بعد الخلاف الذي نشب بين الناخب الوطني بادو الزاكي وعزيز بودربالة، وانتهى بطلاق الأخير مع جامعة كرة القدم، بعد سنة من الانتظار والتردد، ها هو خلاف آخر يتفجر مع مساعده مصطفى حجي، ليتواصل بذلك مسلسل الخلافات داخل الإدارة التقنية المشرفة على شؤون الفريق الوطني لكرة القدم. وبطبيعي أن محور كل هذه الخلافات التي أعادت إلى الأذهان خلافاته سنة 2005 مع العميد السابق نور الدين النايبت، وقبله مع المدرب المساعد صاحب العين التقنية الثاقبة عبد الغني بنالناصري، واللاعبين يوسف شيبو وموحا اليعقوبي وغيرهما، هو بادو الزاكي المدرب الذي يروق له الانفراد بكل السلط بعيدا عن أي نقاش أو تشاور... المؤكد أن الزاكي الذي ناضل طويلا من أجل العودة إلى المنتخب، لم يكن في حاجة إلى إثارة كل هذه الخلافات، وهو الطامح إلى استعادة أمجاد الأمس القريب، أمجاد عرف كيف يستثمرها على نحو جعل صورته واسمه رائجا بقوة داخل جل المحافل الوطنية. الزاكي اسم كبير كحارس مرمى، من الصعب أن يجود الزمان بمثله، وبعد تقاعده تحول إلى مدرب، لكنه فشل فشلا ذريعا مع كل الأندية التي ارتبط بها، ولو أنه مع المنتخب تمكن من الوصول إلى المباراة النهائية لدورة تونس الأفريقية التي خسر لقبها لصالح صاحب الأرض (1-2)، وسنة بعد ذلك أقصي أمام نفس المنتخب في صراع الوصول إلى مونديال 2006 بألمانيا، لتحكم عليه بنود العقد الموقع مع الجامعة بمغادرة المنصب. لم ينس الرأي العام حلقات الخلافات داخل المنتخب والأندية على حد سواء، والغريب أن الزاكي الذي تحول اسمه بقدرة قادر إلى شعار يرفع داخل الملاعب الوطنية، كلما حصلت إخفاقات أو تعثرات وما أكثرها في السنوات الأخيرة، لا يترك دائما علاقات طيبة مع المحيط الذي اشتغل به، واسألوا أهل مراكش وآسفي والمحمدية وسلا والأمثلة كثيرة. المؤكد أن مزاجية الزاكي وصرامته الزائدة عن اللزوم تجلب له مشاكل هامشية، تتطور أحيانا إلى قضايا رأي عام مؤثرة في مسار عمله سواء مع المنتخب أو الأندية، وتفجير الملف الجديد ناتج عن سلوك لا ينم عن أي احترافية من طرف الزاكي الذي يبدو أنه لم يغير تعامله، كما لم يستفد من الأخطاء السابقة التي أدت كرة القدم الوطنية ثمنها غاليا، دون أن نتحدث عن الأخطاء التقنية الظاهرة للعيان. عبد الغاني بن الناصري خاطئ، شيبو وموحا اليعقوبي خاطئان، نور الدين النايبت خاطئ، عزيز بودربالة خاطئ، ومصطفى حجي خاطئ هو الآخر، وحده الزاكي دائما على الحق، وهو الإنسان الذي تجتمع فيه صفات الكمال. نحن في النهاية أمام حالة إنسانية سبق أن مر منها الكثير من النجوم، فهناك فارق كبير بين الزاكي الحارس العملاق الذي افتخر به كل المغاربة أو العميد الذي قاد "أسود الأطلس" بأكبر المحافل الدولية، و الزاكي المدرب الذي لا يستقر على حال، رغم امتهانه التدريب منذ أواخر الثمانينات، تجده دائما يتخبط في مشاكل تكون أحيانا عادية وبسيطة وفي الكثير من الأحيان مزاجية لا غير. للإشارة، فإن الزاكي يمتنع عن حضور كل الدورات التكوينية التي تنظمها الجامعة لفائدة المؤطرين المغاربة حتى تلك التي أشرف عليها خبراء من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، والسبب في نظره أن مثل هذه الدورات لن تفيده في شيء... " حتى هذا نظر...". هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته