لم يمر اللقاء الإعلامي الذي عقده مدرب الفريق الوطني لكرة القدم، يوم الاثنين الماضي، بملعب أدرار بأكادير، استعدادا للقاء الودي ضد الأوروغواي، دون أن يطفو على السطح مرة أخرى الخلاف الأزلي بين بادو الزاكي وعزيز بودربالة. خلال هذه الندوة، لم يتردد الزاكي في القول إن عزيز لا يشتغل معه، ولا يوجد ضمن طواقمه التقنية والطبية والإدارية، إلى درجة كان من الممكن أن يقول إنه لا يعرفه، مع العلم أن المدرب الحالي للنخبة سبق أن اعترف بأنه ارتكب خطأ عندما سمح لعزيز بالجلوس إلى جانبه أثناء الندوة الأولى بالرباط. هذه الدرجة من الجفاء لا مثيل لها. ومن كان يعتقد أن الخلاف سيزول وسيتم تطويقه، خاطئ بالمرة، لأنه ببساطة لا يعرف الشخصية الصدامية للحارس الدولي السابق لأسود الأطلس، وعدم تردده في تطبيق تصوره حتى ولو كان خاطئا، ولنا في قضية العميد السابق للمنتخب نور الدين النايبت خلال سنة 2005 خير مثال... المهمة التي يطلع بها بودربالة، والتي أعلن عنها رسميا يوم تعيين الطاقم الجديد من طرف الجامعة، هي مدير عام، وهذه المهمة في عرف المنتخبات والأندية الاحترافية تعتبر حيوية وأساسية، ومحور كل عمل أفراد الطاقم. إلا أن الزاكي الذي يبدو أنه لم يقدر في البداية حجم المسؤولية التي أصبح يضطلع بها زمليه السابق في الوداد والمنتخب، عاد ليلغي نهائيا أي دور لزميله عزيز الذي يبدو أنه لا يعزه بالمرة، وحوله إلى مجرد اسم وراتب شهري موضوع في المفكرة الإدارية للجامعة. ولمن لا يعرف بعض خبايا الأمور داخل الجامعة، فبودربالة هو من كان وراء عودة الزاكي للمنتخب، العودة التي ناضل طويلا من أجلها، بل بذل الغالي والنفيس من أجلها، فقد كانت الجامعة على وشك التعاقد مع الإيطالي تراباتوني الذي تواجد آنذاك بالمغرب لهذا الغرض، إلا أن مكالمة هاتفية من بودربالة اتجاه شخصية نافذة، ألغت كل شيء، وحولت بوصلة فوزي لقجع في آخر لحظة نحو الزاكي وطاقم تقني وطني مائة في المائة وبعضوية بودربالة كمدير عام. هذا ما حدث، والزاكي على علم بذلك. لكن، بمجرد دخول التجربة شهورها الأولى، تفجر الخلاف، وخرج المدرب بتصريحات تهاجم بودربالة وتتهمه بتجاوز الاختصاصات والتشويش والتدخل فيما لا يعنيه، وغيرها من العبارات التي يستفاد منها أن عزيز غير مرغوب فيه نهائيا. ومن لا يعرف بعض الخبايا الأخرى، فخلال اللقاء الودي الذي أجراه المنتخب بروسيا، هدد مجموعة من لاعبي المنتخب المحترفين بمغادرة المعسكر قبل ساعات من موعد المقابلة، لعدم تقبل اللاعبين طريقة التعامل الجديدة عليهم، إلا أن تدخل بودربالة في آخر اللحظة أقنعتهم بالبقاء، كما سجل تدخلا آخر له في قضية عادل تاعرابت، وغيرها من الحالات التي قام فيها عزيز بدوره، وهو ما لم يرق الزاكي التقليص من نفوذه "المطلق" والذي تعود عليه خلال التجربة السابقة. مؤسف حقا أن يحدث هذا بين اسمين كبيرين في تاريخ كرة القدم الوطنية، وغريب أن يكون الجفاء بهذه الحدة، وأن يصل الأمر في بعض الحالات إلى حدود الإساءة الشخصية، أمام عجز واضح لجهاز جامعي غارق في لعبة التوازنات حتى لو كان على حساب المصلحة العامة... والله يهدي ما خلق... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته