سأعود قريبا إلى التلفزة المغربية وسأفاجئ الجمهور بدور مختلف جدا من خلال سلسلة «حياة جديدة» شارك الفنان الكوميدي المغربي محمد الخياري مؤخرا في مجموعة من السهرات, ثم إحياؤها في كل من هولندا وألمانيا وبلجيكا.. وبحلول الخياري بالعاصمة بروكسيل التقته بيان اليوم وأجرت معه الحوار التالي في بداية هذا الحوار، نود منكم أن تحدثونا عن هذه الجولة الفنية التي تقومون بها حاليا بأوروبا؟ أنا هنا من أجل تجديد اللقاء بالجالية المغربية، وقد قدمت مجموعة من العروض في كل من هولندا بروتردام، وبعض المدن الألمانية كأسن وكولن، واليوم سألتقي بالجالية المقيمة ببروكسل. من هي الجهة المنظمة لهذه الجولة الفنية؟ نشتغل مع شركة ذات علاقة بأحد الأبناك تقوم عادة بتنظيم حفلات خاصة لأفراد الجالية طبعا. ماهو تقييمكم لهذه السهرات الخاصة؟ سواء تعلق الأمر بسهرة تجارية أو خصوصية، فالذي يهمني في واقع الأمر هو لقائي بإخواني بالمهجر، فعند لقائي بهم أشعر بحب كبير وبحرارة في الاستقبال لا يمكن وصفها. لكن هذه السهرات التي تتكلمون عنها لا تتاح لجميع أفراد الجالية.. الشركة المنظمة للحفل هي التي تتكلف بالجمهور، وغالبا ما يكون هذا الجمهور مستهدفا، فمثلا إن كانت شركة خاصة فهي تعطي الأسبقية لمستخدميها وموظفيها وعائلاتهم، لذا فما يهمني في هذه الحالة في الأمر هو جمهور المغاربة المهاجرين، وليس الشركة في حد ذاتها، لذلك أشارك في هذه السهرات، ولا أتردد في قبول الدعوة. ولكي أوضح أكثر للقارئ، فعندما أقول حفلات خاصة لا أعني حفلات في الحانات أو مقاهي الشيشة، فأنا لا أشارك في هكذا سهرات، بل عملي الفني أقدمه في نطاق عروض خاصة نحييها بمسارح للأفراد والعائلات التي تنتمي وتشتغل بتلك الشركة المنظمة للحفل. ربما الجالية في الخارج محظوظة لأنها تلتقي بك وتستمتع بعروضك أكثر من جمهورك بالمغرب؟ بالفعل ألتقي وأتواصل أكثر مع الجالية. وما السبب الذي يمنعكم من التواصل أكثر مع الجمهور بأرض الوطن. لا أدري فهناك العديد من الأسباب والشروحات لا أحب الخوض فيها. مثل ماذا؟ حبذا لو توضح لنا أكثر؟ هناك عراقيل كثيرة.. فنوع السهرات التي كنا نقوم به أيام مسرح الحي مثلا في الثمانينات والتسعينات كنا نأخد قاعات المسارح مجانا.. الآن المسارح لا وجود لها بالدار البيضاء، القاعات باهضة الثمن، وحتى إن استأجرت قاعة سينما فستضطر إلى الرفع من ثمن التذاكر وهذا يشكل عائقا بالنسبة للمواطن، وبالتالي عدم إقباله على هذه العروض، مما يجعله ينتظر حفلات الصيف بالشواطئ وهي عروض مجانية طبعا. غيابكم عن القنوات المغربية هل هو راجع إلى شركات الإنتاج كما تصرحون دائما أم أن الجرأة الزائدة هي التي تجعل القنوات تمتنع عن التعامل معكم؟ لا أظن، فإذا كنت لا أعمل بسبب الجرأة، فهذا يعني أن البلد ليس فيه حرية تعبير، لا.. لا أعتقد ذلك بدليل أنني شاركت في العديد من السهرات المباشره بالقناة الأولى والثانية وكانت في قمة السخرية. طيب أين المشكل إذن؟ المشكل ليس في التلفزة بل في بعض شركات الإنتاج التي لا تستطيع دفع الأجر الذي أستحقه، فالفنان عندما يتدرج في الأعمال الناجحة فمن البديهي أنه تصل مستحقاته إلى قدر معين قد لا يقدر عليه المنتج. ففي هذه الحالة لا يجب أن تنتظر من يشغلك بل يجب أن تشغل نفسك بنفسك، وأن تشتغل بمفردك. كيف ذلك؟ بمعني تقديم أعمال من إنتاجك الخاص، دون الاعتماد على الآخرين. ومن سيمول هذه الأعمال؟ ** هذا هو المشكل المطروح، يقولون لك عليك أن تصبح منتجا "فحنا مكادينش عليك"، لذلك فأنا أطرح دائما السؤال على التلفزيون، لماذا لا نرجع إلى الماضي القريب عندما كان التلفزيون هو الذي ينتج؟؟ بالإضافة إلى إنتاج الشركات الخاصة طبعا؟ فإذا عاد التلفزيون إلى ما يعرف بالإنتاج الداخلي فستحل الكثير من المشاكل. هل صحيح أن معظم أصحاب شركات الإنتاج الخاصة لاعلاقة لهم بهذا المجال؟ نعم هذا صحيح إلى حد ما، فمع كامل الأسف معظمهم لاعلاقة لهم بالإنتاج، بل أعرف الكثير منهم ممن كان يشتغل ببيع الحبوب أو الجلد وغيرهم كثير ممن أصبح بين عشية وضحاها منتجا فنيا، أما المتخصصون في الإنتاج الفني فهم معدودون على رؤوس الأصابع. السخرية تؤدي أحيانا إلى نتائج قد لا تحمد عقباها بدليل الاعتداء الذي تعرضتم له بسوق الأربعاء، كيف حدث ذلك وما هو السبب الحقيقي لتلك المشكلة؟ أقول لك السبب الحقيقي في تلك القضية، أنا حضرت كالعادة للمشاركة في سهرة بسوق الأربعاء بمناسبة الحفلات الصيفية في الهواء الطلق، جئت بدعوة من المجلس البلدي برئاسة فلان الذي ينتمي إلى أحد الأحزاب, ذلك الرئيس لطيبوبته أو لسذاجته أو لابتعاده عن القطاع التنظيمي للمهرجان، المهم قيل له من طرف أحد ما أن الخياري قد التقى قبل العرض في جلسة غداء مع حزب آخر، وأن أعضاء ذلك الحزب قدموا لي مجموعة من المعلومات من أجل انتقاد وفضح الجهة التي دعتني للحفل، المهم في الأخير وجدنا أنني المظلوم الأول في هذا المشكل، وربما أقول ربما الشخص الذي غضب مني هو المظلوم الثاني. وعلى كل حال الفيديو موجود بحيث لم أتطرق في عرضي لشخص ما أو مسؤول ما، لم أقل حتى المجلس البلدي، أو القاضي الفلاني أو.. أو, فعملي هو الفكاهة والسخرية, والفنان الفكاهي الذي ينتقد بلاده هو أحسن وطني, فهذا النوع من السخرية هو من صميم عملي. لم تذكروا اسما بعينه، لكنكم طالبتم بزيارة ملكية للمدينة؟ صحيح، لذلك كان على أولئك الناس أن يصفقوا ويزغردوا ويرقصوا فوق الأسطح فرحا عندما وجهت نداءا إلى صاحب الجلالة من أجل زيارة مدينة سوق الأربعاء، يجب ألا ننسى أهمية هذه المنطقة الحية التي تعتبر أحد الملتقيات المهمة للمناطق الفلاحية بالمغرب، لكن مع كامل الأسف أولئك الناس ظنوا أنني مبعوث من طرف أحد ما لفضح أشياء ما، وهذا غير صحيح نهائيا، وأنفيه نفيا قاطعا. هل من أعمال جديدة لكم؟ هناك الجزء الثاني من "ألف ليلة وليلة'"، وهناك عمل جديد للقناة الأولى. تصالحتم إذن مع التلفزة المغربية؟ لم أكن على خصام مع التلفزة, فأنا أعاتب دائما بعض شركات الإنتاج الخاصة وليس التلفزة, دعيني أقول وصل دوري بعد سنتين من الغياب. حدثنا عن هدا العمل الذي ستطل من خلاله على الجمهور؟ هو عبارة عن تركيبة جميلة ليست بالسيت كوم بل سلسلة ستضم مجموعة من الممثلين كيونس مكري, وأمال عيوش.. والجمهور سيتفاجأ بالدور الذي سألعبه في هذا العمل. هل هو دور كوميدي؟ على العكس فهو بعيد كل البعد عن الكوميديا ومختلف تماما, ليس ذلك الخياري المألوف لدى الجمهور، بل هو دور شاب حاصل على الإجازة ويثقن ست لغات، ستقوده أزمة الشغل إلى العمل في بعض المهن البسيطة كسائق وحارس لعائلة مغربية ستأتي من أمريكا من أجل الاستقرار في أرض الوطن, لن أكشف عن كل الأحداث طبعا البقية ستكتشفونها قريبا على القناة الأولى. هناك أيضا على ما أعتقد عرض جديد لكم؟ بالفعل هناك عرض جديد لي بعنوان Les richeponsables والأكيد أن العنوان في حد ذاته سيجلب لي العديد من المشاكل, لكن هذه هي الحقيقة, وبالتالي فعرضي سيتطرق لكل مسسؤول سواء أكان مدير شركة أو بنك أو مرشحا أو برلمانيا أو وزيرا أو أي مسؤول غير نزيه. شكرا لكم على هذا اللقاء. شكرا لك أيضا ولجريدة بيان اليوم الغراء، فقد سعدت بلقائي معكم، ومن خلالكم أبعث بتحياتي للجمهور المغربي خارج وداخل الوطن.