أشارت دراسة حديثة أجريت بواسطة مجموعة من العلماء إلى أنه إذا لم يتم تخطيط ردود الأفعال تجاه تغير المناخ بشكل سليم فإنها من الممكن أن تؤدي إلى إصابة كوكب الأرض بضرر يفوق تغير المناخ نفسه. وتؤكد الدراسة أنه بعد أن تغمر المياه المناطق التي تجاورها نتيجة ارتفاع مستويات البحار فإن السكان سيتجهون إلى الإقتراب من الغابات الإستوائية حيث توجد بها الكثير من المواد الغذائية ومواد الوقود مما قد يهدد بقاء الأنواع التي توشك على الإنقراض المتواجدة في هذه الغابات. وقال د. ويل ترنر المشرف على الدراسة إن هناك دراسات عديدة أجريت للبحث في تأثيرات تغير المناخ على التنوع البيولوجي ولكن لم يتم مناقشة الأثر الذي تسببه ردود أفعالنا تجاه تغيرات المناخ على كوكب الأرض، وتؤكد الدراسة أن الجهود الرامية للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري عن طريق بناء سدود لتوليد الطاقة الكهرومائية يمكن أن يسبب ضرراً كبيراً لمصادر المياه العذبة، كما يؤثر على النباتات والحيوانات في الوديان التي تغمرها الفيضانات، وحذرت الدراسة أيضاً من أن المفهوم الزائف الذي يدعو لإستخدام الوقود الحيوي بحجة خفض انبعاثات الكربون اتخذ كمبرر لقطع مساحات شاسعة من أشجار الغابات الإستوائية. وأعطت الدراسة أمثلة على أثر تدخل الإنسان لمقاومة تغيرات المناخ وما ترتب على هذا التدخل من نتائج بما حدث في بوركينا فاسو في نهاية القرن العشرين حينما دفع التغير المناخي السكان للإنتقال إلى الغابات مما أدى إلى نقص مساحة الغابات في البلاد بمقدار 13% استخدمها السكان لممارسة نشاط الزراعة كما أن الإنخفاض الذي حدث في امدادات الثروة السمكية في غانا أدى إلى زيادة كبيرة في صيد الحيوانات الأخرى من أجل الحصول على لحومها. وأكد د.تيرنر على أهمية أن نلقي نظرة شاملة لعلاج تغيرات المناخ بدلاً من القيام بخطوات جزئية قد يكون أثرها على البيئة أسوأ من أثر تغيرات المناخ ذاتها، ورغم ذلك يجب أن نظل على مستوى التحدي في مواجهة التغيرات المناخية بشرط ألا تمس ردود أفعالنا التنوع البيولوجي والنظم البيئية التي تعتمد عليها المجتمعات، وأضاف أنه من واجبنا أن نمنع انبعاث الغازات المسببة للإحتباس وأن نحاول الحفاظ على الإمدادات الغذائية المعرضة للخطر بسبب تغيرات المناخ وأن نساعد البشر في البقاء على قيد الحياة في ظل تلك الظروف الجوية السيئة، ولكن يجب علينا ونحن نخطط لهذه الأمور ألا ندمر مصادر الحياة الدائمة مثل الغابات والمحيطات.