اختيرت هذه الأسماء لتكريمها في هذا المهرجان، الذي يعد أكبر تظاهرة وطنية لفن المسرح، لما أسدته من خدمات للفن المغربي تأليفا وإخراجا وتمثيلا، على مدى عقود من الزمن. في هذا السياق، ذكر وزير الثقافة، محمد الصبيحي، أن تكريم الفنانة الشعيبية العذراوي والكاتبين المسرحيين المسكيني الصغير ورضوان احدادو يشكل "لحظة اعتراف ووفاء لما منحوه للثقافة المغربية عموما، والمسرح المغربي خصوصا، من أفكار واجتهادات وإبداع غزير". والشعبية العذراوي من النساء الرائدات في مجال المسرح، إذ انطلق مسارها منذ خمسينيات القرن الماضي بأعمال مسرحية بارزة، منها "الجنس اللطيف"، و"مولات الفندق"، و"فولتون"، و"مومو بوخريصة"، و"سلطان الطلبة"، ما جعلها تحظى بمكانة خاصة في الحقل الفني المغربي منذ سنة 1957. أما الكاتب المسرحي المسكيني الصغير فيعد، حسب الباحث الحسين الشعبي، أحد "رواد الكتابة الدرامية الطلائعية بالمغرب والعالم العربي، والريادة هنا ليست مرتبطة فقط بتراكم التجربة وقدمها وتعدد النصوص التي ألفها الرجل، بل تتسع لتشمل نوعية الاشتغال الدراماتورجي عند الكاتب، وطبيعة انشغالاته الفنية، التي تندرج ضمن ممارسة ثقافية متسمة باختيارات سياسية وإيديولوجية واعية وواضحة المعالم، عنوانها الكبير، فكريا، هو الانتصار للقضايا العادلة للإنسانية عموما، ورهانها الاستراتيجي فنيا وجماليا يرتبط جوهريا بإشكالية التأصيل والتأسيس في المسرح المغربي والعربي، ومن ثمة تميزه". وحسب الشعبي، فإن "أي قراءة أو استقراء لنصوص وكتابات المسكيني الصغير لا تستقيم دون ربطها بالأرضية التنظيرية، التي ابتكرها وأبدعها وصارت ملتصقة باسمه وصورته ومساره، وهي نظرية "المسرح الثالث" التي أعلنها في بيانه على هامش المهرجان الوطني لمسرح الهواة بتطوان سنة 1980، كثورة على المسرح السائد، المتسم بالتسطيح والتكريس والتبعية الثقافية". من جهته ساهم الكاتب المسرحي رضوان احدادو "عاشق المسرح" في إطلاق الحراك المسرحي بشمال المغرب وبدأت علاقته الأولى بالمسرح منذ أربعينيات القرن الماضي. ومن إصداراته المسرحية "البحر يحترق"، و"في انتظار زمن الجنون"، و"البحث عن متغيب"، و"المتنبي يخطئ زمانه"، و"الحافلة رقم 3"، و"طارق الذي لم يعبر". وشمل حفل الافتتاح عرض حصيلة المسرح المغربي، وتقديم لجنة تحكيم المهرجان، التي يرأسها الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد، وتضم محمد مفتاح، وإدريس الروخ، وفتيحة وتيلي، ورضوان احدادو، ومصطفى الرمضاني، ونور الدين زيوال، وبدر السعود الحساني، وإبراهيم وردة. ويتوج المهرجان الوطني للمسرح، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 3 نونبر المقبل، الأعمال الفائزة بجوائز، منها جائزة التأليف وجائزة الإخراج، وجائزة السينوغرافيا، وجائزة الملابس، وجائزة التشخيص ذكور، وجائزة التشخيص إناث، وجائزة الأمل، والجائزة الكبرى. ويشارك في المسابقة الرسمية 12 عرضا مسرحيا، بالإضافة إلى 17 عرضا تقدم بموازاة مع فعاليات المهرجان على خشبات المركز الثقافي للفنيدق، والمركز الثقافي للمضيق، وسينما الريف بمرتيل.