قالت مصادر أمنية عراقية إن قوات "الدولة الإسلامية" استدعت أعدادا جديدة من المقاتلين والأسلحة من مقارها في سوريا بعد الهزائم التي تلقتها في الموصل وتكريت، لافتة إلى أن التنظيم المتشدد يتخذ من سوريا مقرا له ومجمعا لأسلحته ومقاتليه بعد أن نجح في طرد قوات الأسد والمعارضة في آن واحد من مساحة كبيرة شرق سوريا وشمالها. وقال تقرير نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن عدد عناصر التنظيم في سوريا يتجاوز 50 ألف شخص، بينهم أكثر من ستة آلاف انضموا إليه خلال يوليو. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية تجاوز 50 ألف عنصر في سوريا، بينهم أكثر من 20 ألفا من غير السوريين". ويخوض التنظيم منذ يناير معارك عنيفة مع تشكيلات من مقاتلي المعارضة السورية في شرق البلاد وشمالها، كما شن في الأسابيع الماضية هجمات عنيفة ضد مواقع للنظام، لا سيما في الرقة. في المقابل، كثف النظام السوري في اليومين الماضيين قصفه بالطيران الحربي لمعاقل التنظيم، لا سيما في الرقة. وتزامن هذا القصف مع القصف الأميركي لمواقع التنظيم المتشدد في العراق وسط أنباء عن تنسيق أمني أميركي مع نظام الأسد لمواجهة "داعش". ميدانيا، شنت قوات تابعة للجيش العراقي وللبيشمركة الكردية مدعومة بغارات من طائرات أميركية، هجمات على جبهات مختلفة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تزامنت مع إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما التزامه باستهداف الجهاديين. وقال ضابط كبير في قوات البيشمركة إن "العملية العسكرية مستمرة لاستعادة السيطرة على المناطق المحيطة بسد الموصل، بمساندة الطائرات الحربية الأميركية". وأكد أن "الطائرات الأميركية تواصل تنفيذ ضربات جوية ضد تجمعات تنظيم داعش في مناطق شمالي سد الموصل". وجدد الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي الاثنين الماضي ، دعمه للحكومة العراقية المقبلة مطالبا السياسيين بالعمل على "تشكيل حكومة جامعة (......) لأن الذئب عند الباب". وشكلت سيطرة جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية على سد الموصل اختراقا خطيرا منذ الهجمات الشرسة التي بدأت مطلع يونيو الماضي، في مناطق متفرقة شمال العراق. واكد أوباما أن الغارات التي تشنها الطائرات الأميركية على مواقع التنظيم المتطرف قرب سد الموصل الاستراتيجي في شمال العراق سمحت "للقوات العراقية والكردية بتحقيق خطوة كبيرة إلى الأمام عبر استعادة السيطرة" على سد الموصل. وتؤكد الولاياتالمتحدة ومسؤولون آخرون أن التعاون العسكري بين كردستان وحكومة بغداد أمر أساسي للوصول إلى أي نجاح، لكن قيام تحالف بين الجانبين يبقى أمرا صعبا خاصة في ظل اعتراض الحكومة المركزية على الدعم الغربي "المبالغ فيه للبيشمركة" وعدم التنسيق معها في توجيه الضربات ضد التنظيم المتشدد. إلى ذلك، قال المتحدث باسم المفوضية ادريان ادواردز للصحافيين "ردا على الوضع المتدهور في شمال العراق، إن مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين ستطلق الاسبوع الحالي واحدة من أكبر خطط المساعدة تهدف إلى مساعدة ما يقارب نصف مليون شخص أجبروا على مغادرة منازلهم". وأشار ادواردز إلى أن تقديرات الأممالمتحدة حتى الآن تشير إلى ان 1,2 مليون عراقي اضطروا الى النزوح بسبب المعارك.