انطلاق أشغال الجمعية العامة الأممية الأسبوع القادم أنهى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس، زيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين الأولى من نوعها منذ مارس الماضي اعتبرتها الأوساط الدولية "مهمة وحاسمة" لتسوية الأزمة المفتعلة من قبل الجزائر في المنطقة. وتثبت عودة روس إلى الصحراء المغربية تمسك الأممالمتحدة بحل دائم للنزاع المفتعل و إنهاء صراع يلهي به النظام الجزائري شعبه عن قضاياه الحيوية وفي مقدمتها الاستفادة من خيرات النفط والغاز التي تجد لها وجهة أخرى غير البطون الجائعة والشباب المعطل. وتعهد الأمين العام الاممي بان كي مون بجعل هذه السنة "مفصلية" في آليات التعاطي مع هذا النزاع الذي بدأت تنظر إليه الأممالمتحدة ب"كثير من القلق" ومخاوف من انعكاسات سلبية على الأمن في المنطقة. والملفت للأنظار في مسار القضية أنه لم يسبق للامين العام الاممي أن كان "واضحا" في موقفه بمثل الوضوح الذي حملته رسالة بان كي مون بعد أن حذر من التبعات الكارثية التي يحملها استمرار الجمود في هذا النزاع على كل المنطقة. والأكثر من ذلك فقد أكد أن "الجزائر التي تحرك قيادة البوليساريو من وراء الكواليس تتحمل مسؤولية مباشرة في عرقلة كل المساعي المبذولة، منذ اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991، لمنع الحل النهائي لهذا الملف المصطنع، وذلك وفق المقاربة القاضية بمنح حكم ذاتي في إطار السيادة المغربية" . وجاءت جولة روس إلى المنطقة من أجل تحديد مواقف الأمين الأممي خلال الزيارة التي يعتزم القيام بها إلى المنطقة قبل نهاية العام الجاري، وذلك بعد التقرير الذي سيوافيه به مبعوثه الخاص على ضوء المباحثات التي بدأها بمخيمات اللاجئين ثم المغرب وقد ينهيها لاحقا بجولة مفاوضات جديدة بين البوليساريو والمغرب. كما جاءت جولة روس عشية انعقاد الجمعية العامة الأممية التي تنطلق أشغالها الأسبوع القادم والتي ينتظر أن تتناول قضية النزاع المفتعل في الصحراء الغربية بناء على الرسالة التي وجهها بان كي مون إلى رئاسة الأممالمتحدة الشهر الماضي. وبمناسبة الزيارة الأخيرة لروس للمنطقة، قامت المخابرات الجزائرية بلجم أصوات خط الشهيد عبر وسائل قمع متنوعة، فاسحة المجال لأحمد البخاري الذي يبدو أنه المرشح الأقوى لخلافة عبد العزيز، للحديث عن المعطيات الجديدة في العالم والمنطقة التي تفرض حلا نهائيا للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية .