قطعت البطولة الوطنية لكرة القدم الشطر الأول من موسمها الاحترافي الرابع، وبالرغم من بنود دفتر التحملات التي تحدد بوضوح الشروط الواجب توفرها لكسب صفة فريق محترف، فإن الواقع لا زال بعيدا كل البعد عن الوصول إلى استيفاء الأغلبية الساحقة من الأندية لشروط المنصوص عليها. ظاهريا، يعني مجرد السماح للأندية بالمشاركة بالبطولة أن شروط الاحتراف متوفرة بالفرق ال " 16 " التي تتشكل منها منافسات " البطولة" وهى التسمية الرسمية للدوري المغربي الاحترافي. من أبرز الشروط التي يجب تطبيقها، والتي تمنح على أساسها رخص المشاركة، تقديم جرد مفصل للميزانية السنوية، وتفصيل العقود المبرمة مع اللاعبين والمدرب وكافة العاملين بالنادي، بالإضافة إلى التوفر على قانون داخلي يستجيب لمتطلبات الاحتراف، ومدرسة للناشئين، ومركز تكوين يستجيب لكافة الشروط الملائمة لتكوين الطاقات الشابة، من إقامة وتغذية، ومرافق أخرى. كما يتعين على كل نادي عقد جمعه العام بعد نهاية كل موسم في أجواء من الشفافية والوضوح. كما تفرض رخصة الاحتراف تعيين طاقم طبي وتقني يتوفران على كل المؤهلات اللازمة والتي يحددها القانون، وتعيين مدرب بعقد مسجل ويحترم القوانين المنظمة له. ومتطلبات الاحتراف أيضا تلزم على أي نادي التوفر على مهيء بدني مؤهل خريج المعهد الملكي لتكوين الأطر أو أستاذ التربية البدنية، ومدرب للحراس يتوفر على كل المؤهلات الضرورية للقيام بعمله في أحسن الظروف، وشروط أخرى تتعلق بالهيكل التنظيمي والداخلي للنادي. هذه هي الشروط التي جاء بها دفتر التحملات الخاص بأول بطولة احترافية، والتي يبدو أن الأغلبية الساحقة وجدت صعوبة بالغة في تطبيقها، رغم تقديم مسؤوليها بالتزامات واضحة ومحددة، إذ تظهر المعطيات اليومية والأسبوعية أن هناك صعوبات كبيرة في ضمان السير العادي للأندية أمام إكرهات الواقع الذي لا يرتفع، خصوصا أمام الخصاص المالي الفظيع الذي تعاني منه كل الأندية بدون استثناء. وإذا كانت الأندية الكبيرة تجد الطرق والوسائل التي تمكنها من تجاوز مؤقت لهذا الخصاص المزمن، في غياب الإمكانيات القارة التي تمكنها من مواجهة كل التحديات والالتزامات التي تنتظرها ولا تتحمل الانتظار أو التأجيل، فإن باقي الفرق تعاني الأمرين، والنتيجة ظهور تمرد وسط اللاعبين، وتسجيل حالات من الاحتجاجات والإضرابات بأكثر من فريق. ولعل أكبر مثال على ذلك بروز احتجاجات وسط لاعبي بعض الفريق خلال الشطر الأول من البطولة بسبب الضائقة، مما جعل إدارات مجموعة من الأندية عاجزة عن الوفاء بكامل التزاماتها المالية. ومن بين هذه الأندية على سبيل المثال لا الحصر هناك الدفاع الحسني الجديدي، المغرب الفاسي، حسنية أكادير، المغرب التطواني، الكوكي المراكشي، والبقية تأتي... فعلى أي أساس تمنح الهيئة المكلفة بالاحتراف رخص المشاركة لأندية لم تقدم الضمانات الكافية، لتجد نفسها غير مؤهلة لتطبيق بنود التزمت بها قبل انطلاق الموسم؟... المؤكد أن داخل أية تجربة لابد من تعثرات، وهو ما يمكن أن يشكل أرضية لمناقشة أي تعامل مستقبلي بين الجامعة والأندية على ضوء مخلفات هذه التجربة الاحترافية المنقوصة، إلا أنه قبل أن تساءل الجامعة هذه الأندية حول أسباب عدم استيفائها كل التعهدات المالية والإدارية، لابد أن تجيب الجامعة أولا عن الأشياء التي قدمها هذا الجهاز للأندية قبل أن تفرض عليها شروط قادمة من عالم افتراضي بالنظر إلى الواقع القاسي التي تعشيه الأغلبية الساحقة من أندية وجدت نفسها بقدرة قادر تسمى ب "محترفة"... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته