انطلقت أمس الاثنين بالرباط أشغال ورشة للتحسيس بشأن نتائج التقرير الخامس لمجموعة الخبراء الحكوميين حول تطور المناخ، بحضور العديد من ممثلي وسائل الإعلام الفرنكوفونية والإفريقية. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح عبد الله مقسط مدير مديرية الأرصاد الجوية الوطنية بالمغرب ونائب رئيس مجموعة العمل المكلفة بتقييم الجوانب العلمية للنظام المناخي وتطور المناخ، أن هذه الورشة المنظمة على مدى يومين تروم التحسيس وتبسيط مضمون هذا التقرير الذي يتضمن آلاف الصفحات وتسهيل فهمه عبر وسائل الإعلام، الناقل الرئيسي للمعلومة. وأضاف أن مجموعة الخبراء الحكوميين حول تطور المناخ، تعد الهيئة المكلفة بدراسة مسألة المناخ خاصة ما يتعلق بقياس التأثيرات والقيام بالملاءمة واقتراح مناهج كفيلة بالحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسؤولة عن التغيرات المناخية. وأشار الى أن هذه الورشة هي أيضا موجهة للمنظمات غير الحكومية والجمعيات التي تسهر من خلال شبكاتها على تفسير أشغال هذا التقرير الخامس، الذي يهم بشكل كبير المقررين السياسيين الواعين، بدورهم، بتأثير الأنشطة البشرية على التغير المناخي. وفي هذا السياق، يقترح التقرير الخامس أيضا، حسب المسؤول، الانطلاق من ترسانة علمية وتقنية للتخطيط في اتجاه إجراءات ملموسة في متناول المقررين بهدف تحصين المخططات الوطنية للتنمية، الراهنة والمستقبلية، من الآثار السلبية للتغيرات المناخية. ويقدم التقرير الخامس لمجموعة الخبراء الحكوميين حول تطور المناخ العديد من المستجدات في ما يتعلق بالمنهجية أو تحميل مسؤولية الظواهر المناخية. كما يجدد التأكيد على أن ارتفاع نسبة تركز الغازات يمكن أن يساهم في تغيرات كبرى على مستوى درجات الحرارة، ومستوى ارتفاع البحار أو ذوبان الجليد. وحسب الوثيقة، فإن الأنشطة البشرية، خاصة استخدام الطاقات الأحفورية، ساهم في ارتفاع استثنائي لتركز غاز الاحتباس الحراري لينجم عنه تحول المناخ بوتيرة غير مسبوقة. وبذلك، فإن العلاقة بين الأنشطة البشرية وارتفاع درجات الحرارة يعد محتملا جدا (بنسبة زائد 95 بالمائة ). كما يتوقع التقرير ارتفاعا لمستوى البحار، والذي سيتراوح ما بين 29 و82 سنتمتر مع نهاية القرن ال21 (2081- 2100). كما رفع التقرير من تأثير ذوبان الجليد بغرونلاند والأنطاركتيك على مستوى البحار، وذلك بفضل نماذج جديدة وملاحظات حديثة. يذكر أن مجموعة الخبراء الحكوميين حول تطور المناخ، التي تم إحداثها سنة 1988 بهدف تقديم تقييم مفصل حول وضع المعارف العلمية والتقنية والسوسيو اقتصادية بشأن التغيرات المناخية وأسبابها وانعكاساتها المحتملة واستراتيجيات التدخل، قدمت خمسة تقارير تقييمية متعددة الأحجام. وكانت مجموعة الخبراء الحكوميين حول تطور المناخ قد حصلت، إلى جانب نائب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية آل غور، على جائزة نوبل للسلام سنة 2007 تتويجا للإسهام في مجال التغيرات المناخية. وتتوجه هذه الورشة، التي تنظمها مجموعة الخبراء الحكوميين حول تطور المناخ ومديرية الأرصاد الجوية الوطنية، على الخصوص، إلى المقررين الوطنيين والإقليميين والمحليين ببلدان إفريقيا الفرنكوفونية والمنظمات الدولية والحكومية، والمتخصصين في المناخ وتدبير مخاطر الكوارث، وكذا الباحثين والعلماء المحليين ووسائل الإعلام. كما تشكل مناسبة لتشجيع الفهم الأمثل لوسائل الإعلام في ما يتعلق بعلوم المناخ والحلول المقدمة لدرء التغيرات المناخية. وتقترح الورشة على الخصوص معالجة مختلف القضايا المرتبطة بموضوع التغير المناخي من بينها الجوانب الأكثر أهمية بالنسبة للتغير المناخي بالمغرب وإفريقيا خاصة المياه والفيضانات الساحلية وغيرها، وكذا كيفية تأثير التغير المناخي على المغرب وإفريقيا في الوقت الراهن، والمبادرات الراهنة الأكثر نجاعة في المنطقة لتقليص انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فضلا عن كيفية إسهام رجال الأعمال في الحد من التغير المناخي، وكيفية إسهام الساكنة في تقليص تأثير التغير المناخي.