أنه سيتيح لبلادنا تكريس احترام المواعيد الديمقراطية، وأن تكمل الحكومة الحالية ولايتها بتنظيم الانتخابات التشريعية الثانية في ظل دستور 2011 . من المؤكد أن جدلا حزبيا سينبعث من هنا أو من هناك حول تحديد تاريخ الانتخابات أو طريقة الإعلان عن ذلك، ولكن الأجندة الزمنية المرتبطة بالاقتراع المذكور تجعل من الضروري اليوم الخروج من أي نقاش عقيم بشأن الشكليات نحو حوار جدي عميق ينصب حول سبل توفير كافة شروط النجاح والنزاهة لتشريعيات 2016 . المشاورات اليوم بين السلطات العمومية والأحزاب، والتي يجب أن تبدأ وتتكثف، لابد أن تركز على سبل تقوية المشاركة الشعبية، وعلى تقديم مرشحات ومرشحين يمتلكون المصداقية والكفاءة والنزاهة، وعلى تعزيز النزاهة ومحاربة استعمال المال والرشاوى لشراء الذمم، وعلى تعزيز دور القضاء في مراقبة ذلك... هذا هو المطلوب اليوم من كامل طبقتنا السياسية بدل التيه في سجالات ثانوية، ويجب أن يستشعر الكل محورية هذا الموعد الديمقراطي واهتمام العالم كله بالمسار الديمقراطي والمؤسساتي المغربي، ومسؤولية الجميع توجد بالذات في جعل بلادنا تكسب التحدي. انتخابات 2016 يجب أن تعزز سير بلادنا نحو تمتين المضمون السياسي والديمقراطي لهذا التمرين الأساسي، ويحب كذلك أن تساعد على تقوية جبهة محاربة الفساد والريع والتحكم. من جهة أخرى، تحديد تاريخ الانتخابات وبداية الاستعداد لها لا يجب أن يؤديا إلى نسيان مهمة التدبير الحكومي لشؤون البلاد والعباد، فولاية الحكومة مستمرة إلى آخر يوم فيها وحتى تسلم المشعل لمن سيخلفها في المسؤولية، ولهذا لا يجب تجميد الإصلاحات أو التضحية بها من أجل اعتبارات انتخابية أو حزبية. الحكومة يجب أن تواصل عملها وتنجز الإصلاحات والبرامج والسياسات وتتابع تنفيذها. هناك اليوم قوانين تنظيمية وهياكل وآليات على صلة بها يجب أن ترى النور، وهناك إصلاحات اجتماعية أساسية وهيكلية يجب أن تصل إلى نهايتها وتخرج إلى حيّز الوجود، وهناك برامج ومخططات يقتضي الأمر اليوم متابعة تنزيلها والوصول بها إلى أهدافها، وهذا كله يفرض أن تعمل الحكومة متحررة من الحسابات الانتخابية. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته