إدريس الرضواني في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السابع لمنظمة الشبيبة الاشتراكية ألقى إدريس الرضواني، الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، تقريرا باسم المكتب الوطني، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السابع للمنظمة، يوم الجمعة الماضي، ببوزنيقة، اعتبر فيها، أن المكاسب الديمقراطية، والاقتصادية، والاجتماعية، والمؤسساتية التي تحظى بها الأجيال الحالية، لم تكن لتتحقق أبدا، لولا أولئك المناضلون والمناضلات في الصف الوطني والديمقراطي والتقدمي، الذين آمنوا بقضية التغيير حتى النخاع، واسترخصوا في سبيلها كل الغالي والنفيس، وأدوا ثمنها من أحلى سنوات عمرهم، ومن وقتهم وصحتهم. وأضاف في تقريره، أن الشبيبة الاشتراكية، وصلت إلى أبعد وأقصى النقط المجالية عبر تراب المملكة، ونحن الآن متواجدون بشريا وفكريا وسياسيا في جل، إن لم يكن، كل ربوع البلاد، " ما يقارب 300 فرع "، وأنه هذا يدل ذلك على شيء واحد، هو أن التنظيم الأصيل، أيا كان نوعه، نعم، قد تصيبه حالات فراغ قصيرة، لكنه ما يلبث أن يضعها بين قوسين، ثم يمضي قدما نحو الأمام. فالشبيبة الاشتراكية، يقول الرضواني، في التقرير الذي ألقاه في افتتاح مؤتمر الشبيبة والذي ننشر فيما يلي نصه الكامل، مثلها مثل كل تنظيم متجذر في تربته، يتجاوز الأشخاص والذوات والمواقع.. الرفيق محمد نبيل بنعبدالله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية الرفيقات والرفاق في قيادة حزب التقدم والاشتراكية حضرات السيدات والسادة ضيوف المؤتمر الكرام رفيقاتي رفاقي الأعزاء ها نحن نلتئم اليوم في هذا العرس النضالي الكبير، وأكيد أن هذا اليوم سينضاف إلى رصيد منظمتكم،،، الشبيبة الاشتراكية العتيدة. نلتئم، بعد مسار تحضيري حافل وناجح ومتميز، امتد لشهور، واشتغلت فيه لجان المؤتمر بكل جدية ونكران للذات، فأنتجت ما نحن مجتمعون حوله ومن أجله، أنتجت الأفكار والبدائل والمقاربات والمبادرات، فكانت الوثيقة التوجيهية التي هي بين أيدينا اليوم، وكانت مذكرة التوصيات، فضلا عن القوانين الداخلية التي يهمنا كثيرا أن تكون بين أيدينا مساطر وأحكام، إنما الأهم منها هو القيم التي تجمعنا وتقودنا لإكمال المسيرة : مسيرة النضال والصمود والبناء. فتحية لكل الرفيقات والرفاق، وكثير منهم جنود في الخفاء، الذين اجتهدوا وثابروا من أجل أن تتملك الشبيبة الاشتراكية القواسم المشتركة بين أعضائها، في إطار جدلية الوفاء والتجديد. نعم، إننا ونحن نشتغل سواء في الميدان، أو بين وعلى سطور المواقف والآراء والأفكار، محظوظون جدا، كوننا لا ننطلق من نقطة البداية، بل إننا نجد أنفسنا مسلحين برصيد قوي ومتين وزاخر من اجتهادات قيمة، وأعمال جليلة، للرعيل المؤسس والباني للشبيبة الاشتراكية، ومن خلفه على مر السنين والعقود الماضية. ذلك ما يجعل من المنظمة شبيبة أصيلة بثراتها، متجذرة بفعلها على الساحة، ومتطلعة إلى المستقبل، بفعل ما يعتري شرايينها من تجديد مستمر غير منقطع. إن فرصتنا سانحة، خلال هذه المحطة النوعية والتاريخية من حياة الشبيبة الاشتراكية، لنقول بالصوت العالي، وبالقلب المطمئن، وبالعقل اليقظ: إن المكاسب الديمقراطية، والاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية التي تحظى بها الأجيال الحالية، لم تكن لتتحقق أبدا، لولا أولئك المناضلون والمناضلات في الصف الوطني والديمقراطي والتقدمي، الذين آمنوا بقضية التغيير حتى النخاع، واسترخصوا في سبيلها كل الغالي والنفيس، وأدوا ثمنها من أحلى سنوات عمرهم، ومن وقتهم وصحتهم. واسمحوا لي، شباب الشبيبة الاشتراكية، أن أتوجه باسمكم جميعا، بتحية الوفاء والنضال، إلى كل أجيال الشبيبة التي مرت من هنا، ليس مرور الكرام، لكنه مرورا ترك البصمات الخالدة والتأثير الواضح فينا وفيكم وفي مسار الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية التي هي الآن الشبيبة الاشتراكية. تحية إكبار، لكن ولكم، أيها المناضلات والمناضلون الذين بنيتم هذا الفضاء بعرقكم وفكركم وتجاربكم وإقدامكم وشجاعتكم وتحديكم لزمن الرصاص وكبح الحريات، وتركتم لنا ولهؤلاء الشباب الرائع القادم من كل ربوع الوطن، تركتم هذا الإرث الثمين، وإن كان في الحقيقة لا يقدر بثمن . تحية لكن ولكم، كل باسمه وصفته، وكثير منكم، بل كلكم قيادات في حزبنا الكبير، الذي ساهمتم وتساهمون بالحظ الأوفر في أن تجعلوه يكبر ويرقى ويزدهر كل يوم أكثر، برجالاته، وإشعاعه، ومكانته، وتاريخه ومواقفه، ونبل السياسة التي يمارس ويدعو إلى ممارستها. وفي المقابل، ومادام التغيير لازال مطلبا، وسيظل، ومادمنا في مراحل البناء المجتمعي المستمر، وما دامت العديد من أوضاع الشباب غير مرضية ولا مطمئنة، فإن الشباب المغربي عموما، والشبيبة الاشتراكية على وجه الخصوص، مطالبون اليوم، ربما أكثر من أي وقت مضى، أن يستلهموا كل القيم الجميلة التي سادت، لمواصلة النضال والكفاح، بالتزام، ومسؤولية، وبجدية ونكران ذات، من أجل مغرب يتمتع فيه الشباب بكل حقوقه، وبكل ما من شأنه أن يجعل بلادنا تستثمر، بذكاء جماعي خلاق، هذه الطاقة الثمينة التي لا تعوض، في معركة البناء والتقدم والازدهار: طاقة الشباب. إننا في الشبيبة الاشتراكية، ونحن نجعل من منهجية الوفاء والتجديد مقاربة مركزية لوجودنا، فإن ذلك نابع من قناعتنا الراسخة أن الصراع من أجل التغيير في أصله طبقي واجتماعي بامتياز، أما ما يراد إيهام الشباب به من طرف العديد من الأوساط، كون الصراع هو صراع أجيال، فهو محض قناع آخر من أقنعة الرأسمالية والنيوليبرالية، أو هو في أحسن الأحوال سطحية في التحليل والتقدير، لا نملك سوى تجاوزها نقدا وممارسة. إن جدلية الوفاء والتجديد هي التي تجعلنا، أكثر من غيرنا، نعترف بمجهودات وتضحيات الأجيال السابقة، التي عملت جاهدة على تحصين وتطوير المكاسب الوطنية والمجتمعية الحالية، وفي نفس الوقت تجعلنا واثقين في قدرة الأجيال الحالية على تملك هذه المكاسب والعمل على تعزيزها والارتقاء بها . جدلية الوفاء والتجديد هي أيضا ما يجعلنا متشبعين بفكرة كون التغيير هو مسألة تراكم وليس مسألة قطائع. وذلك ما يمكن الشباب من التحلي بكثير من التواضع في المقاربات، وفي نفس الوقت من الطموح في رسم الأهداف والغايات. هذه هي الشبيبة الاشتراكية التي نحن في حضرتها اليوم: شبيبة متناغمة مع نفسها، متناسقة مع حزبها، مقدرة لمؤسسيها، واثقة في شبابها، متطلعة لمزيد من أمجادها وإنجازاتها، من أجل الشباب ومع الشباب، أينما كان وكيفما كان. أيها الحضور الكريم، لا شك أن كثيرا منكم تابع كيف تم التحضير لهذا المؤتمر، تنظيم عشرات الملتقيات الإقليمية، ومئات الجموع العامة المحلية، ومنتديات ولقاءات موضوعاتية، ناجحة جميعها بلا استثناء.فالشبيبة الاشتراكية، وصلت إلى أبعد وأقصى النقط المجالية عبر تراب المملكة، ونحن الآن متواجدون بشريا وفكريا وسياسيا في جل، إن لم يكن، كل ربوع البلاد، ( ما يقارب 300 فرع ). يدل ذلك على شيء واحد، هو أن التنظيم الأصيل، أيا كان نوعه، نعم، قد تصيبه حالات فراغ قصيرة، لكنه ما يلبث أن يضعها بين قوسين، ثم يمضي قدما نحو الأمام، لأن الشبيبة الاشتراكية مثلها مثل كل تنظيم متجذر في تربته، يتجاوز الأشخاص والذوات والمواقع، الشبيبة الاشتراكية فكرة..بل فكرة نبيلة وواضحة، وللأفكار أجنحة كما يقال، ، لذلك لا نستغرب من كونها تتمتع بالاحتضان والقبول والإقبال في كل المراحل والفترات، ومن قبل الشباب أينما كان في البوادي والمدن وفي الدواوير والجامعات والمدارس. الشبيبة الاشتراكية، ليست ملكا لمسؤوليها، وإن كانوا قيمين عليها وعلى نموها: بل الشبيبة الاشتراكية فكرة وإنجاز، يتم احتضانه اليوم من قبل الشباب المغربي، التواق إلى الفعل الميداني النبيل. الشبيبة الاشتراكية هي الفضاء التي تربى ويتربى فيه مئات الآلاف من المناضلات والمناضلين، عبر تاريخها المشرق، وهي المدرسة التي تخرجت من صفوفها أطر سياسية تجمع ما بين الكفاءة والنزاهة، حاملة هموم الوطن والمواطنين بنبل وشجاعة وإخلاص. والعديد منها يدبر، اليوم، الشأن المجتمعي أو الحزبي أوالعام في أعلى وأرقى مستوياته. وإذا كانت الشبيبة الاشتراكية معتزة بأصولها، وبمرجعيتها الاشتراكية الحداثية التقدمية، فكرا وممارسة، فإنها أيضا، اليوم، وعلى الخصوص اليوم، تجد نفسها في خندق واحد وصف واحد مع حزبها وتنظيمات محترمة أخرى في مواجهة ظواهر تجعل من الشأن العام وممارسته والإقبال على الاهتمام به، أمرا بلا جاذبية ولا جدوى: يتعلق الأمر بالرداءة التي تعتري الحقل العمومي، وبالمحاولات البائسة والمنهزمة للتحكم السياسي، والفساد في مشهدنا العام، والمزايدة في المواقف والآراء، وانحطاط الخطاب المتداول في كثير من تجلياته، ودعوات تبخيس العمل السياسي النبيل، ومحاولات التيئيس منه..... إنها أمور لا تنتمي، في حقيقتها إلى سلة المعارك الطبيعية التي يفترض بنا التصدي لها، فمعاركنا الطبيعية هي ضد الفقر والجهل والتهميش والإقصاء الاجتماعي، معاركنا الحقيقية هي إعلاء صوت الشباب وإقرار تكافؤ الفرص وتطوير مكتسباته. معاركنا الحقيقية هي البناء الديمقراطي والمؤسساتي، ومعركة التنمية الشاملة والنهوض الاقتصادي . معركتنا الأساسية والمركزية هي قضية وحدتنا الترابية وما يتهددها من خصوم ومتآمرين . هذه هي معاركنا الطبيعية. لكن بقدر وعينا، في الشبيبة الاشتراكية، بكون هذه المعارك أساسية وجوهرية لاستنهاض شعبنا وشبابنا، بقدر وعينا أيضا، بأن معركة التخليق والارتقاء بالخطاب السياسي، وإعادة الاعتبار للعمل السياسي النبيل، وتملك حياة ديمقراطية سوية، هي أيضا معارك لا بد من خوضها ، لأننا مضطرون لذلك. بل لا بد من الانتصار فيها ، متآلفين في ذلك مع كل