قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن تنظيم الدولة الإسلامية مازال خصما "شرسا" وان حكومته تعطي أولوية لاستعادة مدينة بيجي التي توجد بها مصفاة نفطية ومحافظة الانبار حيث يشن المتشددون هجمات على القوات الحكومية. ومتحدثا إلى الصحفيين بعد يوم من اجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي باراك اوباما قدم العبادي صورة متباينة لضعف الجماعة المتشددة بعد ثمانية أشهر من بدء الضربات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق. وتقدر الولاياتالمتحدة أن تنظيم الدولة الإسلامية خسر حوالي ربع المناطق التي سيطر عليها في العراق، وأعلن العبادي نفسه مؤخرا عن انتصار رئيسي باستعادة مدينة تكريت. وبدا العبادي متحفظا عندما سئل عما إذا كانت هزيمة الجماعة المتشددة تلوح في الأفق مع اقتراب حملة عسكرية كبيرة قائلا أن الجماعة تسير في ذلك المسار لكنها مازالت تظهر صمودا وقدرة كبيرة على المناورة، وأضاف قائلا "أنهم عقائديون وفي وضع متأزم، ولهذا هم يظهرون قتالا شرسا." وتعتقد السلطات العراقية أن نسبة المجندين الأجانب في صفوف الدولة الإسلامية تزايدت بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية فيما قال العبادي أنها ربما تكون علامة على ضعف التجنيد بين العراقيين. وأضاف أن بعض المقاتلين يعتقد أنهم من أصول شيشانية سمعوا وهم يتحدثون الروسية في اتصالات جرى اعتراضها. وحقق مسلحو الدولة الإسلامية بعض التقدم في غرب العراق أول أمس الأربعاء باجتياحهم بضع قرى على مشارف الرمادي عاصمة محافظة الانبار. وأعلن العبادي هذا الشهر حملة جديدة في الانبار تستهدف البناء على الانتصار الذي تحقق في تكريت، وأبلغ الصحفيين أيضا في واشنطن أن بيجي تحظى بأولوية. وسئل عن جهوده لتسليح قوات العشائر السنية في الانبار فقال انه يوجد الآن حوالي 5000 مقاتل سني لديهم أسلحة مضيفا أنهم يريدون المزيد من الأسلحة المتطورة مثل الرشاشات الثقيلة لكن بغداد ليس لديها فائض من تلك الأسلحة. واعترف العبادي أيضا بأن المعركة الرئيسية لاستعادة الموصل ثاني اكبر مدينة في العراق ما زال أمامها أشهر ولن تحدث إلا بعد شهر رمضان الذي ينتهي في متصف يوليوز. وقال مسؤول عسكري أميركي مؤخرا أن حرارة الصيف الشديدة بعد رمضان يجعل أي مسعى لاستعادة الموصل قبل الخريف غير مرجح. وكان العبادي قد ذكر قبيل مغادرته واشنطن إنه سيطلب من الولاياتالمتحدة الأميركية المزيد من التسليح وذلك قبيل معركتي الأنبار والموصل. كما طالب العبادي علاوة على السلاح والغارات، ب"إجراءات حازمة" لوقف تدفق المقاتلين الأجانب للعراق، وبجهد من المجتمع الدولي لوقف تهريب النفط والآثار، وهي من مصادر دخل المتطرفين. وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي أكد الإثنين أن الأشهر الأخيرة شهدت دعما جيدا من التحالف الدولي في مجال التسليح. وأضاف "شاهدنا خلال الأشهر الأخيرة تقدما كبيرا في الإسناد الجوي من قبل التحالف الدولي وكذلك زيادة عدد المدربين"، الذين يؤهلون القوات العراقية للقتال ضد التنظيم الذي يسيطر منذ حزيران على مساحات واسعة من البلاد، إلا أنه أوضح أن "العراق يحتاج إلى المزيد من التسليح". ويزور العبادي الولاياتالمتحدة لعدة أيام على رأس وفد وزاري يضم وزراء الدفاع والمالية والنفط والتعليم العالي ومستشار الأمن الوطني تلبية لدعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما.