يواصل المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء، كريستوفر روس، جولته في المنطقة التي بدأها الأربعاء . ولم تصدر عن الجانب الرسمي المغربي أو الأممي أية تفاصيل عن هذه الزيارة، باستثناء بلاغ مقتضب لوزارة الخارجية الذي أوضح أن روس استقبل الخميس من طرف صلاح الدين مزوار الذي كان مرفوقا بالوزيرة المنتدبة امبركة بوعيدة، والكاتب العام لوزارة الخارجية ناصر بوريطة والممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة بنيويورك عمر هلال. وقال البلاغ إن مزوار أكد خلال هذا اللقاء على تعاون المغرب مع المبعوث الشخصي للأمين العام ودعمه عملية التسهيل التي يقودها، وذلك تماشيا مع فحوى الاتصال الهاتفي بين جلالة الملك والأمين العام للأمم المتحدة". غير أن مصادر دبلوماسية قالت إن مزوار شدد خلال اللقاء على ضرورة حيادية مسؤولي الأممالمتحدة في ما يتعلق بالنزاع حول الصحراء، في إشارة إلى كريستوفر روس و كيم بولدوك، الممثلة الخاصة للأمين العام الأممي ورئيسة بعثة "المينورسو". كما شدد مزوار على ضرورة القيام بإحصاء للمحتجزين بمخيمات تندوف، وهو الأمر الذي ترفضه البوليساريو والجزائر رغم المطالب الأممية. كما شدد وزير الخارجية على الدور الذي تلعبه الجزائر كطرف رئيسي في هذا النزاع رغم إصرارها على إنكار هذه الحقيقة وادعائها بأنها ليست بطرف. ومعلوم أن الأمين العام الأممي بان كي مون كان أعطى ضمانات أكيدة بخصوص حيادية، وموضوعية ونزاهة مسؤولي الأممالمتحدة، وذلك خلال اتصال هاتفي مع جلالة الملك. ولاحظ المتتبعون خلال الجولة التي قامت بها كيم بولدوك بعد مباشرة مهامها أنها التزمت خلال تصريحاتها بما سبق أن صدر عن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي تنص على التوصل إلى حل سياسي متوافق عليه للنزاع، دون أن تتطرق لما يمكن أن يفسر على أنه انحياز لطرف على حساب الآخر. ويتوقع أن يكون كريستوفر روس قد التقى الجمعة سفراء دول مجموعة أصدقاء الصحراء، التي تضم الولاياتالمتحدة، فرنسا، روسيا، المملكة المتحدة وإسبانيا، قبل أن يتوجه إلى الجزائر، كما أشارت إلى ذلك وكالة " إيفي" للأنباء. ولم تبرمج الأممالمتحدة أية زيارة لروس إلى مدينة العيون، على عكس ما حدث في الزيارات السابقة . وسبق ل" انفصاليي" الداخل أن استغلوا هذه الزيارات لتنظيم مظاهرات مساندة للطرح الانفصالي. جولة المبعوث الشخصي في المنطقة تأتي بعد غياب استمر لحوالي سنة، بسبب اعتراض المغرب على انحياز روس الذي تجلى في تقريره السابق إلى مجلس الأمن. كما تأتي هذه على بعد أقل من ثلاثة أشهر على موعد اجتماع مجلس الأمن لبحث النزاع المفتعل حول الصحراء، نهاية شهر أبريل، موعد انتهاء مهمة البعثة الأممية إلى الصحراء، وتترقب الرباط طبيعة التقرير السنوي الذي سيقدمه روس إلى مجلس الأمن .