الغيورين الذين نلتقي وإياهم على هذا المستوى . لأننا في أول المطاف وآخره ننتمي إلى مدرسة سياسية تعتز بالإيديولوجيا القادرة على فرز التناقض الرئيسي عن التناقض الثانوي، في كل مرحلة تاريخية، وأيضا تعتز بكونها مدرسة للتربية والتنشئة وفضاء رحبا للاقتراح والبيداغوجيا . أيها الحضور الكريم : إن الشبيبة الاشتراكية، وهي عازمة على السير في درب النضال النبيل، لتعي جيدا حجم الخصاص الاجتماعي المهول الذي تواجهه فئات الشباب المغربي، والذي تراكم خلال عقود طويلة عقيمة، مما يجعل نتائج كل الجهد الإصلاحي المبذول اليوم تبدو وكأنها تحفر في جبل عظيم،، لذلك، فإن الشبيبة الاشتراكية، لا خيار لها سوى المطالبة بنتائج استثنائية للدولة ومؤسساتها في معالجة الأوضاع العامة للشباب، والنتائج الاستثنائية ليست مستحيلة، بقدر ما يمكن أن تتأتى بفعل مجهودات ومبادرات وإجراءات استثنائية، شجاعة وقوية أيضا. وفي نفس الوقت، لا يمكن أن نتغاضى عن المساحة الديمقراطية ببلادنا، وعن مكاسب القضية النسائية والحقوقية والجمعوية، كما لا يمكن أن نلغي بجرة قلم مكاسب الاقتصاد الوطني في السنوات الأخيرة. لكن إذا لم تقترن هذه المكاسب بنضال مستمر من أجل تحصينها والدفع بها إلى المدى الأبعد، فإننا بذلك سنخلف موعدنا مع التاريخ. هذا هو الاستثناء المغربي، في نظر الشبيبة الاشتراكية الاستثناء المغربي ليس مجرد وقائع جامدة في التاريخ، وهي مهمة بطبيعة حال، الاستثناء المغربي، ليس مجرد كلام سياسي متفائل بالمستقبل، وممجد للماضي ومهادن مع الحاضر.الاستثناء المغربي ليس مجرد مكتسبات محددة في الزمان ومحدودة في المكان، وهي مهمة أيضا بطبيعة الحال. الاستثناء المغربي هو قدرتنا الجماعية الذكية، كشعب وكمؤسسات، على التقاط نبض بعضنا في الوقت المناسب وبالشكل المناسب، وبالمضامين والعمق المناسب.الاستثناء المغربي هو اليقظة الدائمة، والسعي الموصول إلى بلوغ مستويات أفضل من الديمقراطية والتنمية، دون اتكالية ولا انتظارية ولا تهاون ولا مغامرة. الاستثناء المغربي هو القدرة على تجنب حالات الاطمئنان المغشوش، بقدر تجنب المبالغة في تقدير المخاطر المجتمعية، وفي كلمة واحدة : الاستثناء المغربي هو المعادلة الديناميكية والمتحركة، ذات طرفين متكاملين ومتجادلين: الاستقرار والتغيير. فإذا كان الحراك الديمقراطي بالمنطقة العربية والمغاربية، قد أيقظ في النفوس، وخاصة في نفوس الشباب، الرغبة في امتلاك الحرية،، فذاك أمر كان لنا شرف تثمينه والاعتزاز به والانخراط فيه. نعم إن الشبيبة الاشتراكية، وهي المؤمنة بكون الحراك الاجتماعي هو منطلق التغيير وليس منتهاه، انتصرت لرغبة الشباب في أن تكون له كلمته، وأن يسمع صوته، وأن يعبر عن مطالبه في الحكامة الجيدة، والمؤسسات النزيهة القوية، وفي محاربة الفساد، وفي محاربة الريع، وفي إصلاح دستوري وسياسي عميق ومنتج . والشبيبة الاشتراكية، كما كانت وكما ستظل دوما وستظل، كان انتصارها للحراك متميزا بروح المسؤولية والوطنية الصادقتين، وعبرت عن ذلك، بكونها تتصدى لكل محاولات الزج بالبلاد والعباد في سيناريوهات مجهولة الملامح والعواقب. لذلك معنى واحد، أننا أوفياء لنهج مدرستنا السياسية المتفردة التي تزن مواقفها بميزان الاتزان والموضوعية والتجرد وتغليب مصلحة الوطن والشعب.فكانت بذلك مساهماتنا واضحة، ووجدنا أنفسنا متناغمين في سياق المرحلة بمتطلباتها وتعقيداتها. لكن أهم الدروس التي يتعين استخلاصها من الربيع الذي تحول، بكل أسف، إلى شتاء قاسي لدى العديد من البلدان التي شهدته، هو أن معركة التغيير معركة مركبة ومعقدة وطافحة بالأسئلة، إنها ليست معركة إسقاط نمط قديم فحسب، إن معركة التغيير هي معركة البديل، ومعركة الالتفاف حول هذا البديل، إنها معركة صياغة التوليف اللازم بين القديم الجيد وبين الجديد الأجود، وإنها معركة القدرة الجماعية على ترصيد التراكمات ومعرفة الكيفيات المناسبة للارتقاء من وضع إلى وضع أفضل. الديمقراطية لا تأتي بمجرد المطالبة بها، ولا بمجرد محاربة أعدائها الظاهرين، ولا بمجرد كتابة نصوص، مهما كانت جيدة. إن الديمقراطية تتطلب، من بين ما تتطلبه، فضاء لتعيش فيه وبه، تتطلب سلما واستقرارا قويين، وتتطلب توافر الديمقراطيين الذين يفترض أن تخرجهم، مؤسسات التنشئة والتربية، وتتطلب نفسا طويلا يمتد لعقود ..وتتطلب بالخصوص أحزابا قوية وشجاعة وحكيمة . رفيقاتي، رفاقي، أيها الحضور الكريم،، إننا ونحن نذكر أنفسنا ونذكركم ببعض من أفكار الشبيبة الاشتراكية ومنهجيتها ومقارباتها، بهذا التكثيف والاختصار الشديدين، ندعوكم إلى الاطلاع تفاصيلها وتحاليلها في الوثيقة التوجيهية وباقي وثائق المعروضة على هذا المحفل المبارك. لكن دعوني أقول لكم، وأغلبكم يعرف ذلك، إن الشبيبة الاشتراكية، ليست ناديا للترف الفكري، ولا صالونا لإنتاج الأفكار الكبيرة والشعارات الجميلة، ثم تحنيطها، بل إن الشبيبة الاشتراكية، كما كانت وكما ستظل بمثابة خلية نحل فضاء رحب للعمل والمثابرة، والمبادرة والفعل الميداني، لكنه فعل مؤصل ومؤطر بفكر حر تقدمي حداثي ورؤية واضحة جلية.وقد لا يسع المجال لسرد كل أعمالنا المتواضعة في هذه الكلمة، إنما اسمحوا لي أن أدعوكم للاعتزاز بشبيبتنا التي كانت السباقة في الكفاح الحقيقي من أجل خفض سن التصويت، وها نحن اليوم بعد سنين طويلة من ذلك، في موقف يجعلنا نكافح مرة أخرى من أجل أن يقدر شباب اليوم هذا المكسب الديمقراطي الكبير،، بدعوته وحثه على التسجيل في اللوائح الانتخابية. نعم، إن ذاكرة الشباب وتمثلاته عن الانتخابات سيئة في غالبها،، لكن بودنا أن نشرح لهؤلاء الشباب، عبر حملاتنا، أن تصوراتهم تلك نابعة من سياق أريد له أنه يبخس السياسة وأن يحجم المشاركة، وأن ويحقر صوت المواطن، وأن يزرع فكرة اللاجدوى.فالديمقراطية لا تستقيم إلا بممارسة سياسة سوية ونبيلة، وبأحزاب قوية وأصيلة، وبالأخص الأخص، إلا بمشاركة واسعة للشباب والنساء والمثقفين . الحق في التصويت هو مكسب، بل ومكسب أساسي، ولا بد من أن نوصل من الشبيبة الاشتراكية إلى كل الشباب المغربي فكرة كون صوته ليس شيئا تافها، وليس سلعة بخسة....