بات التغيير المبالغ فيه للمدربين من قبل الأندية المغربية قاعدة لا ظاهرة، إذ لم تعد تتوانا المكاتب المسيرة في تسريح مدرب معين أو الطاقم التقني بأكمله، مع كل إخفاق أو أزمة نتائج قد لا تتعدى الأربع مباريات متتالية. الأندية المغربية أظهرت من جديد وفاءها ل"موضة" المدرب العربي ومن شمال إفريقيا بالتحديد، باستقطابها 7 مدربين سنة 2014، من دول الجزائروتونس ومصر، والتي تميزت باندماجها السريع مع أجواء الدوري الوطني. الدوري الاحترافي لكرة القدم في قسمه الأول عرف طيلة سنة 2014 التي نودعها، مرور 38 مدربا على الأندية الوطنية، حسب إحصائية لهسبريس الرياضية، أي ما يزيد عن مدربين لكل فريق وطني خلال سنة واحدة. سَبعة عَرب وأربعة من أوروبا! صارت الأندية الوطنية على نفس نهج السنوات الأخيرة، إذ باتت تضع ثقتها أكثر في المدربين القادمين من تونس بالدرجة الأولى ثم مصر والجزائر، والتي حصد أغلبها نتائج مستحسنة في البطولة. 4 من تونس، اثنان من مصر وجزائري، هي الأطر العربية التي مرت بالدوري هذه السنة، مقابل أربعة من أوروبا، بين توشاك الوداد وروماو الرجاء وروسلي وديماس الماص، جلهم يسير بخطى ثابتة، عدا الأخير الذي لم ينجح سوى في قيادة نمور فاس لتذيل الترتيب العام. وفي الوقت الذي أخفق فيه التونسي لطفي رحيم مع أولمبيك آسفي وبنشيخة مع الرجاء بعد مسار ممتاز مع الدفاع الجديدي، فإن أسماء أخرى مثل فوزي البنزرتي وحسن شحاتة، رغم مغادرته المبكرة، تركت صدى طيبا وخلفت أندية قوية بإمكانها مواصلة الطريق مع أي إطار جديد، في انتظار ما ستقدمه أسماء أخرى مثل التونسي كمال الزواغي والمصري طارق مصطفى لكل من شباب أطلس خنيفرة والدفاع الحسني الجديدي على التوالي. الاستثناء تَألَّق رغم مَيْل مجموعة من مسؤولي الأندية الوطنية إلى تغيير المدربين بسرعة البرق في سبيل التملص من المسؤولية أو تبرير الفشل في التسيير، غير أن بعض الاستثناءات ولو على قلتها في الدوري المغربي أعطت ثمارها وانعكس الاستقرار على مستوى الإدارة التقنية بوضوح على أداء هذه الفرق. المغرب التطواني، الكوكب المراكشي وأولمبيك خريبكة، جميعها أندية جددت الثقة في أطرها وحافظت على كل من العامري والدميعي والتونسي العجلاني، مما منح الأول درع الدوري، وارتقى بالثاني لمصاف الأندية الكبرى في الموسمين الأخيرين ومنح خريبكة شخصية داخل الدوري، دشنها باستمراره ضمن كوكبة المقدمة منذ انطلاق الموسم الجاري. قاعدة ال 38 تعاقب 38 مدربا على أندية القسم الوطني الأول في هذه السنة، وهو نفس عدد المدربين الذي مروا على البطولة خلال السنة الماضية، لكن مع ارتفاع في عدد المدربين الأجانب بأربعة، أي 11 هذه السنة، مقابل سبعة العام الماضي. وبالإضافة إلى التكافؤ في عدد المدربين المتعاقبين على الأندية الوطنية في السنتين الأخيرتين، فإن قاعدة أخرى عادة لتكرر نفسها، كون الأندية الأكثر تغييرا لأطرها هي من تظل تعاني في مؤخرة الترتيب وتقبع في وسطه في أحسن الأحوال.