قال ناقد أدبي بحريني إن الكتابة عند الناقدة والأديبة المغربية زهور كرام "عطاء يتلاقى فيه الفكر والمعرفة والرؤية والتأمل والطرح، والتطلع نحو تحقيق ما تحلم به التجربة النسائية العربية في ظل المتناقضات المجتمعية والحياتية وعنفوان الفحولة". وأضاف الناقد فهد حسين، في دراسة نشرتها صحيفة "الوسط" البحرينية في عددها الصادر اليوم الخميس ، أنه كأن بين زهور كرام في كتاباتها المتعددة، من نقد إلى إبداع روائي إلى الدخول في العالم الرقمي، "وبين فعل الكتابة والأدب والثقافة عشقا تكون عبر تراكم معرفي وتربوي وتثقيفي، وصقل بالمران والتجربة". واعتبر في الدراسة الموسومة ب "زهور كرام في كتابها (السرد النسائي العربي- مقاربة في المفهوم والخطاب: تألق في أركولوجيا النقد والإبداع) أن "النقد لم يحصرها ويبعدها عن الكتابة الإبداعية". وأوضح أنها "تؤدي دورها ناقدة وكاتبة ومبدعة، فأسلوبها يتميز بالمحافظة على مكونات العمل الكتابي الثقافي الرصين المنبعث من تجربة ثقافية وأكاديمية معمقة تستطيع أن تربط القوانين والشروط بحسب مكانها، وتعالجها بالقدر الذي تراه وتنظر إليه مما جعلها تتحمل مشروعاً عن الرواية المغاربية". وقد تمظهرت التجربة الإبداعية للكاتبة، حسب الناقد، في روايتين نالتا تحليلا ونقدا من قبل كتاب لهم مكانتهم الأدبية والنقدية، والروايتان هما: "قلادة قرنفل" و"جسد ومدينة"، وتجربة صحفية استطاعت أن تنشر مقالاتها ودراساتها عبر الصحافة الورقية والإلكترونية التي تعالج من خلالها الكثير من قضايا الإنسان العربي وهمومه الثقافية والأدبية، بالإضافة إلى العمل الرئيسي وهو النقد وتحليل الكتب المهمة في الثقافة المغاربية أولا، وفي الثقافة العربية ثانيا. وأشار إلى أن الكاتبة المغربية تطلع بكتاب أو أكثر "كلما دعت الحاجة العلمية والثقافية والنقدية"، مثل كتب "السرد النسائي العربي"، و"في ضيافة الرقابة" من خلال تجربة الكاتبة الكويتية ليلى العثمان الإبداعية، و"خطاب ربات الخدور - مقاربة قي القول النسائي العربي والمغربي"، و"الأدب الرقمي- أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية"، فضلا عن تلك الأوراق البحثية في الملتقيات والندوات والمؤتمرات وغيرها، والمتابعة الأكاديمية لطلبة الجامعة. وأكد الناقد البحريني أن كتب زهور كرام النقدية والتحليلية "جاءت محفورة في أرض حرثتها بمعرفة نقدية وإبداعية، وروتها بقراءة تأملية تفكيكية، وبذرتها بفكر واع وتطلع مستنير"، مشيرا إلى أن كتابها "السرد النسائي العربي" دليل على "هذه التجربة الغنية التي أسهمت بها كرام في حقل النقد العربي الحديث عامة، والكتابة النسائية على وجه الخصوص". فمن مقدمة كتاب "السرد النسائي"، يقول الناقد فهد حسين، كانت تطرح هواجسها الرئيسية، والتي تمثلت في العمود الصحافي الذي كانت تكتبه كرام بجريدة "أنوال" سنة 1992 بعنوان "مقاربات في السرد النسائي العربي" الذي كشف لها عن تراكم ملحوظ في النتاج النسائي العربي الروائي من مشرقه إلى مغربه، وتمحور هاجسها الثاني في تلك المفاهيم والمصطلحات التي يتداولها الكتاب تجاه قضايا المرأة. فقامت بقراءة الكتابة التي تكتبها المرأة عنها أو عن سواها في ضوء الكتابة عن الذات وذوات الأخريات، ودلالة الكتابة التي يدونها الرجل عن المرأة، و"بخاصة أن عالمنا العربي تنقصه العديد من الدراسات المعنية بالأدب النسائي قياسًا بما كتب في الغرب". وخلص الباحث إلى أنه بهذه النظرة التحليلية التي قام عليها الكتاب، كشفت زهور كرام عن رغبة حقيقية بمساهمات نقدية وتحديدا في السرد العربي وتجلياته من خلال الذاكرة الثقافية المنجزة تجاه المرأة، فضلا عن التعامل مع الثقافة الراهنة في ضوء سؤال المرأة الملح في طرح فكرة المرأة بوصفها ذاتا منجزا للخطاب الرمزي بوصفه الهاجس الثالث والذي أشارت له بصورة واضحة حين كتابتها "خطاب ربات الخدور" (صفحة 30) التي تؤكد فيه أن "الفكر النسائي لم يكن فكرا مستهلكا للحضارة الدخيلة، وإنما كان قارئا لها، ومستوعبا لحيثياتها".