من تطوان: تعيش مدينة تطوان على مدى ثمانية أيام، لحظات من الفرجة المسرحية، في إطار فعاليات الدورة السابعة عشر للمهرجان الوطني للمسرح، الذي انطلقت أمس الثلاثاء، وتمتد إلى غاية 3 نونبر القادم، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. وقال وزير الثقافة محمد الامين الصبيحي، في كلمة بمناسبة حفل الافتتاح، ان هذه التظاهرة اضحت موعدا سنويا للاحتفاء بالابداع المسرحي وأهله، ومناسبة لالتقاء المبدعات والمبدعين للتحاور والتبادل حول قضايا المسرح، وكذا فرصة لتتويج افضل واحسن الانتاجات والكفاءات المسرحية ،التي برزت طيلة موسم بأكمله. وأضاف الوزير أن التظاهرة تعد ايضا محطة لاستقراء المنجزات والتفكير في تطوير القطاع وتجويد أدائه، مبرزا ان الدورة السابعة عشر للمهرجان الوطني للمسرح تأتي لتتويج السنة الحافلة بالانشطة المسرحية الوازنة وبالابداعات الدرامية المتميزة من خلال تصور يمزج بين الاحترافية والاحتفالية واطلاع الجمهور عاشق أب الفنون على حصاد الموسم المسرحي. وأكد الصبيحي ان تكريم الفنانة المقتدرة الشعبية العذراوي والكاتبين المسرحيين المسكيني الصغير ورضوان احدادو هو لحظة اعتراف ووفاء لما منحوه للثقافة المغربية عموما والمسرح المغربي خصوصا من أفكار واجتهادات وإبداع غزير. وتعتبر "سيدة المسرح والشاشة" الشعبية العذراوي من النساء الرائدات في مجال المسرح انطلق مسارها منذ خمسينيات القرن الماضي عبر مسرحية "الجنس اللطيف " قبل ان تشخص العديد من المسرحيات المرجعيات ك"قصة الحسناء" و"مولات الفندق" و"فولبون" و"مومو بوخرصة" و"سلطان الطلبة" و"النور والديجور" و"مسيرتنا" ،التي عكست شخصيتها كفنانة ملتزمة تؤمن برسالة المسرح، مما جعلها تحظى بمكانة خاصة في الحقل الفني المغربي من سنة 1957 والى اليوم . ويعد الكاتب المسرحي المسكيني الصغير احد رواد الكتابة الدرامية بالمغرب ،الذين بصموا الكتابة المسرحية المغربية سواء الموجهة للكبار او للصغار ،وأبدع مسرحيات معروفة ك"البحث عن شهرزاد" و"رحلة السيد عيشور" و"الباب 4" و"رجل اسمه الحلاج" و"حكاية بوجمعة الفروج" و"الرحبة" وأعمال تلفزيونية ك"حكاية زروال" و"سر العرصة" و"أرض الجموع" ،كما صدر له مؤخرا كتاب مسرحي جديد بعنوان "صندوق الرما". وساهم الكاتب المسرحي رضوان احدادو "عاشق المسرح" في اطلاق الحراك المسرحي في شمال المغرب وتعود علاقته الاولى بالمسرح الى أربعينيات القرن الماضي. ومن اصداراته المسرحية "البحر يحترق" و"في انتظار زمن الجنون" و"البحث عن متغيب" و"المتنبي يخطئ زمانه" و"الحافلة رقم 3" و"طارق الذي لم يعبر". وقد تم انتقاء اثني عشر عرضا مسرحيا للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان ،وهي حسب جدول العرض الزمني ""طنجيتانوس" لفرقة باب البحار سينمسرح من طنجة و"هي والقايد" لفرقةنادي المرآة للمسرح من فاس و قنبولة" لفرقة الشهاب المسرحية من الدارالبيضاء و"كرنفال" لفرقة مسرح مناجم جرادة ،و"التلفة" لفرقة مسرح الأكواريوم من الرباط و"لويزة ... نجاة" لفرقة فرجة للجميع من طنجة و"ترينكا " لفرقة ثفسوين للمسرح الامازيغي من الحسيمة و" نايضة" لفرقة ستيلكوم من الرباط و" طاح راح " لفرقة بصمات الفن من أكادير و"واحد، جوج، ثلاثة" لفرقة إزمران من الخميسات و" ضيف الغفلة " لفرقة مسرح تانسيفت من مراكش و "شجر مر " لفرقة مسرح أفروديت من الرباط و"أمجاد الاجداد "لفرقة مسرح الشعب التواصل . كما تم اختيار 17 عرضا مسرحيا تقدم بموازاة مع فعاليات المهرجان على خشبات كل من المركز الثقافي للفنيدق والمركز الثقافي للمضيق وسينما الريف بمرتيل ، ويتخلل برنامج المهرجان جلسات نقدية لمناقشة عروض المسابقة وندوات فكرية حول شخصية عبد الصمد الكنفاوي وحول آفاق المهنة والتنظيم وتطوير آليات الدعم وتنظيم وتاطير الحقل المسرحي والاليات الجديدة للإبداع المسرحي ، ومجموعة من الورشات التكوينية للشباب وهواة المسرح، بالإضافة إلى توقيع مجموعة من المؤلفات والإصدارات المسرحية الجديدة. وسيتوج المهرجان الوطني للمسرح ،بمنح جوائز للفائزين ،وهي جائزة التأليف و جائزة الإخراج و جائزة السينوغرافيا و جائزة الملابس و جائزة التشخيص ذكور و جائزة التشخيص إناث و جائزة الأمل و الجائزة الكبرى. وتتشكل لجنة تحكيم المهرجان ،التي تم تقديمها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة ، من السادة عبد الكريم برشيد (رئيس) ومحمد مفتاح وادريس الروخ وفتيحة وتيلي ورضوان احدادو ومصطفى الرمضاني ونور الدين زيوال وبدر السعود الحساني وابراهيم وردة.