دشن بادو الزاكي عهدته الثانية على رأس الإدارة التقنية للفريق الوطني لكرة القدم، بخلاف تفجر بعد عدم استدعائه لعادل تاعرابت، مع ما رافق ذلك من ردود فعل متباينة، غذتها حرب تصريحات تم شنها عبر المواقع وصفحات الجرائد. وجاء إقصاء الزاكي لتاعرابت من لائحة المدعوين لمعسكر البرتغال، بسبب عدم الرد على رسالة نصية، معتبرا صمت اللاعب بمثابة رفض من طرفه. وطبيعي أن يكون هناك رد فعل لتاعرابت، خصوصا أن المسألة يمكن أن تتطور إلى حد اعتبار عدم الرد بمثابة رفض تلبية الواجب الوطني، وهو الذي عاش فترة عصيبة بعد مغادرته للمعسكر التدريبي للمنتخب قبل لقاء الجزائر بمراكش. رد فعل تاعرابت جاء واضحا لا لبس فيه، خصوصا عندما أكد أن الدعوة لابد وأن تمر عبر القنوات الرسمية أي النادي أولا، وأن التعامل عن طريق الرسائل النصية بالهاتف الشخصي، مسألة غير احترافية بالمرة، مع تأكيد تاعرابت نفسه أن رقمه الانجليزي توقف عن الاشتغال، وعوضه برقم ايطالي. وسواء كان الرقم انجليزي أو ايطالي، فان السلوك المغربي ينم عن عدم الاحترافية، خصوصا وأن للجامعة إدارة يعمل بها أشخاص يتقاضون أجورا مهمة تصل في بعض الحالات إلى مستوى أجور الوزراء وكتاب الدولة. المؤكد أن الزاكي الذي ناضل طويلا من أجل العودة للمنتخب، لم يكن في حاجة إلى إثارة موضوع كان في غنى عنه، وهو الطامح إلى استعادة أمجاد الأمس القريب، أمجاد عرف كيف يستثمرها على نحو جعل صورته واسمه رائجا بقوة داخل جل المحافل الوطنية. الزاكي اسم كبير كحارس من الصعب أن يجود الزمان بمثله، بعد التقاعد تحول إلى مدرب، فشل فشلا ذريعا مع الأندية، لكنه مع المنتخب تمكن الوصول إلى لعب المباراة النهائية لدورة تونس الإفريقية، سنة بعد ذلك أقصى أمام نفس المنتخب التونسي في الوصول إلى مونديال 2006 بألمانيا، لتحكم عليه بنود العقد الموقع مع الجامعة إلى التخلي عن منصبه. لم ينس الرأي العام مشكل الزاكي مع النايبت وشيبو واليعقوبي، وغيرهم من اللاعبين الذين لم يخفوا امتعاضهم من سلوك هذا المدرب الذي تحول اسمه إلى شعار يرفع داخل الملاعب الوطنية، كلما حصلت إخفاقات أو تعثرات وما أكثرها في السنوات الأخيرة. المؤكد أن مزاجية الزاكي وصرامته الزائدة عن اللزوم كثيرا ما جلبت له مشاكل هامشية، تطورت إلى قضية رأي عام مؤثرة في مسار عمله سواء مع المنتخب أو الأندية، وتفجير ملف جديد في بداية عمله ناتج عن سلوك لا ينم عن أية احترافية من طرف الزاكي الذي يبدو أنه لم يغير تعامله، كما لم يستفد من الأخطاء السابقة، والتي أدت كرة القدم الوطنية ثمنها غاليا. بقى أن نطرح في الأخير للزاكي سؤالا بسيطا : ما الضرر في استدعاء تاعرابت لمعسكر تدريبي وسط لائحة تضم 30 لاعبا ؟...