مع انطلاق استعدادات أغلب أندية القسم الوطني الأول لكرة القدم للموسم الرياضي القادم، بدأ الحديث من جديد عن ظاهرة غزو المدربين الأجانب، حيث بلغ العدد قبل الانطلاقة إلى 9 مدربين من بين المدربين ال 16 بالدرجة الأولى. وبالنظر إلى لائحة مدربي القسم الأول، يلاحظ وجود 5 مدربين من أوروبا، وهم: الويلزي جون توشاك بالوداد البيضاوي، والبرتغالي جوزي وروماو المنتقل حديثا إلى الجيش الملكي، والاسباني سيرخيو لوبيرا بالمغرب التطواني، والهولندي رود كول المتعاقد مع الرجاء البيضاوي والفرنسي برنار مرشان القادم الجديد على نهضة بركان، في حين يتواجد 4 مدربين مغاربيين هم: التونسي أحمد العجلاني بأولمبيك خريبكة، ومواطنه كمال الزواغي بشباب ريف الحسيمة، والجزائريان عبد الحق بنشيخة باتحاد طنجة وعز الدين أيت جودي بمولودية وجدة، أما بخصوص الأطر الوطنية، فهناك 7 مدربين فقط. ويتعلق الأمر عزيز العامري (أولمبيك أسفي)، وليد الركراكي (الفتح الرباطي)، هشام الدميعي (الكوكب المراكشي)، سمير يعيش (النادي القنيطري)، رشيد الطاوسي (المغرب الفاسي)، عبد الهادي السكيتيوي (حسنية أكادير). هذا الغزو الأجنبي، يأتي بطبيعة الحال على حساب الأطر الوطنية التي بدأ حضورها يتضاءل سنة بعد أخرى، ومن غير المستبعد أن يسجل هذا الغزو مستقبلا حتى ببطولة القسم الثاني كذلك، مع ملاحظات أساسية تتعلق بتواجد أربعة أطر مغاربية. تواجد يحمل الكثير من الدلالات، مما يؤشر على انفتاح الأندية الوطنية على مختلف التجارب وخاصة العربية منها، وحتى إن كان التوجه العربي ليس جديدا، بحكم أن مدربين من المغرب العربي سبق أن اشتغلوا بالدوري المغربي، وحققوا نتائج مهمة وبصفة خاصة من الجزائر كرابح سعدان ومزيان إيغيل، والتونسي فوزي البنرزتي مع الرجاء البيضاوي. تواجد أجنبي ملحوظ يأتي على حساب الأطر الوطنية، حتى تلك التي تمتع بتجربة كبيرة، بالإضافة إلى المدربين الجدد الذين تم تكوينهم مؤخرا من طرف الجامعة، فالجميع يوجد حاليا في عطالة مفتوحة، مما يطرح أكثر من علامات استفهام حول الأسباب التي جعلت الأندية تغض الطرف عن التعامل مع مدربين يحمل البعض منهم وراءه تاريخا طويلا وتجربة ميدانية وعلمية غنيتين... إنها بالفعل مفارقة عجيبة وغريبة، تحمل في طياتها معطيات وحقائق تضع العلاقة بين المسير والمدرب على ميزان الثقة المفروض أن تكون متبادلة، في وقت أصبح فيه الحديث طاغيا عن تورط بعض المدربين في صفقات انتقالات اللاعبين، وهو ما يتعارض جملة وتفصيلا مع شروط المهنة ودورها التأطيري والتربوي. المسؤولية تقع على عاتق ودادية المدربين التي من المفروض أن تسارع إلى حماية المهنة والدفاع عن سمعة وقيمة الإطار الوطني. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته