ادريس الرضواني: الشبيبة فضاء تخرج منه العديد من الأطر السياسية الكفأة والنزيهة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السابع لمنظمة الشبيبة الاشتراكية أشاد نيل بعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بانعقاد المؤتمر الوطني السابع لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، واصفا إياه ب"العرس النضالي الشبابي الذي انتظرناه مند شهور، من أجل أن نحيى هده اللحظة، حزبا وشبيبة". وأضاف بنعبدالله، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المنعقدة مساء يوم الجمعة الماضي، ببوزنيقة تحت شعار"الشباب.. رهانات التغيير والاستقرار"، موجها كلامه إلى المؤتمرين، "أهنئكم على كل المجهودات التي قمتم بها، لخلق هده الأجواء التعبوية الحماسية، ولجعل منظمة الشبيبة مدرسة شبابية سياسية متميزة"، مشيرا في الوقت نفسه، أن حزب التقدم والاشتراكية معتز بشبيبته التي تعني بقضايا الشباب وتهدف إلى تنظيمه وتعبئته من أجل الدفاع عن حقوقه الديمقراطية. واعتبر الأمين العام، أن الوثيقة السياسية التي تقدم بها إدريس الرضواني، الكاتب العام للمنظمة في تقريره أمام المؤتمرين، متميزة، ومصدر اعتزاز لنا جميعا، الحزب والشبيبة، لأنها في مستوى الوثائق التي أنتجها الحزب مند نشأته، مؤكدا أن خطابها يحمل بين ثناياه وحدة فكرية وإيديولوجية وسياسية. وأعرب بنعبدالله، عن كبير التقدير والإمتتان للرعيل الأول من المناضلات والمناضلات، أو ما أسماه بالفريق السداسي، الذي كان له شرف أن يحظى بتكليف من الحزب بتأسيس منظمة الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، يوم 18 يناير 1976، ويتعلق الأمر بالرفاق، أحمد سالم لطافي، خالد الناصري، أمينة لمريني، المهدي بنشقرون والمرحومين أحمد الغرباوي وسعيد الرايس. وحفاظا على هذه الأجواء الحماسية التي يعرفها المؤتمر، ولطمأنة جميع المؤتمرين، قال نبيل بنعبدالله، إن حزب التقدم والاشتراكية، (الديوان السياسي واللجنة المركزية)، لن يتدخل في أشغال المؤتمر، وأنه لايميز بين هذا الرفيق وذاك، داعيا المؤتمرين، أن يختاروا بكل حرية ومسؤولية لمن يرون أنه أهلا لخلافة القيادة الحالية، مؤكدا للجميع، أن ليس هناك أي تعليمات أو توجيهات. واستحضر بنعبدالله، بالمناسبة، فترة تحمله لمسؤولية الكاتب الأول للشبيبة الاشتراكية مابين 1988و1999، بالقول "إني مسرور جدا للمشاركة في هدا العرس النضالي، لدواعي خاصة، تتجلى في كوني ترعرعت سياسيا داخل هذه المنظمة وتشرفت بتحمل مسؤولية تسييرها عدة سنوات، وها أنا اليوم، أحضر أول مؤتمر لها بصفتي أمينا عاما للحزب..". مضيفا، أننا سنحتفل بعد أيام قليلة، بالذكرى التاسعة والثلاثين لتأسيس الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، وأنه يحق لنا جميعا أن نفتخر بما تم تحقيقه من حقوق لفائدة الشبيبة المغربية. وذكر في هذا الصدد، بالمعركة القوية التي خاضتها الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية خلال السبعينات من خلال جمع آلاف التوقيعات لمطالبة بتخفيض سن التصويت إلى 18 سنة وسن الترشح إلى 21 سنة، مؤكدا على أن هذا المكسب لن يصل إلى مبتغاه إلا من خلال تشجيع الفئات العريضة من شبابنا على ممارسة العمل السياسي. ودعا بنعبدالله، المؤتمرين بأن يكونوا حاضرين في مواجهة كل الانحرافات التي يعرفها المشهد السياسي، وذلك بالتواجد بجانب القوى الوطنية والديمقراطية، لمواصلة العمل والنضال من أجل تكريس الديمقراطية، وأن نجعل بلدنا يصل إلى المجتمع الديمقراطي الحداثي. وبعد أن سرد مجموعة من الحقوق والمكتسبات التي تحققت بمساهمة أجيال أخرى من المناضلين والمناضلات، اعتبر بنعبد الله، أن المحافظة على هذه الحقوق، رهين بمدى انخراط الشباب وتعبئته، داعيا الشباب إلى المشاركة في المحطات الانتخابية القادمة، وهي الانتخابات التي تأتي بعد دستور 2011 ، وذلك بالتسجيل في لوائح الانتخابات. وأوصى نبيل بنعبدالله، القيادة الجديدة، التي سيتم انتخابها في هدا المؤتمر، بضرورة الإنكباب على تأسيس فروع جديدة، في مناطق أخرى، تتوفر على طاقات نضالية وانتظارات، مؤكدا على أن الحزب سيواصل العمل مع القيادة الجديدة، ويعول عليها كثيرا لمواصلة المشوار لبناء غد أفضل تسود فيه الكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية. وعن رصيد الحكومة بعد ثلاث سنوات على تشكيلها، قال بنعبد الله، إنه إيجابي ومشرف على مستويات متعددة، وأن التجربة بينت صواب مشاركة الحزب في الحكومة لمواصلة الإصلاحات من داخل التجربة. ووصف ذات الحكومة، بحكومة النضال والدفاع عن الديمقراطية والحرية، وأنها مكونة من أناس نزهاء، وليس من عصابة منظمة كما يحلو للبعض أن يقول، على حد تعبيره، بعد أن يضع عصابة على عينيه، تجعله لايرى إلا ما يتوهمه ويتمناه من فشل للحكومة. واقر في المقابل بتسجيلها "للعديد من الإخفاقات"، مضيفا أنها "ليست حكومة الكمال والنجاح المطلق". ورفض بنعبد الله وصف الحكومة من طرف البعض، باليمينية وغيرها من النعوت، بالقول، "هذه الحكومة ليست يمينية، ولا محافظة ولا رجعية، بل هي حكومة تحالف من أجل الدفاع عن الوطن، تتبنى توجهات من أجل خدمة قضايا الجماهير"، وأن حزب التقدم والاشتراكية حزب "مسؤول يعتمد العقلانية والخطاب الموزون ويغلب مصلحة الوطن والشعب والمؤسسات واستقرار البلاد، ولو اضطرنا أن نفرط في أنفسنا وذواتنا..". وقدم بالمناسبة مجموعة من إنجازات الحكومة الحالية، ضمنها تخفيض اسعار أكثر من 1600 دواء، التعويض عن فقدان الشغل، تعويض الأرامل، التغطية الصحية للطلبة، دعم برنامج تيسيير.. فضلا عن إنجازات أخرى تشمل مجالات السكن والماء والتشغيل والثقافة. وخلص إلى أن الأمر يتعلق بحكومة تولي أهمية بالغة للشأن الاجتماعي، مضيفا أن العديد من الإجراءات التي اتخذتها "مست المواطنين بشكل مباشر". جانب من الحضوروعلى صعيد آخر، أدان الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية العمل الإرهابي الذي استهدف صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية وخلف مصرع 12 شخصا من ضمنهم صحافيون، داعيا إلى عدم التساهل مع الإرهاب كيفما كان شكله ومبرراته، وأينما كان بالعالم. وأوضح أن هذا الهجوم الإرهابي يعود بالضرر على المسلمين وعلى صورة الإسلام في العالم، مضيفا أن مثل هذه العمليات ستساهم في تقوية التيارات المحافظة والمتطرفة بالدول التي يستهدفها الإرهاب. ومن جهته، قال الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاشتراكية إدريس الرضواني، في تقرير له باسم المكتب الوطني المنتهية ولايته، «سنعود إليه بتفصيل في عدد الغد»، إن المنظمة تشهد دينامية مستمرة، مضيفا أن الأمر يتعلق بفضاء نشأ فيه المئات من مناضلي الحزب وتخرجت منه العديد من الأطر السياسية الكفأة والنزيهة.وأضاف أن الشبيبة الاشتراكية توجد في خندق واحد مع الحزب وتنظيماته الموازية في مواجهة الظواهر التي تجعل من الشأن العام وممارسة العمل السياسي "بلا جاذبية ولا جدوى". وانتقد الرضواني دعوات تبخيس العمل السياسي ومحاولات التيئيس منه، داعيا إلى بدل جهود أكبر لمكافحة الفقر والأمية والتهميش والإقصاء الاجتماعي فضلا عن إعلاء صوت الشباب.