تكريم الفنانين الشعيبية العذراوي والمسكيني الصغير ورضوان احدادو ذكر وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي في حفل افتتاح الدورة السابعة عشر للمهرجان الوطني للمسرح المقام بتطوان خلال الفترة الممتدة من 27 أكتوبر إلى 3 نونبر، أن الوزارة نهجت مؤخرا مقاربة جديدة للتعامل مع الإبداع الثقافي والفني عموما، والمسرحي خصوصا، حيث وضعت برنامجا يهم دعم المشاريع الثقافية والفنية وفق دفتر تحملات يدقق في كل العمليات المرتبطة بهذا الدعم، مع إسناد دراسة الملفات واختيار المشاريع للجن مهنية متخصصة ومستقلة. وفي إطار دعم المسرح، يضيف المسؤول الحكومي، تم تعديل التصور عدة مرات ليواكب التحولات التي يعرفها المشهد المسرحي، وهكذا تم الانتقال من صيغة دعم الإنتاج والترويج إلى صيغة دعم مجالات أخرى، من قبيل الإقامات الفنية وورشات التكوين وتنظيم والمشاركة في التظاهرات والمهرجانات المسرحية والجولات المسرحية ومسرح الشارع، وإضافة مجال توطين الفرق المسرحية بالقاعات المسرحية، باعتباره مجالا هاما وقادرا على حل بعض إشكالات التنشيط المسرحي بالمسارح وبمحيطها، ولأجل تطبيق هذه المقاربة، تم رفع الغلاف المالي المخصص للدعم المسرحي من 5 ملايين درهم سنة 2012 إلى 15 مليون درهم سنة 2015، حيث أن مجموعة المشاريع المودع لدى وزارة الثقافة هذه السنة، بلغت 216 مشروعا، استفاد منها 105 مشروعا فقط. وتأتي هذه الدورة من دورات المهرجان الوطني للمسرح بتطوان لتتويج هذه السنة الحافلة بالأنشطة المسرحية الوازنة مع ولاية جهة طنجةتطوان-الحسيمة، لإعطاء نفس جديد لهذا الحدث الوطني الهام من خلال تصور يمزج بين الاحترافية والاحتفالية ودقة التنظيم. وختم الصبيحي كلمته بالقول، إن المسرح المغربي باعتباره أداة للتوعية ووسيلة لمقاومة الجهل والتطرف والانحراف، أصبح أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى المزيد من الدعم وتوفير الإمكانات الضرورية لإنتاجه وترويجه، وأن الوزارة ماضية بإرادة قوية في هذا الاتجاه وذلك بمواصلة تحديث وتطوير القوانين المنظمة للمهن الفنية، إلى جانب الاستمرار في إحداث المسارح وفضاءات العرض ومضاعفة منح الدعم الموجه لتوطين الفرق المسرحية ورفع الغلاف المالي، على أمل أن تواكب المجالس المنتخبة والجماعات الترابية هذا التوجه. وتميز الحفل الافتتاحي كذلك بتكريم ثلاثة أسماء رائدة في حقلنا المسرحي في مقدمتها الممثلة الشعيبية العذراوي، الكاتب المسرحي المسكيني الصغير، الناقد رضوان احدادو. وألقى الشاعر عبد الحق مفراني كلمة في حق المحتفى بها الشعيبية، مذكرا بأنها القلب الكبير، وأنها أكسبت فن التمثيل هوية جديدة بالنظر لحضورها المتميز في العديد من الأدوار التي ظلت راسخة في الأذهان، ومساهمة بذلك في ترسيخ الممارسة المسرحية وإخصابها في تفاعل مع المحيط. وعبرت الشعبية عن انطباعها حول هذه المناسبة، قائلة إن هذا التكريم أمدها بإحساس بأنها لا تزال حية وبأن الأبواب مفتوحة نحو مزيد من العطاء الفني، وأن المستقبل هو للشباب، راجية أن يدركوا ما عجزت هي وجيلها عن بلوغه. وفي الكلمة التي ألقاها الكاتب المسرحي الحسين الشعبي في حق المكرم المسكيني الصغير، أشار إلى أنه يعد فارسا من فرسان المسرح وأنه ذو كبرياء وأنفة، ينهل من التراث الإسلامي، يحكي ويصور ويترافع بمسرح يقوم على مناهضة الظلم ويعتمد على بوح فني راق. كما ذكر أن له في رصيده الإبداعي أربعين نصا، بينها خمس عشرة موجهة للأطفال، وذكر كذلك أنه رائد مسرحي ينتصر للقضايا العادلة، بجرأة نقدية تجاه الأوضاع التي كانت متسمة باللبس والقلق، ودعاه في ختام كلمته إلى مواصلة البوح والمشاغبة ومغامرة النشر. واعتبر المسكيني في كلمته الانطباعية أن هذا التكريم بمثابة احتفاء بجميع المسرحيين في شخوصهم، مذكرا بأن عشق المسرح لا يدركه إلا المهمومون به. وألقى الناقد مصطفى الرمضاني شهادة في حق المحتفى به احدادو، مشيرا إلى أنه صاحب المنسيات، حيث أنه معروف ببحثه في كل ما هو مغفل عنه في تاريخنا المسرحي، كما أنه يعد مؤسسا لمهنية المسرح في المنطقة الشمالية لبلادنا. وعبر احدادو عن انطباعه بخصوص تكريمه، مؤكدا على أن المسرح بخير وأنه لن يموت، ما دام على الأرض إنسان واحد يمشي، إن المسرح -يضيف احدادو- لا يلبث ينتعش ويتعافى، بل يخرج من موته السريري ليعانق الآفاق البعيدة. وتتألف لجنة التحكيم التي يترأسها عبد الكريم برشيد، من محمد مفتاح وإدريس الروخ، وفتيحة وتيلي، ورضوان حدادو، ومصطفى الرمضاني، ونور الدين زيوال، وبدر السعود الحساني، وإبراهيم وردة، ذكر رئيس اللجنة أن هذه المهمة ليست سهلة، على اعتبار أن الأمر يتعلق بالتحكيم في مجال الذوق. فالجمال لا يضاد الجمال، إنه واحد لا يختلف فيه إثنان، كما أنه قيمة كونية، لكن لا بد من إعطاء الحق لصاحبه، على اعتبار أن المسرح رسالة ذات قيمة إنسانية، إنه بمثابة برلمان الشعوب، حيث لا ديمقراطية بدون مسرح. وتخلل هذا الحفل الذي أطره الفنانان قمر وياسين أحجام، عرض فيديو يستحضر أبرز محطات تاريخ المسرح المغربي، كما تم تقديم عرض فني من إخراج عبد الإله عاجل، ضم عدة مشاهد، تبرز إلى أي مدى حافظ المسرح المغربي على جذوته مشتعلة، بالرغم من تقلبات الزمن. للتذكير فإن المهرجان يشتمل على فقرات فنية وأدبية متنوعة، منها على الخصوص، عروض مسرحية في إطار المسابقة وأخرى خارجها، تكريم شخصيات مسرحية وطنية، توقيع إصدارات مسرحية جديدة، مناقشة عروض المسابقة، معارض للصور والكتب، ندوات، فقرات فنية متنوعة أخرى، موزعة على الفضاءات الآتية، مسرح سينما إسبانيول بتطوان، المركز الثقافي بتطوان، مسرح للا عايشة بالمضيق، المركز الثقافي بالفنيدق، سينما الريف بمرتيل. وسيتوج المهرجان بمنح جوائز للفائزين، جائزة التأليف، جائزة الإخراج، جائزة السينوغرافيا، جائزة الملابس، جائزة التشخيص ذكور، جائزة التشخيص إناث، جائزة الأمل، الجائزة الكبرى. أما العروض المسرحية المدرجة ضمن المسابقة الرسمية، فهي، مسرحية طانجيتانوس لفرقة باب الحر سينمسرح، مسرحية قنبولة لفرقة الشهاب المسرحية، مسرحية التلفة لفرقة مسرح الأكواريوم، مسرحية ترينكا لفرقة تفسوين للمسرح الأمازيغي، مسرحية طاح راح لفرقة بصمات الفن، مسرحية ضيف الغفلة لفرقة مسرح تانسيفت، مسرحية هي والقايد لفرقة نادي المرآة للمسرح والسينما، مسرحية كرنفال لفرقة مناجم جرادة، مسرحية لويزة ونجاة لفرقة فرجة للجميع، مسرحية نايضة لفرقة ستيلكوم، مسرحية واحد جوج ثلاثة لفرقة إزمران للتراث الأمازيغي، مسرحية شجر مر لفرقة مسرح أفروديت.