في لقاء حميمي داخل إحدى مكتبات الرباط جمع مؤخرا بين الناقدتين والروائيتين زهور كرام وحليمة زين العابدين، ردت كرام على أسئلة زين العابدين بخصوص الكتابة والقراءة وعلاقتهما بالحياة من خلال روايتيها "قلادة قرنفل" و"غيثة تقطف القمر". وقد اعتبرت الكاتبة زهور كرام، التي صدرت لها ثلاث روايات ومجموعة قصصية واحدة وثلاث دراسات نقدية وعدد من الكتب المشتركة، هذا اللقاء الذي نظمته شبكة القراءة بالمغرب التي ترأسها الجامعية رشيدة روقي، "لقاء نسائيا بامتياز، لكون المنظمة امرأة، والمحتفى بها امرأة، والمقدمة امرأة". وقالت إن "الكتابة قد تكون في البداية مجرد هواية تعتمد موهبة يتم صقلها عبر القراءة"، مؤكدة أنه عندما "نحصن ذواتنا بالمعرفة والإبداع يصبح لدينا عشق للحياة"، مشيرة إلى سؤال يطرح عادة على الأطفال عما يريدون أن يصيروا عليه حينما يكبرون، و"هو سؤال وجيه لأنه يطرح أفقا، فالانتماء إلى الحلم هو انتماء إلى الأفق". وقدمت حليمة زين العابدين فكرة عن رواية "قلادة قرنفل"، موضحة أن الساردة صحافية لا اسم لها في الرواية، مات والداها وأقامت مع عمتها "فضيلة" في بيت والدها الذي ينتمي إلى عائلة مقاومة، مضيفة أن العمة ديكتاتورية، تتحكم في كل ما يحيط بها، من حياة ابنيها إلى حياة زوجتيهما إلى عمل ابنها الصغير الذي تدخلت بواسطة الرشوة من أجل حصوله على عمل مهم في وزارة الثقافة، ودور الساردة في تحريض الابن المثقف على التمرد على والدته قبل أن تنتهي الرواية بشلل العمة. وعن سؤال حول مدى واقعية نموذج العمة، ردت زهور كرام بالحديث عن العلاقة بين الواقعي والمتخيل، معتبرة أن العمة قد تكون "تركيبة من الشخصيات النسائية في الواقع"، مشيرة إلى أنها عندما تكتب لا تفكر في ما تكتب ولا تضع تخطيطا لذلك، وأن الكتابة تمكن من ممارسة الحرية بعيدا عن المواضعات الاجتماعية. وعن رواية "غيثة تقطف القمر"، قالت زين العابدين إن هذا العنوان الشعري قابل للتأويل وتعدد القراءات، مضيفة أن الرواية تحكي عن امرأة يحيل اسمها على الغيث والعطاء، وهي صحافية تفضح شخصا متنفذا، فتدخل السجن، ويتخلى عنها زوجها، وبعد خروجها تجد أن الجريدة بيعت للرجل المتنفذ ووالدتها مريضة وأخاها عاطلا وهي مطرودة من العمل، لكن يظل لديها أمل في موقع إلكتروني لتفضح فيه المجتمع، تلتقي شخصا أحبها بصدق واقترح عليها تشغيل أخيها، لكن هذا الأخير سيموت قبل أن يحقق حلمه بالعمل. وبخصوص المغزى من وجود صحافيتين كشخصيتين رئيسيتين في الروايتين معا، وعما إذا لم يكن بطل "غيثة تقطف القمر" هو الصيغة المذكرة للعمة في "قلادة قرنفل"، ردت زهور كرام أن الرواية الثانية تطرح الدعارة الفكرية وقضية المعطلين حملة الشهادات وقضية المرأة، مشيرة إلى أنها لم تفكر في سبب اختيار شخصية الصحافية في الروايتين، وقالت إن "الأمر ربما تعلق بالرهان المطروح على الصحافة لتفضح كل ما يعتمل في جسم المجتمع من أمراض". وختمت رشيدة رقي هذا اللقاء، الذي شارك في النقاش الذي تلاه جمهور متنوع في مستواه الثقافي والمعرفي وفي السن (يتراوح بين11 سنة فما فوق)، ومستواه الثقافي (ما بين الشهادة الابتدائية فما فوق)، بالدعوة إلى التزام الجمهور وخاصة الطلبة بقراءة ولو كتاب واحد في الشهر، "حتى نتمكن من بناء مغرب قارئ، وتجاوز أزمة القراءة". يشار إلى أن حليمة زين العابدين روائية وناقدة صدر لها في الرواية "هاجس العودة" و"قلاع الصمت" و"على الجدار" و"الحلم لي"، وفي المسرح مسرحية "حكايات نساء" و"سباط هنية" وفي النقد مؤلف "قراءة وإقراء النصوص السردية". أما زهور كرام فهي ناقدة وروائية صدر لها بالخصوص، رواية "جسد ومدينة" ومجموعة قصصية بعنوان "مولد الروح" ودراسات نقدية تحت عناوين "الأدب الرقمي أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية" و"السرد النسائي العربي مقاربة في المفهوم والخطاب" و"في ضيافة الرقابة" و"ربات الخدور .. مقاربة في القول النسائي العربي والمغربي" و"بيبليوغرافيا المبدعات المغاربيات" و"سفر في الإنسان. (شذرات-نصوص).