قالت الناقدة والباحثة المغربية زهور كرام في ندوة نظمت في إطار فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب الذي يستضيف المغرب في دورته ال31، أن التجربة الروائية المغربية راوحت بين مختلف الاتجاهات والتيارات الأدبية ، وشكلت أحد روافد الحداثة الثقافية في المغرب المعاصر. وأضافت الروائية المغربية ، خلال ندوة احتفت بتجارب روائية معاصرة، أن الروائيين المغاربة استطاعوا منذ الاستقلال وإلى اليوم أن يكتبوا نصوصا في شتى الأنواع الروائية من التاريخية إلى الواقعية الى الفناتازيا وغيرها ، مبرزة أن هذا الثراء الروائي هو الذي سيمكن هذا الجنس التعبيري من المساهمة بقوة في حداثة الرواية العربية وتوسيع مداراتها التخييلية والرمزية واللغوية، وإثراء الحداثة الثقافية المغربية . واستعرضت صاحبة «جسد ومدينة» ملامح تجربتها الثقافية المتنوعة بين الرواية والشعر والنقد الأدبي والفكري، معتبرة أن مسارها الذاتي ، من خلال إصداراتها «قلادة وقرنفل» و»مولد الروح» و»سفر في الانسان « و»ريتا تقطف القمر»، الذي صدر العام الماضي وغيرها من الكتابات الروائية والنقدية ، يرتقي ليكون «حالة إبداعية خاصة تكشف في أبعادها ودلالتها جانبا من التجربة الروائية خاصة والإبداعية بشكل عام في المغرب في العقود الأخيرة». وقالت في هذا السياق «الحديث عن تجربتي من خلال كتاباتي الروائية قريب مني ، لكني أحاول إعادة ترتيب الحالة عند منجز يتعلق بالعلم والعقل»، مضيفة « كتابة الرواية تبقى كتابة الدهشة ، وأنا أشعر بمتعة مغايرة لتلك التي أشعر بها عند كتابتي لنص نقدي». أما الروائي عبد الرحيم حبيبي، فتطرق إلى تجربته الروائية من خلال رواياته الثلاث « خبز وحشيش وسمك» (2008) و «سعد السعود» (2010) و»تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية» التي اختيرت ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر للسنة الماضية، مبرزا أن روايته الأخيرة دخل بها مرحلة الرواية التجريبية من خلال العودة إلى الماضي والنهل من التاريخ لتسليط الضوء على إشكاليات وقضايا معاصرة من قبيل الحداثة والأصالة والتطرف والهوية ، تناول فيها فترتين مختلفتين بين القرنين 19 و20 شهدتا «اهتزازات في شتى المجالات الاجتماعية منها والسياسية». وتوقف الروائي إسماعيل غزالي عند النزوع الفنتازي وهيمنة البعد الغرائبي والعجائبي على كتاباته الروائية، على غرار «التمتمة» (2001) و»خرير الأحلام» و»صرير الكوابيس» (2012) و»موسم صيد الزنجور» (2014) التي اختيرت ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية في السنة الماضية ، مشيرا إلى أنه تأثر في أعماله بالتجارب الأوروبية في هذا المجال (بورخيس وروبرتو بولانيو وغيرهما). وأضاف أنه استلهم في كتاباته أيضا آثار الفنتازيا في التراث العربي القديم على غرار «ألف ليلة وليلة» و»رسالة الغفران» لأبي العلاء المعري و»الفتوحات المكية» لابن عربي.