صدرت مؤخرا للكاتبة المغربية زهور كرام رواية جديدة تحت عنوان " غيثة تقطف القمر". والرواية الصادرة عن "دار الأمان" بالرباط تتكون من عشرين مقطعا مكثفا وتتناول حكاية فتاة اسمها غيثة تجد نفسها في السجن بسبب فضحها للفساد، من خلال صحيفة تعمل بها، ليتخلى عنها زوجها ومحيطها. تخرج غيثة من السجن، تستعيد الماضي الكئيب الذي حولها إلى فتاة شاحبة وكئيبة، تسكن جراحها بأقراص تداوي كل شيء، يظل جرحها غائرا عصيا عن الفهم، تنخرط في المجتمع من جديد، لتكتشف الأمراض والأوهام التي لصقت به، تتأمل الأوهام التي تتحول مع مرور الوقت إلى حقائق ثابتة، تتأمل أسرتها وهي تنهار. يعتبر الشاعر والناقد محمد العناز في ورقة حول الإصدار الجديد لزهور كرام أن الأمر يتعلق برواية "بمذاق خاص، حيث كتبت بروية وهدوء، لأن القلق الذي تحدثه الرواية لم يكن قلقا عبثيا بقدر ما هو قلق مخطط له، فبقدر ما هي رواية مكثفة وموجزة من حيث المساحة الورقية والبنية التركيبية للجملة، إلا أن هذا الإيجاز والتكثيف عمق أحاسيسنا، وجعلنا نعيد فهم المسافات الحاصلة بين الأحداث لنعيد ترتيبها وفق وعينا الجمالي والمعرفي". ويضيف العناز أن زهور كرام لجأت إلى إيقاع سردي سريع، بهدف مواكبة التحولات السريعة التي يعيشها المجتمع بطبقاته، بواسطة لغة توزعت بين المخيال الواقعي المباشر والشاعرية الإيحائية مع التنويع في ضمائر السرد، وتداخل الأزمنة، ليخلص الى القول "هي رواية ممتعة لاشك أنها ستخلق الكثير من الأسئلة في وطن الحكاية". "غيثة تقطف القمر" تتوج نشاطا إبداعيا ونقديا غزيرا للكاتبة زهور كرام التي أصدرت عناوين عديدة من أهمها روايتا "جسد ومدينة" (1996)، و "قلادة قرنفل" (2004) و المجموعة القصصية "مولد الروح" (2008) وكتب نقدية من قبيل "في ضيافة الرقابة" (2001) و "السرد النسائي العربي مقاربة في المفهوم والخطاب" (2004) و "الأدب الرقمي..أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية" ثم "ربات الخدور.. مقاربة في القول النسائي العربي والمغربي"(2009).