صوت الشباب هو صمام أمان مستقبل هذا الوطن، صوت الشباب هو السلاح الذي بإمكاننا أن نواجه به الذين يحلمون بالمحافظة على الوضع كما هو قائم الآن، صوت الشباب هو مفتاح مركزي يدخلنا إلى مصاف الدول الديمقراطية، كمدخل للتنمية ذات الوقع على الناس سواسية، ومدخل للمساواة والتكافؤ . أيضا الشبيبة الاشتراكية،، انخرطت، بالقوة اللازمة وبالإيمان الراسخ في الحملة الوطنية للتصويت الإيجابي على دستور 2011 المتقدم، بوصفه جوابا من بين أجوبة أخرى على مطالب الشباب في التخليق ومحاربة الفساد، وتوازن السلط والعدالة الاجتماعية.... لا شك أنكم تتذكرون أن حملتنا تلك كانت نوعيا متميزة ، وكميا مكثفة... وأتبعنا ذلك بمعركة، إلى جانب أخرى، لا تقل أهمية، وانخرطنا إلى جانب القوى الشبابية الصادقة، في المطالبة بتمثيلية الشباب في المؤسسات وفي البرلمان على الخصوص. إيمانا منا أنه لا يوجد أفضل وأقوى من الشباب ليدافع و ليترافع وليبلور سياسات عمومية لصالح الشباب. ..تحقق المكسب، والنتائج نحن في انتظارها، لكن على الأقل هناك إجماع اليوم، أن الشباب إلى جانب النساء يعطون دفعة ونفسا قويين للعمل التشريعي والرقابي. لا ننسى أيضا، خلال فترة انتدابنا، مبادرات جريئة وشجاعة، بل وغير مسبوقة، نصرة لقضية وحدتنا الترابية، قضيتنا الوطنية الأولى التي ما فتئت الشبيبة الاشتراكية تترافع عنها في المنتديات والمحافل الدولية التي تشرفنا بتمثيل بلادنا فيها. فكانت مبادرتنا بتنظيم قافلة الوحدة، وكانت مبادرتنا تنظيم قافلة أخرى إلى سبتة وكانت مشاركتنا في مهرجان جنوب إفريقيا، وعشرات المحطات المشرقة الأخرى.... تميزت فترة انتدابنا، أيضا، بمساهمات الشبيبة الاشتراكية المستمرة والفاعلة في جميع المحطات التي عرفها حزبنا حزب التقدم والاشتراكية، تنظيمية كانت، أو سياسية، أو انتخابية . إيمانا منا بأننا كنا وسنظل مستنبت الحزب، في مده بالأطر السياسية المناضلة، وإيمانا منا بأن معارك واستحقاقات حزبنا هي معركتنا في الأول والأخير. وستظل الشبيبة الاشتراكية على هذا النهج وأقوى : سندا لحزبها كما هو يجسد سندا لها، طبعا لست في حاجة لأقول، وأنتم تعرفون، أن الشباب سند حقيقي، ولكن بنكهة المشاكسة، ونغمة الحماس، وجرعة الاندفاع الإيجابي...وهذا ما يفهمه حزبنا جيدا ويتفهمه....لسبب بسيط هو أن أغلب من يقود زمامه ، كان يوما ما هنا ، ومر من شبيبته، ويعي جيدا ماذا يعني أن تكون شابا في الشبيبة الاشتراكية. أيها الحضور الكريم: نلتئم اليوم، وأغلب قيادات الشبيبة الحاليين، يغادرون سفينة القيادة . دعوني، بكل ما تحمله اللحظة من عواطف وإحساس، دعوني أتوجه إلى كل أعضاء المكتب الوطني والمجلس المركزي المنتهية ولايتهما، كل واحد باسمه، أشكركم رفيقاتي رفاقي على كل لحظة قضيناها معا، جلنا بلادنا معا، وشبعنا اتفاقا واختلافا ونقاشا، أسسنا الفروع معا، وخضنا المعارك معا، وأقبلنا على الشباب المغربي معا، وخدمنا قضية الشباب والديمقراطية معا، بما أوتينا من عزم ومن إيمان وجهد ومعرفة. لا نمن على أحد بذلك، لقد قمنا بواجبنا فحسب، قد نكون قصرنا فيه أحيانا. لكن حسبنا اعتزازا وافتخارا أننا أوصلنا أمانة الشبيبة الاشتراكية معا يدا في يد، نسلمها للأجيال اللاحقة، متمنين لها التوفيق والسداد،، كما تسلمناها ذات نضال، من الرفيق سعيد فكاك، ومحمد نبيل بنعبدالله، وأحمد سالم لطافي، ورفيقاتنا ورفاقنا الآخرين . لكن المسيرة لا تنتهي، سيستمر نضالكم ونضالنا، في حزب التقدم والاشتراكية، خدمة لهذا الوطن العزيز ولهذا الشعب الأبي والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته