بانتهاء الشطر الأول من منافسات بطولة القسم الأول لكرة القدم، دخلت الأندية الوطنية فترة توقف، تليها مرحلة استعداد للشطر الثاني، الذي تشير كل الدلائل على أنه سيكون حارقا مثيرا وقويا، بالنظر إلى تقارب مستوى أغلب الأندية ووجود فارق ضئيل من النقط بين المتزعم وكوكبة المطاردة، كما أن فرق وسط الترتيب لا تبتعد عن بطل الخريف سوى بسبع نقاط فقط. والمؤكد أن فترة التوقف ستشهد تغييرات على مستوى تشكيلات أغلب الأندية، خصوصا تلك التي وجدت صعوبة في الحفاظ على توازنها، لتجد في الانتقالات الشتوية فرصة مواتية لترميم صفوفها، رغم أن أغلب الفرق تشتكي من غياب العناصر الجاهزة والقادرة على ملئ الفراغ على مستوى أغلب الخطوط. وما يؤكد على القوة التي انطلقت بها بطولة هذا الموسم، عدم تمكن أغلب الأندية من الحفاظ على مدربيها، إذ عصفت المنافسات بإحدى عشرة مدربا من مغاربة وعرب وأجانب، وكان المدرب كالعادة هو كبش الفداء، وهو تعامل ليس غريبا على مسؤولي الأندية الذين يفضلون الانفراد بكل السلط بما في ذلك المسائل التقنية. وبالنظر إلى لائحة مدربي القسم الأول، يلاحظ وجود ثلاثة مدربين فقط من أوروبا، وهم اللويلزي جون توشاك بالوداد البيضاوي، البرتغالي جوزي وروماو مع الرجاء البيضاوي، والاسباني سيرجيو لوبيرا المتعاقد مؤخرا مع المغرب التطواني. أما بخصوص الأطر الوطنية، فهناك تسعة مدربين. يتعلق الأمر بمصطفى مديح "شباب الحسيمة"، ويوسف فرتوت "أولمبيك آسفي"، وهشام الدميعي "الكوكب المراكشي"، وهشام الإدريسي "النادي القنيطري"، رشيد الطاوسي "المغرب الفاسي، وفوزي جمال" اتحاد الخميسات"، وعبد الهادي السكيتيوي "حسنية أكادير"، وعبد الرحيم طالب" نهضة بركان"، وأخيرا خليل بودراع المكلف بصفة مؤقتة بشؤون الإدارة التقنية للجيش الملكي. ولعل الملاحظة التي تسترعي الانتباه، تواجد مدربين عرب كالتونسيين كمال الزواغي بشباب خنيفرة، وأحمد العجلاني بأولمبيك خريبكة، والمصري مصطفى طارق الذي يواصل على رأس الإدارة التقنية للدفاع الحسني الجديدي خلفا لمواطنه حسن شحاتة. هذا التواجد الذي يحمل الكثير من الدلالات يؤشر على انفتاح الأندية الوطنية على التجربة العربية، وحتى إن كان هذا التوجه ليس جديدا، بحكم أن مدربين من المغرب العربي سبق أن اشتغلوا بالدوري المغربي، وبصفة خاصة من الجزائر كرابح سعدان وايغيل، وفوزي البنرزتي مع الرجاء، وعبد الحق بنيشخة مع الدفاع الجديدي. وهى تجارب كانت عموما ناجحة وتركت صدا طيبا، دون أن ننسى المرور السريع هذا الموسم لحسن شحاتة بالجديدة ولطفى رحيم بآسفي. هذا التواجد العربي والأجنبي بالدوري المغربي يأتي على حساب أطر وطنية تمتع بتجربة كبيرة لكنها توجد حاليا عاطلة عن العمل. من بين هذه الأسماء هناك عبد الخالق اللوزاني، وعبد القادر يومير، وعزيز الخياطي، وفتحي جمال،و يوسف لمريني، وجواد الميلاني، وسعيد الخيدر، وعزيز العامري، ومصطفى شهيد (الشرف)، واللائحة طويلة، مما يطرح أكثر من علامات استفهام حو الأسباب التي جعلت الأندية تغض الطرف عن التعامل مع مدربين يحمل البعض منهم وراءه تاريخا طويلا وتجربة غنية... إنها بالفعل مفارقة عجيبة وغريبة، تحمل في طياتها معطيات وحقائق تضع العلاقة بين المسير والمدرب ضمن ميزان الثقة المفروض أن تكون متبادلة... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته